أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2022
![]()
التاريخ: 9-4-2016
![]()
التاريخ: 28-1-2019
![]()
التاريخ: 5-4-2019
![]() |
كان امير المومنين (عليه السلام) راغباً في تربية عماله في الدولة على ادراك حقيقة دينية مهمة وهي ان الحكم امانة بيد الحاكم من اجل تحقيق العدالة، ومنع الظالم، ومعاقبة المعتدي، والانتصار للمظلوم، واشباع الفقير، ولا شك ان عمارة البلاد، واصلاح وضع العباد، وتعبيد الناس لربّ العالمين ينبغي ان تكون من اولويات الولاة، وحول ذلك نقرأ النصوص التالية:
1_ حفظ الامانة: من كتابٍ له (عليه السلام) الى الاشعث بن قيس عامل اذربيجان: «وإنَّ عملَكَ ليسَ لَكَ لكَ بطعمةٍ، ولكنّهُ في عُنُقكَ أمانةُ، وأنتَ مسترعى لمَن فوقَكَ، ليسَ لكَ أن تفتاتَ (أي تستبدّ) في رعيةٍ، ولا تخاطرَ إلاّ بوثيقةٍ وفي يديك مالٌ من مالِ اللهِ عزّ وجلّ،وأنتَ من خُزّانهِ حتّى تُسلّمهُ اليَّ، ولعلّي ألاّ أكُونَ شرَّ وُلاتِكَ لكَ، والسلامُ...».
2 _ مراقبة الوضع عبر العيون: ومن كتاب له (عليه السلام) الى قثم بن العباس عامله على مكة: «اما بعدُ، فإنَّ عيني بالمغربِ، كتَبَ اليَّ يُعلمُني أنَّهُ وُجِّهَ الى الموسمِ اناسٌ من اهلِ الشامِ..، فأقم على ما في يديكَ قيامَ الجازمِ الصليبِ (أي الشديد) والناصحِ اللبيبِ، والتابعِ لسُلطانهِ، المطيعِ لإمامهِ، وإياك وما يُعتذرُ منهُ، ولا تكن عند النعماءِ بطِراً، ولا عند البأساء فشِلاً، والسلامُ».
3 _ واجبات حاكم الولاية: في كتابه (عليه السلام) الى مالك الاشتر: «بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، هذا ما امر به عبدُ اللهِ عليٌّ اميرُ المؤمنين، مالكَ بن الحارثِ الاشترَ في عهدهِ اليهِ، حين ولاّهُ مِصرَ: جبايةَ خراجِها، وجِهادَ عدوِّها، واستصلاحَ أهلِها، وعمارَةَ بلادِها، أمرهُ بتقوى اللهِ، وإيثارِ طاعتهِ واتباعِ ما أمرَ بهِ في كتابه: من فرائضهِ وسُنَنِهِ، التي لا يَسعَدُ أحدٌ إلاّ باتباعها، ولا يشقى الاّ معَ جُحودها وإضاعتها، وأن ينصُرَ اللهَ سُبحانهُ بقلبهِ ويدهِ ولسانهِ، فإنَّ جلَّ اسمُهُ، قد تكفَّلَ بنصرِ مَن نَصَرَهُ، وإعزازِ مَن أعزَّهُ، وأمرَهُ أن يَكسِرَ نفسَهُ من الشهواتِ، ويزعَها عندَ الجَمَحاتِ (أي يكفها عن اطماعها)، فإنَّ النفسَ أمّارَةٌ بالسوءِ، إلاّ ما رَحِمَ اللهُ».
4 _ اقامة الفرائض: وفي نفس الكتاب: «وأمضِ لكُلِّ يَومٍ عملَهُ، فإنَّ لكلّ يَومٍ ما فيهِ، واجعَل لنفسِكَ فيما بينكَ وبينَ اللهِ أفضلَ تلكَ المواقيتِ، وأجزَلَ تلكَ الاقسامِ، وإن كانت كُلّها للهِ إذا صَلُحَت فيها النيةُ، وسَلِمَت منها الرعيةُ، وليكن في خاصةِ ما تُخلِصُ به للهِ دينكَ: اقامةُ فرائضهُ التي هيَ لَهُ خاصةً، فاعطِ اللهَ من بدنِكَ في ليلكَ ونهاركَ، ووفِّ ما تقربتَ بهِ الى اللهِ من ذلكَ كاملاً غيرَ مَثلُومٍ ولا منقُوصٍ، بالغاً من بَدَنِكَ ما بَلَغَ».
ونستلهم من تلك النصوص دلالات مهمة، منها:
اولاً: ان الحكم امانة ووسيلة من وسائل رعاية الامة، وآلة من آلات الحفاظ على حقوقها، وليس الحكم وسيلة من وسائل الاستئثار بالسلطة والانتفاع بامتيازاتها.
ثانياً: كان (عليه السلام) يرى شرعية بثّ العيون في ارجاء الدولة، وفي مناطق العدو، من اجل نقل المعلومات اليه، وقد ذكرنا قوله (عليه السلام) لعامله على مكة: «... انّ عيني بالمغرِب كتبَ اليَّ يُعلمني...»، والاعلام عن طريق العيون يعني ان للدولة في ذلك العصر جهازاً يراقب ما يجري على الساحة الاجتماعية من انشطة علنية وما يحاك من خفايا ومؤامرات.
ثالثاً: ان من واجبات الحاكم الشرعي ان يعمر البلاد، ويستصلح الناس، ويجاهد العدو، ويجبي الخراج والضرائب، واذا قام الوالي بذلك فقد اصلح الوضع الاجتماعي، ولكن هذا غير كافٍ ما لم يصلح الوضع الديني للناس.
رابعاً: اصلاح الوضع الديني يتم عبر التزام الوالي التقوى وايثار طاعة الله سبحانه واقامة فرائضه وسُننه، وان تم ذلك تنقاد الرعية الى راعيها في تقوى الله واقامة الدين.
خامساً: ان يجعل الوالي لنفسه فيما بينه وبين الله افضل المواقيت، وبتعبير آخر ان الواليَ اذا كان عابداً لله متقياً مخلصاً يقضي افضل اوقاته في عبادة الله، فان الله سبحانه سوف يساعده على اتمام عمله ويرزقه فيما يُعينه على ذلك مما لا يحتسب، فللادراة قلبها النابض، وهو الايمان بالله والاخلاص له سبحانه والتقوى، وما بقي من تنظير، فهو من قبيل الاطراف التي تحرك العمل الاداري.
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
بمناسبة مرور 40 يومًا على رحيله الهيأة العليا لإحياء التراث تعقد ندوة ثقافية لاستذكار العلامة المحقق السيد محمد رضا الجلالي
|
|
|