المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2792 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تطور علم نيماتودا النبات
2025-04-10
مشكلة التلوث بالمخلفات السامة
2025-04-10
العوامل التي تؤثر على مدى اعتماد المدقق على نتائج الإجراءات التحليلية
2025-04-10
تطور نيماتودا النبات في البلدان العربية (جمهورية مصر العربية)
2025-04-10
الجهاد
2025-04-10
المرابطة واحكامها
2025-04-10



اللغة المشتركة واللھجات  
  
5094   11:20 صباحاً   التاريخ: 28-11-2018
المؤلف : د. رمضان عبد التواب
الكتاب أو المصدر : المدخل الى علم اللغة
الجزء والصفحة : ص165- 177
القسم : علوم اللغة العربية / علم اللغة / تكون اللغات الانسانية / اللغات المشتركة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-11-2018 5095

اللغة المشتركة واللهجات

من المسلم به عند اللغويين، أن معظم اللغات الأدبية في العالم، توجد بجانبها مجموعات من اللهجات المحلية، والاجتماعية، واللغات الخاصة. هذه اللغات وتلك اللهجات، تسير كلها جانبا إلى جنب، لا في الأقاليم وحدها، بل في داخل المدن الكبرى أيضا، ففي جميع العواصم الكبرى الراقية، نجد لغات الصالونات الأدبية، ولغات العلماء المثقفين وغيرهم، كما نجد لغات العمال والعاميات الخاصة، التي تتكلم في حواشي المدينة. وقد تختلف هذه اللغات بعضها عن بعض، إلى حد أنه قد يعرف الإنسان إحداها، دون أن يفهم الأخرى.

على أنه من الملاحظ كذلك، أن الإنسان قلما يعيش محصورا في مجموعة اجتماعية واحدة، ولذلك كان من النادر أن تبقى إحدى اللغات، دون أن تنفذ إلى مجموعات اجتماعية مختلفة. ومن المشاهد أن كل فرد يحمل لغة مجموعته، ويؤثر بها على لغة المجموعة المجاورة، التي يدخل فيها، أو يتأثر بلغة هذه المجموعة.

ولتقريب ذلك إلى الأذهان، يضرب لنا اللغويون(1)، مثلا بأخوين يعيشان معا، ولكنهما يمارسان مهنتين مختلفتين، كل واحد منهما يحتك في موقعه بمجموعات مختلفة، ويأخذ عن أفرادها اللغة بالضرورة، مع عادات التفكير والأعمال وآلات المهنة، وبذلك ينشأ في كل يوم من الأخوين،

             

ص165

 

اختلاف لغوي يؤدي بهما إلى التحقق من اختلاف لغتيهما بعض الشيء إذا لم ير أحد أخاه زمنا طويلا. ولكن هذا الاختلاف يزول في كل مساء، بفضل عودة الصلة بينهما من جديد.

إن هذين الأخوين يخضعن في الواقع لتيارين متعارضين يتبادلان التأثير عليهما، ومع أنهما لا ينفصل أحدهما عن الآخر، إلا بضع ساعات من النهار، فإنهما يجدان اللغة التي يتفاهمان بها، في حاجة دائمة إلى التطهير من عناصر التفرقة، التي تفد عليها من الخارج.

وهذا الميلان المتعارضان، اللذان يوجهان اللغة في طريقين متباينين، هما: عامل "التفريق اللغوي"، وعامل "التوحيد اللغوي. فالتفريق يؤدي إلى انفصالات تزداد تعددا مع الزمن، وتكون النتيجة: تفتت اللغة تفتتا يزداد بازدياد استعمالها؛ إذ تضطرها إلى هذا التفتت مجاميع الأفراد، التي تترك وشأنها دون احتكاك بينها. غير أن هذا التفريق اللغوي، لا يصل إطلاقا إلى تمامه؛ لأن سببا حيويا يقف في طريقه، ويعمل دائما على مناهضته، ألا وهو عامل التوحيد، الذي يعيد التوازن اللغوي.

ومن صراع هذين العاملين: عامل التفريق، وعامل التوحيد، تنتج أنواع اللغات المختلفة، لدى الشعب الواحد، من لغات خاصة، واجتماعية، ومحلية، ولهجات إقليمية، ولغة مشتركة.

وتقوم اللغات المشتركة دائما، على أساس لغة موجودة تتخذ لغة مشتركة، من جانب أفراد وجماعات، تختلف لديهم صور التكلم(2). والظروف التاريخية، هي التي تفسر لنا تغلب هذه اللغة، التي اتخذت

 

ص166

 

أساسا، وتعلل انتشارها في جميع مناطق التكلم المحلي المشتركة، فهي دائما لغة وسطى، تقوم بين لغات أولئك الذين يتكلمونها جميعا.

هذه هي السمة الأساسية لكل لغة مشتركة، وإذا أتيح لها أن تنتشر في قطر من الأقطار، أو في دولة من الدول، أخذت العناصر المشتركة التي تدخل في تكوينها في الازدياد، ويؤدي ذلك بالضرورة إلى النزول بمستواها، كلما ازدادت انتشارا، وازدادت العناصر التي تستعيرها، من صور اللهجات المحلية.

أما عوامل قيام هذه اللغات المشتركة، فترجع إلى التفوق السياسي، والديني، والاقتصادي، والأدبي، والاجتماعي، ونضرب على ذلك مثلا من اللغة العربية، فقد انقسمت اللغة العربية، منذ أقدم عصورها، إلى لهجات كثيرة، تختلف فيما بينها في كثير من الظواهر الصوتية والدلالية، كما تختلف في مفرداتها وقواعدها، تبعا للقبائل المختلفة، التي تتحد ظروفها الطبيعية والاجتماعية، أو تتباين هذه الظروف. ثم أتيحت لهذ الهجات العربية فرص كثيرة للاحتكاك، بسبب التجارة تارة، وتجاور القبائل تارة أخرى، وتنقلها في طلب الكلأ والمرعى، أو تجمعها في مواسم الحج، والمعاملات التجارية في الأسواق، واللقاء في الحروب الأهلية والغزوات وأيام العرب، وما إليها. وعندما اشتبكت هذه اللهجات في صراع لغوي، كان النصر فيها للغة مشتركة، استمدت أبرز خصائصها من لهجة قريش، التي طغت على سائر اللهجات الأخرى، فأصبحت لغة الأدب بشعره ونثره، ولغة الدين، ولغة السياسة والاقتصاد.

أما العوامل التي ساعدت لغة قريش، على أن تتبوأ -دون غيرها- هذه المكانة، فإنها نفس العوامل التي تحدثنا عنها من قبل، فقريش كانت

 

ص167

 

تتمتع بمنزلة دينية خطيرة قبل الإسلام؛ لأن القرشيين كانوا جيران بيت الله الحرام وسدنته، كما كانت القبائل العربية، على اختلاف منازلها تحج إلى البيت، وتقدم القرابين إلى أصنامهم وأوثانهم المبثوثة حول الكعبة.

وإلى جانب هذا العامل الديني، كان القرشيون يتمتعون بسلطان اقتصادي كبير؛ لأنهم كانوا من أمهر العناصر العربية، وأنشطها، وفي يدهم جزء كبير من تجارة الجزيرة العربية، ينتقلون في بقاعها، من سوريا شمالا إلى أقاصي اليمن جنوبا، فهم في الشتاء يرتحلون إلى اليمن، وفي الصيف يذهبون إلى الشام، ولا يكادون يستقرون في مكان، إلا بمقدار الزمن الذي يحدده لهم البيع والشراء. وقد أتاح لهم هذا النشاط التجاري ثراء كبيرا، ومن ملك المال واحتضن الدين. فقد تحقق له سلطان سياسي قوي، ولهذا كله كانت اللغة القرشية، أقوى اللغات أثرا في تكون اللغة العربية المشتركة، أو العربية الفصحى.

وإذا كانت الأقاليم تختلف فيما بينها في لهجاتها، فإن طبقات الناس التي تعيش في داخل كل إقليم، تختلف هي أيضا في لغاتها، فإن الطبقة الغنية، ذات الجاه والنفوذ المادي والسيطرة السياسية، تخالف في كلامها دون شك، طبقات العمال والجنود والتجار والزراع، وغيرها من الطبقات الأخرى.

كما أن الفارق بين الطبقات الاجتماعية، في الثقافة والتربية، والتفكير، ومستوى المعيشة، والعادات والتقاليد. كل هذا وغيره يترك أثرا كبيرا في لهجات هذه الطبقات الاجتماعية المتفاوتة، في طرق التعبير واستعمال المفردات، ودلالتها، وتكوين الجمل، وما إلى ذلك من الظواهر اللغوية المختلفة.

 

ص168

 

وهذه اللهجات الاجتماعية(3)، لا تتميز تميزا واضحا إلا في المدن الكبيرة، حيث يتكاثف السكان، ويزدحم الناس، وتنشط الحركات الاقتصادية، وتعدد المهن والحرف.

وسواء أكانت اللهجات محلية أم اجتماعية، فإنها تمت بصلة وثيقة للغة المشتركة. وقد يكون كلا النوعين متشعبا عن اللغة الأصلية، يستمد منها أصول مفرداته وقواعده وتراكيبه، غير أن السبب الرئيسي لنشأة اللهجات المحلية، يرجع إلى اختلاف الأقاليم، وما يحيط بكل إقليم من ظروف، وخصائص تاريخية وجغرافية وسياسية، على حين أن السبب الأساسي لنشاة اللهجات الاجتماعية، يرجع إلى اختلاف الناس في الإقليم الواحد وما يكتنف كل طبقة من شئون، في شتى مظاهر الحياة.

ص169

 

__________

(1)انظر: اللغة لفندريس 307.

(2) انظر: اللغة لفندريس 328.

(3) انظر: علم اللغة لعلي عبد الواحد وافي 173.

 

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.