النحو
اقسام الكلام
الكلام وما يتالف منه
الجمل وانواعها
اقسام الفعل وعلاماته
المعرب والمبني
أنواع الإعراب
علامات الاسم
الأسماء الستة
النكرة والمعرفة
الأفعال الخمسة
المثنى
جمع المذكر السالم
جمع المؤنث السالم
العلم
الضمائر
اسم الإشارة
الاسم الموصول
المعرف بـ (ال)
المبتدا والخبر
كان وأخواتها
المشبهات بـ(ليس)
كاد واخواتها (أفعال المقاربة)
إن وأخواتها
لا النافية للجنس
ظن وأخواتها
الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل
الأفعال الناصبة لمفعولين
الفاعل
نائب الفاعل
تعدي الفعل ولزومه
العامل والمعمول واشتغالهما
التنازع والاشتغال
المفعول المطلق
المفعول فيه
المفعول لأجله
المفعول به
المفعول معه
الاستثناء
الحال
التمييز
الحروف وأنواعها
الإضافة
المصدر وانواعه
اسم الفاعل
اسم المفعول
صيغة المبالغة
الصفة المشبهة بالفعل
اسم التفضيل
التعجب
أفعال المدح والذم
النعت (الصفة)
التوكيد
العطف
البدل
النداء
الاستفهام
الاستغاثة
الندبة
الترخيم
الاختصاص
الإغراء والتحذير
أسماء الأفعال وأسماء الأصوات
نون التوكيد
الممنوع من الصرف
الفعل المضارع وأحواله
القسم
أدوات الجزم
العدد
الحكاية
الشرط وجوابه
الصرف
موضوع علم الصرف وميدانه
تعريف علم الصرف
بين الصرف والنحو
فائدة علم الصرف
الميزان الصرفي
الفعل المجرد وأبوابه
الفعل المزيد وأبوابه
أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)
اسناد الفعل الى الضمائر
توكيد الفعل
تصريف الاسماء
الفعل المبني للمجهول
المقصور والممدود والمنقوص
جمع التكسير
المصادر وابنيتها
اسم الفاعل
صيغة المبالغة
اسم المفعول
الصفة المشبهة
اسم التفضيل
اسما الزمان والمكان
اسم المرة
اسم الآلة
اسم الهيئة
المصدر الميمي
النسب
التصغير
الابدال
الاعلال
الفعل الصحيح والمعتل
الفعل الجامد والمتصرف
الإمالة
الوقف
الادغام
القلب المكاني
الحذف
المدارس النحوية
النحو ونشأته
دوافع نشأة النحو العربي
اراء حول النحو العربي واصالته
النحو العربي و واضعه
أوائل النحويين
المدرسة البصرية
بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في البصرة وطابعه
أهم نحاة المدرسة البصرية
جهود علماء المدرسة البصرية
كتاب سيبويه
جهود الخليل بن احمد الفراهيدي
كتاب المقتضب - للمبرد
المدرسة الكوفية
بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الكوفة وطابعه
أهم نحاة المدرسة الكوفية
جهود علماء المدرسة الكوفية
جهود الكسائي
الفراء وكتاب (معاني القرآن)
الخلاف بين البصريين والكوفيين
الخلاف اسبابه ونتائجه
الخلاف في المصطلح
الخلاف في المنهج
الخلاف في المسائل النحوية
المدرسة البغدادية
بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في بغداد وطابعه
أهم نحاة المدرسة البغدادية
جهود علماء المدرسة البغدادية
المفصل للزمخشري
شرح الرضي على الكافية
جهود الزجاجي
جهود السيرافي
جهود ابن جني
جهود ابو البركات ابن الانباري
المدرسة المصرية
بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو المصري وطابعه
أهم نحاة المدرسة المصرية
جهود علماء المدرسة المصرية
كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك
جهود ابن هشام الانصاري
جهود السيوطي
شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك
المدرسة الاندلسية
بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الاندلس وطابعه
أهم نحاة المدرسة الاندلسية
جهود علماء المدرسة الاندلسية
كتاب الرد على النحاة
جهود ابن مالك
اللغة العربية
لمحة عامة عن اللغة العربية
العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)
العربية الجنوبية (العربية اليمنية)
اللغة المشتركة (الفصحى)
فقه اللغة
مصطلح فقه اللغة ومفهومه
اهداف فقه اللغة وموضوعاته
بين فقه اللغة وعلم اللغة
جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة
جهود القدامى
جهود المحدثين
اللغة ونظريات نشأتها
حول اللغة ونظريات نشأتها
نظرية التوقيف والإلهام
نظرية التواضع والاصطلاح
نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح
نظرية محاكات أصوات الطبيعة
نظرية الغريزة والانفعال
نظرية محاكات الاصوات معانيها
نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية
نظريات تقسيم اللغات
تقسيم ماكس مولر
تقسيم شليجل
فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)
لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية
موطن الساميين الاول
خصائص اللغات الجزرية المشتركة
اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية
تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)
اللغات الشرقية
اللغات الغربية
اللهجات العربية
معنى اللهجة
اهمية دراسة اللهجات العربية
أشهر اللهجات العربية وخصائصها
كيف تتكون اللهجات
اللهجات الشاذة والقابها
خصائص اللغة العربية
الترادف
الاشتراك اللفظي
التضاد
الاشتقاق
مقدمة حول الاشتقاق
الاشتقاق الصغير
الاشتقاق الكبير
الاشتقاق الاكبر
اشتقاق الكبار - النحت
التعرب - الدخيل
الإعراب
مناسبة الحروف لمعانيها
صيغ اوزان العربية
الخط العربي
الخط العربي وأصله، اعجامه
الكتابة قبل الاسلام
الكتابة بعد الاسلام
عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه
أصوات اللغة العربية
الأصوات اللغوية
جهود العرب القدامى في علم الصوت
اعضاء الجهاز النطقي
مخارج الاصوات العربية
صفات الاصوات العربية
المعاجم العربية
علم اللغة
مدخل إلى علم اللغة
ماهية علم اللغة
الجهود اللغوية عند العرب
الجهود اللغوية عند غير العرب
مناهج البحث في اللغة
المنهج الوصفي
المنهج التوليدي
المنهج النحوي
المنهج الصرفي
منهج الدلالة
منهج الدراسات الانسانية
منهج التشكيل الصوتي
علم اللغة والعلوم الأخرى
علم اللغة وعلم النفس
علم اللغة وعلم الاجتماع
علم اللغة والانثروبولوجيا
علم اللغة و الجغرافية
مستويات علم اللغة
المستوى الصوتي
المستوى الصرفي
المستوى الدلالي
المستوى النحوي
وظيفة اللغة
اللغة والكتابة
اللغة والكلام
تكون اللغات الانسانية
اللغة واللغات
اللهجات
اللغات المشتركة
القرابة اللغوية
احتكاك اللغات
قضايا لغوية أخرى
علم الدلالة
ماهية علم الدلالة وتعريفه
نشأة علم الدلالة
مفهوم الدلالة
جهود القدامى في الدراسات الدلالية
جهود الجاحظ
جهود الجرجاني
جهود الآمدي
جهود اخرى
جهود ابن جني
مقدمة حول جهود العرب
التطور الدلالي
ماهية التطور الدلالي
اسباب التطور الدلالي
تخصيص الدلالة
تعميم الدلالة
انتقال الدلالة
رقي الدلالة
انحطاط الدلالة
اسباب التغير الدلالي
التحول نحو المعاني المتضادة
الدال و المدلول
الدلالة والمجاز
تحليل المعنى
المشكلات الدلالية
ماهية المشكلات الدلالية
التضاد
المشترك اللفظي
غموض المعنى
تغير المعنى
قضايا دلالية اخرى
نظريات علم الدلالة الحديثة
نظرية السياق
نظرية الحقول الدلالية
النظرية التصورية
النظرية التحليلية
نظريات اخرى
النظرية الاشارية
مقدمة حول النظريات الدلالية
أخرى
أصل الخط العربي
المؤلف:
د. عبد الحسين المبارك
المصدر:
فقه اللغة
الجزء والصفحة:
ص135- 144
28-7-2016
12095
اختلف المؤرخون من عرب ومستشرقين في أصل الخط العربي ومنشئه اختلافاً كبيراً، وظهرت من خلال البحث والتحري آراء متناقضة، لعل مردّها الى قلة النصوص المكتوبة التي وصلت الينا لتكون دليلاً مؤكداً أصل هذا الخط وعائديته.
ان في القرآن الكريم إشارات الى معرفة العرب القراءة والكتابة، ففي قوله تعالى ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾(1) وقوله تعالى : ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾(2) وقوله تعالى : ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾(3) دليل على تلك المعرفة، وأن اللغات كلّها توقيفيه من الله سبحانه وتعالى، وتبعاً لهذا يكون الخط توقيفاً كذلك.
ويكون آدم حسب هذا المعتقد أول من خط بالقلم من البشر، ولكن لا يدري ما نوع ذلك الخط الذي خطه، ولا متى ؟ ولا أي لغة كتب بها ؟ غير انه جاء في الفهرست(4) : (ان اول من وضع الكتابة العربية، والفارسية، والسريانية، والعبرية، وغيرها من الكتابات آدم عليه السلام. وضع ذلك قبل موته بثلثمائة سنة، وكتبه في الطين وطبخه، فلما أصاب الأرض الطوفان سلم فوجد كل قوم كتابتهم فكتبوا بها ).
وبقيت الكتابة العربية الى ان خصّ الله بها اسماعيل فأصابها وتعلمها(5).
ص135
ان ما وصل الينا من خيوط المعرفة عن الكتابات الجاهلية، ونوع ابجديتها، والأقلام التي خطت بها كلها ترجع الى قلمين، هما : -
القلم المسند الذي دوّنت به الكتابات المعينية، والسبئية، والحميرية، والقتبانية، والأوسانية، وكلها لهجات جنوبية.
والقلم المشتق من الخط الارمي المتأخر، وهو خط النبط، وبهذا القلم كتبت النصوص الخمسة التي هي أقرب الكتابات الجاهلية لهجة الى لهجة القرآن الكريم. أما النصوص الثمودية، والصفوية، واللحيانية فإنها مدوّنة بقلم مشتق من القلم المسند، ولذلك فهي من تلك الدوحة، ومن ذلك الأصل.
والذي نعرفه عن القلم المسند أنه اقدم عهداً من القلم الثاني، ويتكون القلم المسند من تسعة وعشرين حرفاً كلها صامتة (وهي في نظر علماء الساميات الفرع الجنوبي للخطوط السامية)(6).
أما التحديد التاريخي لوقت ظهور الكتابة وانتشارها عند العرب فلم تعطنا الروايات التاريخية صوره عن تطورها أو الأصل الذي وقفت عنده، والتاريخ لا يسعفنا بالدليل المادي المجمع عليه بتعيين ذلك الوقت. غير اننا نعرف عن العرب في العصور السابقة للإسلام. وكما أشرنا اليه من قبل أنهم كانوا (يكتبون) وهذا الدليل على رقيّهم الحضاري، وشواهدنا على ذلك ما ورد في شعرهم من اشارات تعضد هذا الرأي، فقد ورد في شعر حاتم الطائي قوله :
أتعرف أطلالاً ونوياً مُهِدّما كخطّك في رقّ كتاباً مُنمْنما(7)
وقول عبيد بن الأبرص :
لمن الدار أقفرت بالجناب غير نوّي ودمنةٍ كالكتاب
غيّرتها الصبا ونفح جنوب وشمالٍ تذرو دقاق التراب(8)
ص136
وقوله كذلك :
لمن دمنة أقوت بَحرّة ضرغد تلوح كعنوان الكتاب المجدّدِ
وقول عنترة : -
الا يا دار عبلة بالطوي كرجع الوشم في رسغ الهدي
كوحي صحائف من عهد كسرى فأهداها لأعجم طمطمي(10)
وقول لبيد بن ربيعة العامري : -
وجلا السيول عن الطلول كأنها زبر تجد متونها أقلامُها(11)
وقول المرقش الأكبر : -
الدار قفر والرسوم كما رقش في ظهر الاديم قلم(12)
(فمما لا شك فيه ان عرب الجاهلية عرفوا الكتابة والقراءة، والموا بكثير من ثقافات الامم المجاورة، ولكن تاريخ هذه الكتابة، أو بعبارة أخرى الأصل الذي انحدر منه الخط العربي ما زال يكتنفه كثير من الغموض على الرغم من تلك النقوش التي اكتشفت في اماكن عديده من انحاء الجزيرة العربية(13).
كما لا تفصح الاشارات التي تدل على استعمالهم الكتابة عن الأصول الأولى للخط العربي، وان أقرّ العلماء ان القلم المسند هو قلم العرب الأول.
ص137
اما مادة الكتابة فقد كانت المعادن، والاحجار، والصخور والخشب عند العرب الجنوبيين، يقول الدكتور جواد علي(14) :
" ولم اسمع ان احدا من الاثاريين حتى الان عثر على كتابات بالمسند مدونة بالحبر على القراطيس والجلود والرق على نحو ما كان يفعله المصريون وغيرهم.... ومرد السبب في عدم وصول شيء من الكتابات المدونة على تلك المواد الى قابلية هذه المواد للتلف، وحاجتها الى العناية الشديدة ".
غير ان ما وصل الينا من الشواهد الشعرية ثبت معرفتهم الكتابية - كما مر - وكقول عبد الله بن عنمة الضبي :
فلما رأيت الدار قفرا سألتها فعي علينا نؤيها ورمادها فلم يبق الا دمنة ومنازل كما رد في خط الدواة مدادها
وكقول سلامة بن جندل :
لمن طلل مثل الكتاب المنمق خلا عهده بين الصليب فمطرق اكب عليه كاتب بدواته وحادثه في العين جدة مهرق (16)
وقول ثعلبة بن عمرو العبدي :-
اكب عليه كاتب بدواته يقيم يديه تارة ويخالف(17)
وقد اشتق من الخط المسند كل من الخط الثمودي، واللحياني، والصفوي كما ذكرنا من قبل - بدليل ما وجد منه في الكتابات الثمودية واللحيانية، والصفوية في المناطق التي كانت تحت حكم السبئيين والمعنيين.
وقد عدل اهل اعالي الحجاز في الخط المسند ولم ينقلوه نقلا تاما، ولهذا قسم كاسكل werner kaskel كتابات القلم اللحياني الى قسمين ؟ كتابات لحيانية متقدمة، وكتابات لحيانية متأخرة(18).
ص138
" والبحث في اصل المسند مثله في اصل الخط ما زال موضع الجدل بين العلماء الباحثين في العربيات الجنوبية، فمنهم من يرجع اصله الى الخط الفيقي، ومنهم يرجعه الى كتابات سيناء، حيث عثر فيها على كتابات قديمة جدا، يعدها الباحثون اقدم عهدا من الكتابات اقدم عهدا من الكتابات العربية الجنوبية. وقد وجد بين بعض حروف هذه الكتابات وحروف المسند شبه جعلهم يذهبون الى اشتقاق المسند من خطوط سيناء.
ومنهم من يذهب الى اشتقاق المسند من الخط الكنعاني للتشابه بين بعض حروف الخطين"(19) ان التاريخ يحدثنا عن القبائل التي كانت تسكن اليمن وبقية انحاء الجزيرة العربية، ولكن لا توجد ادلة تجزم بأصل الخط او الوقت الذي تفرقت فيه القبائل في مناطق وجودها الجديدة وحملت معها كتاباتها، واثرت في مناطق سكناها، لاختلاف العلماء في حل رموز نقوشها التي وجدت حيث لم يفلحوا في الوصول الى نتائج حاسمة لكونها " اجزاء من نقوش لا نقوش كاملة، وجل كلماتها واصطلاحاتها في غاية الابهام "(20).
غير ان تلك الكتابات عربية حيث يوجد فيها حرف الذال والضاد والتاء والغين، كما يوجد فيها افعل التفضيل وعلامة التنبيه التي هي من الخصائص البارزة للغة العربية"(21).
ان ما يقره الواقع ان الخط النبطي جاء في اعقاب الخط المسند حيث انصرف العرب عنه ومالوا الى القلم النبطي الذي كان اسهل في الكتابة من المسند، ونحن نعلم ان اليهودية والنصرانية كانتا منتشرتين في الجزيرة العربية، وقد عدتا من " جملة العوامل التي ساعدت على انتشار هذا الخط بين العرب"(22)
وفيما يلي نجمل القول عن الروايات المختلفة التي تحدثت عن نشأة الخط العربي استنادا الى ما اورده الدكتور جواد علي(23) منها :-
ص139
1. كان منشأ الخط العربي في اليمن، ومنها انتقل الى العراق حيث تعلمه اهل الحيرة، ومنها انتقل الى الانبار، ومنها الى الحجاز، وهو الخط المسند الذي أخذته قريش واهل الطائف عن الحيرة.
2. ان الخط الذي دون به القران الكريم هو القلم المعروف ب " الجزم " سمي بذلك لان مرامر بن مرة، واسلم بن سدرة، وعامر بن جدرة. وهم من طيء من " بولان " سكنوا الانبار واجتمعوا فوضعوا حروفا مقطعة، وموصولة، فأما مرامر فوضع الصور، واما عامر فوضع الاعجام، وقد تعلمه اهل الكوفة(24).
3. وارجع بعض العلماء علم اهل مكة بالخط الى اياد من اهل العراق. قالوا انهم كانوا يكتبون، ورووا في ذلك شعرا نسبوه الى امية بن ابي الصلت، منه : -
قوم لهم ساحة العراق اذا ساروا جميعا والخط والقلم
4. اول من وضع الكتاب العربي اسماعيل، وضعه على لفظه، ومنطقه موصولا حتى فرق بينه ولداه هميسع وقيذر(25).
5. اول من وضع الكتاب نفيس، ونضر، وتيماء، ودومة، هؤلاء ولد اسماعيل، وضعوه منفصلا، وفرقة قادور بن هميسع بن قادور.
6. اول من وضع الخط العربي ابجد، وهوز، وحطي، وكلمن، وسعفص، وقرشت، وهم في رأي الاخباريين قوم من الجبلة الاخرة، وقيل : انهم بنو المحصن بن جندل بن يصعب بن مدين، وكانوا نزولا في عدنان بن اد فكان " ابجد " ملك مكة، وما يليها من الحجاز، و " كلمن " و " سفعص " و " قرشت " ملوكا بمدين، وقيل ببلاد مضر، فوضعوا الكتاب على اسمائهم، ثم وجدوا بعد ذلك حروفا ليست من اسمائهم، وهي : التاء، والخاء، والدال، والظاء، والسين والغين، فسموها الروادف فترجع هذه الرواية اصل الخط الى جماعة من اهل مدين اي الى شمال الحجاز، لا العراق.
7. وهناك من روى ان النفر الثلاثة من طيء وهم : مرامر واسلم، وعامر انما
ص140
وضعوا الخط في العربية قياسا على هجاء السريانية، وهذه النظرية هي اقرب آراء اهل الاخبار الى رأي اغلب المستشرقين.
8. كانت الكتابة قليلة في الاوس والخزرج قبل الاسلام، وقد دخلت بينهم من اليهود، وكان يهودي من يهود مكة قد علمها فكان يعلمها الصبيان، فجاء الاسلام، وفيهم بضعة عشر يكتبون منهم : سعيد بن زرارة، والمنذر بن عمرو، وابي بن كعب وزيد بن ثابت، ورافع بن مالك.... وغيرهم، وكان زيد يكتب الكتابة بالعربية، وبالعبرانية، او السريانية، وكان يقرأ على النبي(ص) كتب يهود ويجيبهم عنه.
9. كان الخط العربي من عمل ثلاثة نفر من طيء من بولان وهي قبيلة سكنت الانبار(26). وهم مرامر بن مرة، واسلم بن سدرة، وعامر بن جدرة اجتمعوا فوضعوا الخط، وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية فتعلمه منهم قوم من اهل الانبار، وكان بشر بن عبد الملك اخو اكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن الكندي ثم السكوني صاحب دومة الجندل يأتي الحيرة فيقيم فيها الحين، وكان نصرانيا، فتعلم بشر الخط العربي من اهل الحيرة، ثم اتى الى مكة في بعض شأنه فرآه سفيان بن امية بن عبد شمس وابو قيس بن عبد مناف بن زهرة من كلاب يكتب فسألاه ان يعلمهما الخط، فعلمهما الهجاء، ثم اراهما الخط فكتبا.
ومجمل هذه الآراء ان اصل الخط من العراق من الحيرة او الانبار ابتكره رجال من العرب، او وصفوه قياسا على ابجدية السريان، ومن ثم انتقل الى الحجاز في عهد لم يكن بعيدا عن الاسلام، غير ان الدكتور جواد على(27) يقول : " واشتقاق الخط الحيري، او خط اهل الانبار من القلم المسند قضية لا يمكن الاخذ بها، فبين الخطين تفاوت كبير في الشكل، وهو تفاوت ينفي وجود صلة بينهما، ويثبت على العكس ان ذلك الخط من الخطوط التي اشتقت من اقلام الشمال، اي من الافلام التي كانت شائعه في العرق وفي بلاد الشام".
ان الكتابات القديمة التي وصلت الينا في بلاد الشام توضح انها كانت مأخوذة من قلم بني ارم وهي متأثرة بالثقافة النبطية، واقدم نص يعود الى 250
ص141
للميلاد في موضع يدعى ام الجمال، ونقش آخر هو نقش النمارة ويرجع تاريخه الى 328 للميلاد، ونقش زيد ويعود تاريخه الى 512 للميلاد، ثم كتابة حران وتاريخها 568 للميلاد.
وعن طريق المقارنة بين هذه الخطوط ودراستها امكن التوصل الى معرفة تطور الخط العربي، واشتقاقه من الخط النبطي.
وخلاصة تلك المقولات تعطي تفسيرا واضحا، وبخاصة كتابة ام الجمال الاولى، ان العرب كانوا يستعملون لغة النبط في كتابتهم، والنص الثاني، اي نقش النمارة هو نقش عربي نبطي، اما نقش حران فهو النص الوحيد الذي تحرر من لغة النبط، وكتب بلغة عربية شمالية وهي من اللغة التي انزل فيها القران، اي لغة القرن الاول الهجري.
ومن النتائج التي يخلص اليها البحث في هذا الموضوع يتضح مقدر الشبه ودرجة القربى بين الابجديات السامية المختلفة، وبالتالي فإنها تعود الى ابجدية واحدة اعتمدتها جميع الشعوب السامية. غير ان تقادم العهد وابتعاد تلك الشعوب بعضها عن بعض في الفترات التاريخية ادى الى ذلك الاختلاف في الابجديات.
وبالرغم من المتناقضات في الآراء في الربط بين الخط العربي والخط السرياني(28)، أو الخط العربي والمسند فأننا نرى أن شكل الخط العربي، وتركيب الكلمة العربية تختلف اختلافاً كبيراً عن الحرف المسند الحميري أو فروعه التي عرفت عند الثمودين والصفويين واللحيانيين(29).
أما عن اتصال الحيرة بمكة وبقية مدن الحجاز فأمر بعيد بعد الحيرة عن مكة، غير ان ما يمكن الاطمئنان اليه هو التقدم الحضاري في الحيرة، اذا ما علمنا أن أهلها كانوا يدينون بالنصرانية، ويكتبون بالسريانية، أو ما يقابلها... ولابد في مثل هذه الأمور الحضارية من اتصال مباشر ودائم، ولم يكن الامر كذلك بين مكة والحيرة(30).
ص142
ان الدراسات المقارنة توصلت الى أن الخط العربي هو شكل من أشكال الخط النبطي، فعنه أخذ صوره، ومنه بدأ تطوره.
لقد قيل الكثير عن جهل العرب أمور الكتابة، وبخاصة قبل الاسلام حيث كانوا أمة بدوية حسبما حاء في الروايات التاريخية، غير أن هذه الحالة لا تعني أن جميع العرب كانت حياتهم بعيدة عن التحضر والاستقرار. فقد كان في الحجاز من عرف الكتابة واتصل بالامم المحيطة بهم من الذين خلفوا نقوشا كتابية كثيرة كثيرة. فالانباط الذين هم بالأصل عرب الشمال كتبوا بالخط النبطي، وحمير باليمن كتبوا الخط المسند(31). وهذان الخطان في نظر المورخين أصل الخط العربي لا سيما الخط النبطي الذي أيدته النقوش، وأكدته الآراء غير أننا لا نبعد آراء المستشرقين الذين رجح بعضهم نشأة الخط العربي من الخط المصري القديم المعروف بالهيروغليفي. كما أرجعه بعضهم الى الخط المسماري البابلي، ومنهم من توصل الى ان اصل الحروف الهجائية من طور سيناء، ومنه تفرعت بقية الخطوط. "ولم يعثر حتى الآن على النصوص جاهلية تعين العلماء على معرفة تطور الخط العربي قبيل الاسلام، وكل ما هنالك أنهم يقومون بملاحظة خطوط الابجديات وتركيبها بغية التوصل الى نتائج أقرب الى الاسلوب العلمي، ومن ذلك ملاحظتهم أن العرب في صدر الاسلام كانوا يعلمون أولادهم الكتابة على طريقة: أبجد، هوز، حطي، كلمون، سعفص، قرشت، والتي كانت يتبعها السريان، واليهود . كما استدل العلماء على أن الخط العربي الشمالي مأخوذ من بني أرم، وذلك بتعبير الكتاب عن الأرقام بالحروف..."(32).
وهكذا تتوزع الآراء والاجتهادات في نشأة الخط العربي، غير أنها تقف عند حد تجعل معه حلقة مفقودة من سلسلة التطور لهذا الخط قبيل الاسلام مما يجعلنا نذهب الى القول: إن الخط العربي بدأ يتضح شيئا فشيئا ليكون السمات العربية البعيدة عن الخط النبطي، كالذي وجدناه في نقش النمارة، ونقش حراّن.
إن تعدد تلك النقوش واختلاف كتابها لا يعني أن أصلها أو أصولها مختلفة "فالظواهر اللغوية التي تتفق فيها كل اللغات السامية لابد أنها موروثة في كل هذه اللغات المختلفة عن أصل واحد مشترك، وهذا الأصل الواحد المشترك هو تلك اللغة التي وجدت في جزيرة العرب قبل هجرة الجماعات السامية التي عرفت في العراق
ص143
فيما بعد باسم الأكاديين، أي ان هذه الخصائص المشتركة ترجع الى ما قبل 2500 ق. م. وبمعنى هذا انه اذا اتفقت كلمتان أو صيغتان صرفيتان في العربية والأكادية فهذا يعني بالضرورة ان اللغتين الأكادية والعربية قد ورثنا هذا الشيء المشترك عن اللغة السامية الام)(33).
ان الحروف العربية الاولى التي تطورت عن الحروف الهجائية الارامية دخلها تحوير جديد لم يكن موجوداً فيها من قبل، فقد أضيف اليها حروف أسماها العرب (الروادف)، وسلكوا في ترتيبها مسلكين هما : الترتيب أو التسلسل الابجدي.
وهو : -
أ، ب، ج، د، هـ، و، ز، ح، ط، ك، ل، م، ن، س، ع، ف، ص، ق، ر، ش.
جمعتها الفاظ ست هي : أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت. ثم أضيف اليها الحروف الخاصة بالعرب وهي : ث، خ، ذ، ض، ظ، غ التي سميت الروادف، وبجمعها لفظتان، هما (ثخذ، و (ضظخ). وسمي بالترتيب الابجدي لبدئه بلفظه (أبجد).
أما الترتيب الآخر فهو :
أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، ك، ل، م، ن، هـ، و، ي.
وعدد أحرفه ثمانية وعشرون حرفاً، وهذا هو التسلسل الذي اعتمد التشابه في صور الحروف أساساً، وقد استخدمه العرب بعد استخدام الاعجام.
ص144
___________________
(1) سورة العلق - الآيات 1-5.
(2) سورة القلم - الآية الأولى.
(3) سورة البقرة - الآية 31.
(4) الفهرست 7، وانظر كذلك : أدب الكتاب للصولي 28.
(5) أدب الكتاب - للصولي 28.
(6) تاريخ العرب قبل الاسلام د. جواد علي 7/36 وما بعدها.
(7) ديوان حاتم الطائي 233.
(8) ديوان عبيد 41.
(9) المصدر نفسه 65.
(10) ديوان عنتره 268.
(11) ديوان لبيد 151.
(12) الفضليات - ط دار المعارف 2/ 37.
(13) السمات الحضارية في شعر الأعشى 300.
(14) تاريخ العرب قبل الاسلام 7 / 5.
(15) الاصمعيات 226.
(16) ديوان سلامة بن جندل 155 - 156.
(17) المفضليات 281.
(18) تاريخ العرب قبل الاسلام 7 / 54.
(19) تاريخ العرب قبل الاسلام 7 / 55.
(20) تاريخ اللغات السامية 177.
(21) المصدر نفسه.
(22) تاريخ العرب قبل الاسلام 7 / 55.
(23) المصدر نفسه 7 / 56 - 70.
(24) الفهرست 7 ومقدمة ابن خلدون 468.
(25) الفهرست 8 ومروج الذهب 1 / 380.
(26) الفهرست 7 وصبح الاعشى 3 / 151.
(27) تاريخ العرب القديم 7 / 61.
(28) ينظر بشأن ذلك : فتوح البلدان 3/579، وأصل الخط العربي يحيى نامي 4، وأصل الخط العربي - سهيلة الجبوري 26-27.
(29) نشأة الخط العربي قبل الاسلام - د. صلاح الدين المنجد 12.
(30) نشأة الخط العربي قبل الاسلام 12.
(31) انتشار الخط الغربي في العالم الشرقي والعالم الغربي – عبد الفاتح عيادة 7.
(32) السمات الحضارة في شعر الأعشى 306.
(33) اللغة العربية عبر القرون 24.