كابوس المنام والاستعادة من الشيطان
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج5، ص 146 - 148
2025-10-26
39
قال تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [المجادلة: 10]
{إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ} فإنه المزين لها والحامل عليها ليحزن الذين آمنوا بتوهمهم أنها في نكبة أصابتهم وليس الشيطان أو التناجي بضارهم بضار المؤمنين شيئا إلا بإذن الله بمشيئته وعلى الله فليتوكل المؤمنون ولا يبالوا بنجواهم .
والقمي عن الباقر (عليه السلام) انه سئل عن قول الله إنما النجوى من الشيطان قال الثاني.
وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج إثنان دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه وفيه وقيل إن المراد بالاية أحلام المنام التي يراها الانسان في نومه فتحزنه .
والقمي عن الصادق (عليه السلام) كان سبب نزول هذه الاية أن فاطمة رأت في منامها أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) هم أن يخرج هو وفاطمة وعلي والحسن والحسين : من المدينة فخرجوا حتى جازوا من حيطان المدينة فعرض لهم طريقان فأخذ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ذات اليمين حتى إنتهى إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) شاة ذراء وهي التي في أحد اذنيها نقط بيض فأمرب ذبحها فلما أكلوا ماتوا في مكانهم فانتبهت فاطمة (عليها السلام) باكية ذعرة فلم تخبر رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بذلك فلما أصبحت جاء رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بحمار فأركب عليه فاطمة (عليها السلام) وأمرأن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين : من المدينة كما رأت فاطمة (عليها السلام) في نومها فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض لهم طريقان فأخذ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ذات اليمين كما رأت فاطمة (عليها السلام) حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) شاة ذراء كما رأت فاطمة (عليها السلام) فأمر بذبحها فذبحت وشويت فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة (عليها السلام) وتنحت ناحية منهم تبكي مخافة أن يموتوا فطلبها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) حتى وقع عليها وهي تبكي فقال ما شأنك يا بنية قالت يا رسول الله رأيت البارحة كذا وكذا في نومي وقد فعلت أنت كما رأيته فتنحيت عنكم لئلا أراكم تموتون فقام رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فصلى ركعتين ثم ناجى ربه فنزل عليه جبرئيل فقال يا محمد هذا شيطان يقال له الزها وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا ويؤذي المؤمنين في نومهم ما يغتمون به فأمر جبرئيل (عليه السلام) فجاء به إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقال له أنت الذي أريت فاطمة هذه الرؤيا فقال نعم يا محمد فبزق عليه ثلاث بزقات قبيحة في ثلاث مواضع ثم قال جبرئيل لمحمد (صلى الله عليه واله وسلم) يا محمد إذا رأيت شيئا في منامك تكرهه أو رأى أحد من المؤمنون فليقل أعوذ بما عاذت به ملئكة الله المقربون وأنبياء الله المرسلون وعباد الله الصالحون من شر ما رأيت في رؤياي ويقرأ الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد ويتفل عن يساره ثلاث تفلات فإنه لا يضره ما رأى فأنزل الله عز وجل على رسوله إنما النجوى من الشيطان الاية .
وفي الكافي عنه (عليه السلام) قال إذا رأى الرجل منكم ما يكره في منامه فليتحول عن شقه الذي كان عليه نائما وليقل إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله ثم ليقل عذت بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياؤه المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت ومن شر الشيطان الرجيم.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة