النمذجة الحسابية والتحليل النظري للمنظومات المتناهية في الصغر Computational modelling & theoretical analysis of nanosystems
المؤلف:
منير نايفة
المصدر:
النانوتكنولوجي- عالم صغير ومستقبل كبير- صفات سلامة
الجزء والصفحة:
ص213
2025-10-26
28
وقد عقدت "مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية" العديد من السندوات وورش العمل حول تقنيات النانو، ومن بينها ورشة العمل العلمية حول تقنيات النانو، في الفترة من 29 إلى 31 كانون الثاني/يناير 2006، والتي نظمتها المدينة بالتنسيق مع علماء من جامعتي "ميتشغان آن أربر" و"إيلينوي" الأميركيتين University of Michigan, Ann Arbor & University of Illinois, Urbana-Champaign، وقد شارك فيها عالم الفيزياء والنانو تكنولوجي البروفيسور منير نايفة من جامعة إيلينوي، والأستاذ غير المتفرغ في معهد الملك ، عبد الله لتقنية النانو. وقد اهتمت جامعة الملك سعود بالرياض بتكنولوجيا النانو وأعطتها أولوية قصوى وأصبحت أحد أبرز برامجها التطويرية التي دشتتها مؤخراً لتحقيق الريادة العالمية في مجال أبحاث النانو على مستوى العالم، فقد قامت الجامعة بإنشاء "معهد الملك عبد الله لتقنية النانو"، وهو أحد ثمرات تبرع خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لدعم أبحاث السنانو في الجامعة بهدف نشر ثقافة البحث العلمي وإعداد وتأهيل الخبرات المحلية في هذا المجال والاستفادة بالخبرات من خارج المملكة من المتخصصين وتطوير البرامج الأكاديمية بالجامعة لتصبح مرتبطة بعلوم وتقنيات السنانو، بالإضافة إلى وضع استراتيجية للتعاون والتنسيق مع الجامعات والمؤسسات البحثية المحلية، ونشر الوعي العلمي على المستوى الاجتماعي والتربوي بهدف دعم مشروعات وأبحاث النانو.
حيث قامت الجامعة بإعداد خطة استراتيجية متكاملة وعمل قاعدة بيانات للمهتمين من منسوبي الجامعة في هذ التقنية، كما فام فريق العمل التنفيذي بزيارات ميدانية لعدد من الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية الرائدة والتعرف على آخر ما توصلت إليه أبحاث النانو وبناء جسور للتواصل مع تلك المراكز والجامعات والاستعانة بالخبرات العلمية المتميزة.
ففي الفترة من 26 إلى 28 أيار / مايو 2008 أقام "معهد الملك عبد الله لتقنية النانو بجامعة الملك سعود ورشة عمل بعنوان "التجربة الصينية في صناعة النانو"، شارك فيها عدد من العلماء المتميزين من الصين في مجال تقنية النانو، وذلك بهدف تفعيل نشاط معهد الملك عبد الله لتقنية النانو في توسعة قاعدة البحث العلمي، والتعرف عن كتب على التجربة الصينية في صناعة النانو والاستفادة من التجربة الصينية لنقل التقنية والمعرفة في مجال صناعة النانو، وعمل شراكة مع الجانب الصيني لتدريب الكوادر الوطنية على مختلف الأبحاث في مجال صناعة النانو.
وتناولت محاور هذه الورشة، التقنيات المستخدمة في تحضير وتشخيص مواد النانو، تطبيقات مواد النانو في الصناعة، والاستخدامات المتعددة لمواد النانو.
كما قامت جامعة الملك سعود بتنظيم العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل حول تكنولوجيا النانو، فعلى سبيل المثال قامت الجامعة في الفترة من 28 إلى 29 تشرين الأول/أكتوبر 2007 بتنظيم ورشة عمل حول أبحاث النانو في الجامعات كان عنوانها "الطريق نحو تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين" بهدف طرح وعرض ما توصلت إليه الجامعات السعودية والقطاعات البحثية الأخرى من داخل المملكة وخارجها في مجال النانو والتعرف على المستجدات والتوجهات الحديثة في مجال تقنيات النانو واستشراف مستقبل برنامج النانو في الجامعات السعودية الثلاث والقطاعات البحثية الأخرى ضمن التبرع السخي لخادم الحرمين الشريفين.
وشارك في الورشة نخبة من أبرز المتخصصين على مستوى العالم في علوم وتطبيقات النانو، كما شارك فيها محاضرين سعوديين لعرض تجارب الجامعات السعودية في تقنية النانو.
كما أن معهد الملك عبد الله لتقنية النانو بجامعة الملك سعود، وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد نظم في الفترة من 5 إلى 7 نيسان/أبريل 2009، مؤتمراً دولياً بعنوان "المؤتمر العالمي لصناعات تقنية النانو: التقنية الرائدة في القرن الواحد والعشرين"، وقد تركزت بحوث المؤتمر حول عدة محاور مهمة، تشمل: الجسيمات النانوية والنقاط الكمية، الطبقات الرقيقة والطلاء بالنانو، الأسلاك والأنابيب النانوية، المركبات النانوية، النمذجة والحوسبة النانوية، التقنية الحيوية الثانوية والطب النانوي، تطبيقات التقنية النانوية في معالجة المياه البيئة والطاقة، الإلكترونيات والإلكترونيات البصرية، الطباعة والحفر والتصنيع النانوي، الجوانب التعليمية والتدريبية لعلوم النانو، ودور التقنية النانوية في بناء الاقتصاد المبني على المعرفة.
ويتميز المجلس العلمي العالمي لمعهد الملك عبد الله لتقنية النانو بأعضائه والدول التي ينتمون إليها، إذ يضم فائزين بجوائز عالمسية مرموقة مثل جائزة نوبل وجائزة الملك فيصل العالمية، ومن دول لها تجارب وإنجازات رائدة في مجال أبحاث وتقنية النانو. وفي افتتاح مهرجان الجنادرية (المهرجان الوطني للتراث والثقافة) في دورتــــه الـــــ24 في الفترة من 4 إلى 18 آذار/ مارس 2009، الذي ينظمه الحرس الوطني سنوياً في الجنادرية، استقبل الملك عبد الله أعضاء المجلس العلمي العالمي للمعهد، حيث تسلم هدية رمزية من المعهد (شكل 24، تقديراً لرعايته ودعمه الشخصي المادي والمعنوي لتقنية النانو، وهي عبارة عن جزيئات السيليكون النانوية اللامعة" luminescent silicon nanoparticles والتي كتب بها للمرة الثانية على مستوى جميع اللغات ولأول مرة بحروف عربية عبارة "الملك عبد الله بن عبد العزيز: راعي النانو"، وحول هذه الهدية المميزة وهذا الإنجاز العلمي الرائد، يقول البروفيسور منير نايفة جامعة من إيلينوي الأميركية ونائب رئيس المجلس العلمي العالمي للمعهد، والذي قاد الفريق العلمي الذي قام بهذا الإنجاز، والذي قام بشرح تفاصيل هذه الهدية لخادم الحرمين الشريفين، "أن هذه الهدية المميزة تعد نموذجاً لأول كتابة بالحروف العربية، تم تصميمه من جزيئات نانوية من مادة السيليكون، التي تتميز بشكل لامع متألق وبريق عال تحت الأشعة فوق البنفسجية، وأضاف "نايفة" أن هذا الإنجاز تم بجهود متضافرة بين كل من فريق البحث الأميركي متمثلاً في البروفيــسـور مــنير نايفــه ومساعده مدير العمليات في شركته "نانو سيليكون" هجت الهريش من جامعة إيلينوي، وفريق معهد الملك عبد الله لتقنية النانو متمثلاً في الدكتور محمد الصالحي والدكتور عبد الله الضويان والدكتور منصور الحوشان، حيث تم الحصول على جزيئات السيليكون النانوية المضيئة م نكتله سيليكونية كبيرة باستخدام العديد من الطرق العلمية.

شكل (1) هدية معهد الملك عبد الله لتقنية النانو" لخادم الحرمين الشريفين في افتتاح مهرجان الجنادرية" في دورته الـ 24، وهي ثاني تجربة عالمياً للكتابة بالنانو على مستوى جميع اللغات.
وللتعرف عن كتب على تقنية النانو وتطبيقاتها وإمكانياتها الهائلة، أعدت جامعة الملك سعود خطة لمنح تقنية النانو الصيفية البحثية الأعضاء هيئة التدريس وتم البدء الفعلي لتنفيذها وتم دعم مجموعة من أعضاء هيئة التدريس لقضاء فترات الصيف في مراكز متميزة لأبحاث الأبحاث السنانو في دول مختلفه ولم تغفل الجامعة في استراتيجيتها دور ودعمها في مجالات النانو فأوجدت برنامج الدعم البحثي في تطبيقات وأبحاث النانو.
كما أن جامعة الملك عبد العزيز بجدة ممثلة في مركز التقنيات متناهية الصغر (النانو)، وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد نظمت في الفترة من 17 إلى 19 حزيران/يونيو 2008، المؤتمر الدولي للتقنيات متناهية الصغر (النانو) بعنوان "الفرص والتحديات"، وشارك فيه نخبة من أبرز المتخصصين في علوم وتقنيات النانو على المستوى العالمي، وذلك يهدف فتح نافذة جديدة على آخر المستجدات في مختلف تخصصات تقنيات النانو والتركيز على الجوانب التطبيقية والفرص المتاحة في المملكة لبعض الصناعات الجديدة التي تعتمد أساسا على هذه التقنية، إلى جانب اتاحة الفرص للعلماء والمتخصصين في المملكة للإلتقاء بنظرائهم في العالم وبحث سبل التعاون العلمي والبحثي المشترك، وقد تناولت محاور المؤتمر التحديات العالمية والفرص لتقنيات النانو كما قامت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، بتأسيس "مركز التميز البحثي في النانو تكنولوجيا"، بهدف توثيق العلاقات مع الجهات الصناعية وإعداد البرامج الأكاديمية والأنشطة البحثية في مجال تقنية النانو.
وتقوم جامعة الملك خالد بأبها بمشروع إنشاء "مركز بحثي علمي للمواد المتقدمة" لتحضير ودراسة وتطوير هذه المواد وإيجاد حلول ناجعة للمساهمة في التطوير العلمي والصناعي الذي تشهده المملكة العربية السعودية.
ويأتي هذا المركز تحت مسمّى "مركز بحوث علوم المواد المتقدمة" انسجاما مع أولويات التنمية وما يمكن أن تسهم به الجامعة في هذا الجانب من خلال ما تتمتع به من إمكانات مما يؤهلها للارتقاء بالبحث العلمي والمنافسة العلمية محليا وإقليميا وعالميا، لاسيما وأن هناك توجه قوي لإنشاء خمس مدن صناعية في المملكة ولذا فإن علم المواد سوف يكون له دورا كبيرا في رسم مستقبل هذه المدن الصناعية ومستقبل التقنية بشكل عام. ومن هنا تأتي أهمية إنشاء هذا المركز لتعزيز القدرة التنافسية للجامعة في مجال البحث العلمي المتميز للمساهمة في نقل وتوطين التقنية في بحال علوم المواد المتقدمة إلى المملكة. وتهدف الجامعة من إنشاء المركز إلى تأسيس وتطوير الحركة البحثية والمنافسة في محال علوم المواد المستقدمة في الأقسام العلمية التطبيقية بالجامعة ومن ثم ربط وإدارة هذه البرامج البحثية في الأقسام المختلفة وتوحيد جهودها لتحقيق التميز المنشود، وتأسيس تعاون بحثي مع المراكز الدولية المتقدمة المماثلة من أجل تدريب وتأهيل الباحثين في الجامعة في أحدث التقنيات في علوم المواد المتقدمة وتبادل الزيارات بين الباحثين في الجامعة ونظرائهم في هذه المراكز وقامة ورش عمل بحثية مشتركة ومشاريع بحثية مشتركة وتهيئة البيئة البحثية المناسبة للباحثين في الجامعة لمنافسة نظرائهم في المحال البحثي للمواد المتقدمة عن طريق دعم المراكز بالتجهيزات البحثية المتقدمة. كما تهدف الجامعة من إنشاء المركز إلى استقطاب الشركات المرموقة في مجال تقنيات المواد المتقدمة لتأسيس حضانات تقنية بالجامعة على غرار المراكز المماثلة دوليا وتوثيق صلة الجامعة بالقطاعين الحكومي والخاص في المحال العلمي التطبيقي. وسيشمل المركز عدة وحدات بحثية منها، وحدة أبحاث تقنية النانو، ووحدة أبحاث محفزات النانو، ووحدة أبحاث البوليمرات ووحدة أبحاث تطوير أجهزة وتقنيات جديدة، ووحدة أبحاث النمذجة، والمحاكاة ووحدة أبحاث السيراميك، ووحدة أبحاث النانو المركب "نانو كومبوزيت".
وفي شباط/ فبراير 2008 أبرمت "مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية"، اتفاقية مع شركة "آي بي أم " IBM العالمية لإنشاء "مركز التميز البحثي للتقنية النانوية" Nanotechnology Centre of Excellence وتتيح الاتفاقية الموقعة بين المدينة وشركة آي" بي أم" لعلماء وباحثين من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية" وشركة "أي بي أم" العمل المشترك على إجراء أبحاث متقدمة في العلوم والتقنيات النانوية في مجالات تحلية المياه والطاقة الشمسية وتطبيقات البتروكيماويات كالمواد القابلة للتدوير وغيرها.
وبموجب هذه الاتفاقية التي تمتد لعدة أعوام سيعمل مجموعة من المهندسين السعوديين ونظرائهم في شركة" أي بي أم" في غضون السنوات القادمة، جنباً إلى جنب في معامل "آي بي أم" زيوريخ في سويسرا Zurich, Zwitzerland والمادين بولاية كاليفورنيا ,Almaden California، ويورك تاون هايتس في نيويورك Yorktown Heights New York بالولايات المتحدة الأميركية ومركز التميز الدولي المشترك في مقر المدينة بالرياض في ثلاثة محالات هي الطاقة الشمسية وتحلية المياه والتطبيقات البتروكيميائية مثل المواد القابلة لإعادة التصنيع..
يقول الدكتور ويليام" لافونتان" William LaFontaine نائب رئيس شركة "آي بي أم لتطوير الأعمال والترخيص، أن العمل البحثي المشترك بين المدينة وشركة "آي بي أم" في محال الطاقة الشمسية سيتضمن التركيز على مواد جديدة لتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء، بينما سيركز البحث الخاص بمعالجة المياه على استخدام مواد جديدة جزئية لتحلية مياه البحر بطريقة التناضح العكسي، إضافة إلى تطوير طرق صناعية تركيبية جديدة لإعادة تدوير المواد البلاستيكية. وتندرج هذه المجالات ضمن الأبحاث العلمية التطبيقة التي لها مساس مباشر في توجهات المملكة نحو أبحاث تحلية المياه، وتحسين التقنية والطاقة الشمسية. ويقول سمو الدكتور تركي بن سعود نائب رئيس المؤسسات البحثية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، من الناحية الاستراتيجية تعد التقنية شديدة الأهمية بالنسبة إلينا. لقد فاتنا القطار في الماضي ولكننا نعتقد أنها فرصتنا الآن للحاق به والصعود على متنه لنكون جزءاً من هذا العالم المتقدم، ونرى أن شراكتنا مع "آي بي أم" ستمكننا من ذلك، ويقول "بن سعود" أيضاً أن استخدام التقنية النانوية في صناعة المواد البتروكيميائية هي التي سيكون لها أكبر أثر على اقتصاد البلاد. كما يقول إن علينا أن ننظر بجدية إلى التقنية باعتبارها مورد لنا وليس النفط. سيعود هذا النوع من التقنية بالفائدة على العالم وسيساعد اقتصادنا على عدم الاعتماد على النفط". وستركز البحوث في مجال معالجة المياه على استخدام مواد جديدة بأغشية نانوية خاصة بمحطات التناضح العكسي المستخدمة في تحلية ماء البحر، بينما ستركز السبحوث الخاصة بالطاقة الشمسية على استخدام مواد جديدة لتحويل ضوء الشمس إلى طاقة كهربائية مباشرة، وهي ما تعرف باسم "فوتو فولتايكس" Photovoltaics ، وقد تمكنت السعودية بالفعل من استخدام تقنية النانو في المحالات التي تحقق أهداف التنمية في البلاد، فعلى سبيل المثال، حصلت "المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة" بمحافظة الجبيل بالمنطقة الشرقية على براءة اختراع من مكتب تسجيل براءات الاختراع والعلامات التجارية الأميركي، عن اكتشافها لأسلوب جديد المعالجة مياه البحر باستخدام أغشية الترشيح النانوية متناهية الصغر، قبل وصول المياه إلى محطات التحلية العاملة بالطرق التقليدية "تناضح وتبخير"، ويعد هذا الاختراع نقلة واعدة بمستقبل مزدهر وآفاق واسعة لصناعة تحلية المياه المالحة في العالم، فبواسطته تم التغلب على العديد من المشكلات التي تعانيها طرق تحلية المياه التقليدية مثل التكلس وترسبات الأملاح وإنساخ معدات التحلية وتاكل المعادن والسبائك، وقد أثبتت الأبحاث العلمية والتجارب المعملية أن استخدام هذا الاسلوب يؤدي إلى خفض ملوحة مياه البحر بنسبة تتراوح بين 20 إلى 60 بالمئة المواد العسرة مثل الكبريتات بنسبة تصل إلى 98 بالمئة والتخلص من وإزالة المواد العالقة والبكتيريا، وقد قام مركز الأبحاث والتطوير التابع للموسسة بالدراسات النظرية والاختبارات المعملية والحقلية فيما يختص بتطوير المعالجة الأولية لمياه البحر، وتم إجراء التجارب على وحدات تجريبية باستعمال نظام "النانو - التناضح"، حيث أثبتت التجارب إمكانسية إنتاج الماء العذب بنسبة استخلاص أعلى بكثير مما هي عليه الآن باستعمال الطرق التقليدية الفردية بدون النانو، حيث بلغت نسبة استخلاص الماء العذب من مياه البحر بطريقة التناضح العكسي إلى حوالى 70 بالمئة مقارنة بـ 35 بالمئة بالطرق التقليدية، كما أن استخدام الطاقة وتكلفة أنتاج الماء بطريقة "الناتو – التناضح" قد المخفض إلى حوالى 30 بالمئة، وهناك ميزات أخرى لنظام "النانو - التناضح"، حيث يبقى فارق الضغط عير الأغشية ثابتاً ومنخفضاً، مما يؤدي إلى أداء أفضل لأغشية التناضح ويزيد فترة تشغيلها، وحيث إن لهذا الأسلوب الجديد مزايا في تخفيض نسبة ملوحة مياه البحر وإزالة المواد العسرة، فتطبيقه على المحطات الحرارية سيؤدي إلى زيادة في إنتاج الماء المقطر عند التشغيل على درجات حرارة أعلى من 120 درجة مسئوية، والى خفض كبير في استخدام الكيماويات التي كانت ضرورية للتشغيل بنظم تحلية مياه البحر الحالية.
وفي شباط/ فبراير 2008، أعلنت مستشفى جامعة الملك عبد العزيز في جدة، عن إنجاز طبي - باستخدام تكنولوجيا النانو - ولأول مرة في الشرق الأوسط، سيفتح باب الأمل امام مرضى انسداد الشرايين، حيث تمكنت "وحدة العلاج تحت التحكم الإشعاعي" Interventional Radiology Unit بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز، وباستخدام جهاز يدخل فيه تقنية النانوتكنولوجي مع الليزر، من إجراء عمليات جراحية لمعالجة انسداد الشرايين Arteries وإزالة الجلطات clots وفتح انسداد شرايين الأطراف السفلية، ويعد هذا الجهاز الأول في المنطقة العربية والمستخدم لعلاج شرايين الجسم، ويعد الثاني في المملكة بعد الجهاز الأول الموجود في مركز الأمير سلطان للقلب بالرياض لعلاج شرايين وأوردة القلب فقط.
كما نجح فريق بحثي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران وبالتعاون مع الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا في تحقيق انجاز علمي يتعلق ببناء جهاز لإنتاج أنابيب الكربون النانوية متناهية الصغر، والذي يمثل بداية التطوير الفعلي لتقنية النانو ويفتح الأبواب أمام الباحثين من كل التخصصات لتحقيق انجازات جديدة في هذا المجال الحيوي، ففي نيسان/أبريل 2009 أعلن فريق بحثي من قسم الهندسة الكيميائية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن عن إنجاز علمي جديد في مجال تقنية النانو، يتمثل في التوصل إلى إنتاج نوعية عالية الجودة من أنابيب الكربون النانوية ذات صفات حرارية وكهربائية وميكانيكية فائقة، حيث وصل طول الأنابيب الكربونية متناهية الصغر إلى نصف مليمتر (500 ميكروميتر)، ويتراوح قطرها من 10 إلى 20 نانوميتر، وبتكلفة إنتاج. منخفضة، وسوف يتم استخدام هذا المنتج في عدة تطبيقات في الصناعات البتروكيميائيةPetrochemical Industries وتحسين مواصفات اللدائن Plastics) (مثل الأوليفينات olefins، والبوليسترين polystyrene والمطاط rubber)، وكذلك في عمليات معالجة المياه وتنقيتها والحفاظ على البيئة من الأضرار البيئية والصحية المترتبة على التلوث الصناعي للمياه وللحياة البحرية. وباستخدام تقنية النانو ممكن فريق بحثي سعودي من تحقيق إنجاز علمي جديد بعد الأول من نوعه في المنطقة، وذلك عن طريق إنتاج وقود نظيف صديق للبيئة ورخيص الثمن يحسن نوعية كل من وقود الجازولين ووقود الطائرات والديزل. ففي تصريح صحفي في 22 تشرين الأول/أكتوبر 2008، أشار الأمير الدكتور تركي بن سعود نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية السعودية المعاهد البحوث، إلى أن الانجاز يقوم على استخدام تقنية النانو لإنتاج الوقود النظيف الخالي من مركبات الكبريت والنتروجين والمركبات الأروماتية، وذلك بتفاعل مزيج من الغازات بأوزان جزيئية منخفضة عند ظروف تشغيل اقتصادية. وأوضح سعود أن أهمية هذا الإنجاز العلمي نظراً لما يحدثه احتراق الكبريت في الوقود المستخدم من تلوث كبير عبر انبعاثات غازات ثاني أوكسيد الكبريت أو ثالث أوكسيد الكبريت في الجو، مبيناً أن الفريق البحثي يعمل حالياً على تسجيل طلب براءة اختراع لهذا المنتج على مستوى العالم، وكشف عن توجه القوانين والتشريعات الدولية لإصدار مواصفات قياسية جديدة للحد من نسبة المركبات الأروماتية Aromatic Compounds ونسبة الكبريت في الوقود إلى حوالى 5 أجزاء في المليون في عام 2010، فيما تتخذ الولايات المتحدة حاليا إجراءات وقوانين صارمة لمنع استخدام المسادة المضافة للجازولين المعروفة باسم "ام ام تي" MMT (Methylcyclopentadienyl Manganese Tricarbonyl) لما تسببه من تلويث كبير للأنهار والبحيرات والمياه الجوفية.
وفي مجال استخدام تقنية النانو في تطوير بحوث تنقية المياه لتوفيرها بصورة أسهل وأكبر للجميع، أعلنت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وشركة "آي بي أم" IBM العالمية. خلال من مركز تقنيات النانو الدولي المشترك – وذلك في أواخر شهر شباط/ فبراير عام 2009 عن التوصل إلى اختراع جديد لتحلية المياه باستخدام تقنية النانو، يتمثل في تطوير أغشية جديدة تعتمد على الضغط الإسموزي العكسي، بإمكانها تنقية المياه . من الأملاح والمواد السامة بكفاءة وسرعة عالية حيث تمكن الفريق البحثي المشترك بين المدينة والشركة من وضع مفهوم جديد للأغشية والمواد التي بإمكانها مقاومة الكلور، بالإضافة إلى قيامها بمهامها بجودة أعلى ودقة أفضل، مما يجعلها ملائمة لاستخدامها في إزالة المواد السامة، كما أنها لا تسمح بتراكم البكتيريا.
وفي موسم حج عام 1429 هـ، - في تجربة استطلاعية وبحثية - استخدمت أمانة العاصمة المقدسة (مكة المكرمة) وبالتعاون مع مركز أبحاث الحج بجامعة أم القرى تقنية النانو في صناعة مادة مضادة للبكتيريا والفيروسات والفطريات لخدمة ضيوف الرحمن بالمشاعر المقدسة، حسيث يمكن رش هذه المادة على سجاد المساجد في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وخيام وإحرامات الحجاج وأماكن تجمع القمامة للتعقيم ومنع نمو الميكروبات.
وفي نيسان/ أبريل 2009 أعلن في السعودية عن إطلاق شركة سعودية جديدة هي الشركة السعودية لصناعة وتطوير أغشية النانو"، متخصصة في مجال الصناعات التقنية لأغشية النانو، وبرأسمال يستجاوز 266,6 مليون دولار، وذلك بعد مفاوضات ومشاورات مكثفة استمرت لمدة تزيد على ثلاث سنوات مع شركات عالمية متخصصة في صناعة أغشية النانو توجت بتأسيس شراكة استراتيجية مع شركاء مستثمرين وعلماء متخصصين في هذا المجال، وستسعي الشركة إلى تطوير تقنية أغشية النانو وتصنيعها في مجال صناعات متعددة التقنية وبمعايير عالمية داخل السعودية، مثل صناعة تجلسية ومعالجة المياه والصناعات النفطية ومجالات صناعة الأدوية والمسواد الطبية والصناعات الزراعية والغذائية ومنتجات تقنية حماية وتلوث البيئة.
الاكثر قراءة في الفيزياء الجزيئية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة