تعرية وتجوية المياه الجوفية
المؤلف:
د. خلف حسين الدليمي
المصدر:
الجيومورفولوجيا التطبيقية (علم شكل الأرض التطبيقي)
الجزء والصفحة:
ص 144 ـ 145
2025-09-29
186
تؤثر المياه الباطنية على التكوينات التحت السطحية ميكانيكيا وكيميائيا فيترتب على ذلك عمليات الانزلاق والهبوط لضعف تماسك تلك التكوينات وقد تعمل المياه الباطنية على شق مجاري لها في التكوينات التحت السطحية بواسطة عمليات التعرية والتجوية التي تؤدي إلى توسع تلك المجاري ، وقد يكون عملها الكيميائي أكثر وضوحاً من الميكانيكي خاصة عندما يتحول الماء الباطني إلى حامض مخفف نتيجة لذوبان بعض الأكاسيد فيه مثل حامض الكاربونيك الناتج عن ذوبان ثاني أكسيد الكربون في الماء CO2 + H2OH C°3 الذي له القابلية على إذابة الصخور الجيرية (كربونات الكالسيوم) فتتحول إلى مادة ذائبة في الماء وهي بيكاربونات الكالسيوم H: Coy+Ca Cos → CaH 2 (CO3) وقد تنتقل المواد الذائبة مع الماء المتحرك من مكان لآخر أو تترسب خلال الفواصل والشقوق أو تخرج مع مياه الينابيع.
وقد ينتج عن عمل المياه الجوفية تكون كهوف مختلفة الأبعاد، وأوسع تلك الكهوف تظهر في الصخور الجيرية وحسب امتداد طبقاتها فإذا كانت ذات امتداد أفقي فتكون الكهوف واسعة ومنخفضة، أما إذا كانت ذات امتداد رأسي فيكون الكهف ضيقاً ومرتفعاً وذلك لامتداد أسطح الانفصال التي تتركز فيها عمليات التجوية والتعرية باتجاه امتداد الطبقات.
ومن الجدير بالذكر أن الكهوف توجد في المناطق الرطبة إذ تتطور بسرعة مع زيادة الأمطار والثلوج في حين تكون بطيئة التطور في المناطق الجافة ويعود إلى السنوات المطيرة السابقة ما موجود فيها من كهوف وبأعماق كبيرة وقد كان للكهوف أثر كبير في حياة الإنسان ونشاطه في الماضي والحاضر إذ كانت تمثل الملجأ الأمن لسكن الإنسان في العصور القديمة لحمايته من الظروف المناخية والحيوانات المفترسة، أما في الوقت الحاضر فإنها تمثل مصدراً للنترات التي تستخدم في صناعة المفرقعات والأسمدة الكيميائية التي مصدرها فضلات الطيور كما تعد الكهوف من المناطق السياحية المهمة في مناطق عدة من العالم كما هو في لبنان مثل مغارة جعيتا وكهف ماموث في ولاية كنتكي في أمريكا والتي حولت المنطقة إلى منتزه قومي مساحته 240كم ، ويتكون هذا الكهف من خمس مستويات يصل عمقها إلى 110م، ويجري في المستوى الأخير من هذا الكهف نهر باطني يسمى الذي يصب بعد خروجه من الكهف في نهر Gream أحد روافد نهر أوهايو ويصل طول ممرات هذا الكهف عدة كيلومترات يتراوح ارتفاعها ما بين 1 - 30م ، كما تنتشر الكهوف في مناطق عدة مثل سويسرا وفرنسا والنمسا ويوغسلافيا وتستخدم الكهوف في بعض الأحيان كملاجئ للوقاية من الحروب الذرية أو كمخابئ سرية لإخفاء بعض الأمور أو المواد التي تود الدولة إخفاءها وقد تتعرض بعض الكهوف إلى الانهيار فينتج عنها جسور طبيعية مثل ما حدث في فرجينيا.
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة