رجال صدقوا ما عاهدوا الله
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج4، ص179-181
2025-09-25
366
قال تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} وفوا بعهدهم فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ نذره والنحب النذر استعير للموت لأنه كنذر لازم في الرقبة {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} الشهادة {وَمَا بَدَّلُوا} العهد ولا غيروه {تَبْدِيلًا} شيئا من التبديل فيه تعريض لأهل النفاق ومرض القلب بالتبديل.
القمي عن الباقر (عليه السلام) في قوله {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} قال الا يفروا أبدا {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} أي أجله وهو حمزة وجعفر بن أبي طالب {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} أجله يعني عليا (عليه السلام).
وفي الخصال عنه (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث له مع يهودي قال قال ولقد كنت عاهدت الله تعالى ورسوله أنا وعمي حمزة وأخي جعفر وابن عمي عبيدة على أمر وفينا به لله تعالى ولرسوله فتقدمني أصحابي وتخلفت بعدهم لما أراد الله تعالى فأنزل الله تعالى فينا من المؤمنين {رِجَالٌ صَدَقُوا} الآية.
وفي المجمع عن علي (عليه السلام) قال فينا نزلت {رِجَالٌ صَدَقُوا} قال فأنا والله المنتظر وما بدلت تبديلا.
وفي سعد السعود عن الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى وكونوا مع الصادقين قال كونوا مع علي بن أبي طالب وآل محمد صلوات الله عليهم قال الله تعالى من المؤمنين {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ } وهو حمزة بن عبد المطلب {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} وهو علي (عليه السلام) يقول الله {وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } وفي المناقب أن أصحاب الحسين (عليه السلام) بكربلاء كانوا كل من أراد الخروج ودع الحسين (عليه السلام) وقال السلام عليك يا ابن رسول الله فيجيبه وعليك السلام ونحن خلفك ويقرء {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ}
في الكافي عن الصادق (عليه السلام) المؤمن مؤمنان فمؤمن صدق بعهد الله ووفى بشرطه وذلك قول الله عز وجل {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} وذلك الذي لا يصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الاخرة وذلك ممن يشفع ولا يشفع له ومؤمن كحامة الزرع يعوج أحيانا ويقوم أحيانا فذلك ممن يصيبه أهوال الدنيا وأهوال الاخرة وذلك ممن يشفع له ولا يشفع وعنه (عليه السلام) لقد ذكركم الله في كتابه فقال من المؤمنين {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ } الآية إنكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا وإنكم لما تبدلون بنا غيرنا.
وعنه (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يا علي من أحبك ثم مات فقد قضى نحبه ومن أحبك ولم يمت فهو ينتظر وما طلعت شمس ولا غربت إلا طلعت عليه برزق وايمان وفي نسخة نور.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علوم القرآن
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة