الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التغافل أو التناسي
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 200 ــ 202
2025-09-22
100
التغافل، من الخصال الحميدة والرفيعة والهامة التي يندر من يتحلى بها بين عامة الناس.
ان الاطلاع على الخطأ والتقصير والوقوف على العيب والنقص، والتغاضي عنه بنحو يطمئن الطرف المقابل بعدم اطلاع أي انسان عليه، يعتبر من أسمى المزايا الروحية وأعظم الخصال الانسانية.
أنها ذروة الكرم والعظمة في الشخصية أن يرى الرجل خطأ من زوجته أو تشاهد المرأة خطأ من زوجها، فيتعمد التغاضي بكل رجولة وإباء وكرمٍ، ويحافظ على حالة التغاضي في كل ما يطراً مستقبلاً.
يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (ان العاقل نصفه احتمال ونصفه تغافل).
وعنه (عليه السلام): (أشرف اخلاق الكريم كثرة تغافله عما يعلم) (1).
وقال (عليه السلام) أيضاً: (لا عقل كالتجاهل لا حلم كالتغافل) (2).
ان التدقيق والشدة في المحاسبة وتصور عصمة الطرف المقابل من جميع الجوانب وعدم الصفح وتثبيت الاخطاء وكما تعارف عليه التنقيب عن الخطأ كل ذلك مما ينافي الاخلاق، وكما يعبّر أمير المؤمنين (عليه السلام): ان العفو والصفح والأسمى منهما التغافل والتجاهل هي من الأمور الضرورية التي لابد للرجل والمرأة التحلي بها وعن طريق هذه الخصال الحميدة والاخلاق الفاضلة تهنأ الحياة وتعمّها السعادة، وتتمتع الاعصاب بالراحة التامة، ويسلم كل من البدن والروح من الكثير من الأمراض.
ان العفو والصفح والتجاهل والتغافل ما هي الا ثمرة طيبة لكبح جموح الغضب أو ما عبر عنه القرآن الكريم (كظم الغيظ)، وتجنب الحدة والهروب من نيرانها.
والغضب والحدة والمراء والعناد والجدال غير المبرر، انما هي مما يرفضه الحق تعالى، ومن شعب جهنم، وصفات ذميمة، وخلق عدواني، ومما يؤدي إلى انهيار صرح الحياة ودافع ينتهي إلى الطلاق والانفصال، والغرق في وحل الكثير من المعاصي والموبقات، والانغماس بكل ما هو شر وباطل.
وقد ورد بشأن المراء بالباطل والعناد: ان رجلاً قال للحسين بن علي (عليه السلام) اجلس حتى نتناظر في الدين، فقال (عليه السلام) يا هذا انا بصير بديني مكشوف على هداي فإن كنت جاهلاً بدينك فاذهب واطلبه، مالي وللمماراة، وأن الشيطان ليوسوس للرجل ويناجيه (3).
مما لا شك فيه ان الجدال والنقاش إذا كان من أجل اثبات الحق ومن مصاديق الجدال بالتي هي أحسن، فذلك مما لا أشكال به، بل يمثل السبيل للتطور العلمي واستجلاء الحقيقة ومما يقره العلم والعقل والشرع، أما إذا كان من باب العناد ومحاولة تحطيم الطرف الآخر والنيل من كرامته وخلخلة الاستقرار، فلا شك في أنه محرم يعتبر مرتكبه عاصياً ويستحق عليه العقاب.
قال الامام الرضا (عليه السلام) لعبد العظيم الحسيني.
يا عبد العظيم! ابلغ عني أوليائي السلام وقل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلاً، ومرهم بالصدق في الحديث وأداء الأمانة، ومرهم بالسكوت وترك الجدال فيما لا يعنيهم (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ ميزان الحكمة: ج 7، ص 268.
2ـ المصدر السابق.
3- البحار: ج 2، ص 135.
4ـ المصدر السابق: ج 74، ص 230.
الاكثر قراءة في الزوج و الزوجة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
