انتهزت فرقة الحشيشية فرصة الاضطرابات التي حدثت بعد وفاة السلطان ملكشاه من واقع الصراع الذي نشب بين أبناء البيت السلجوقي، فراحت تتوسع عن طريق الاستيلاء على مزيد من الأماكن الحصينة وتتسلل إلى بلاد السلاجقة وإلى جيوشهم وكان جيش السلطان بركياروق أحد الجيوش السلجوقية التي كثر المقاتلون الباطنيون في صفوفه، ويبدو أن هذا السلطان لم يشأ أن يصطدم بهم بسبب انهماكه في الصراع الدائر بين أفراد البيت السلجوقي من جهة؛ ولأنه أراد الاستفادة من قوتهم في هذا الصراع من جهة أخرى فاتُهم بأنه يميل إليهم ويوافق على ما يقومون به من اغتيال الأمراء والأعيان.

وأخذ دعاة الحشيشية ينشرون الدعوة الإسماعيلية بين الجند، ويُهددون من يرفض الدخول في مذهبهم، فخشي هؤلاء على أنفسهم من القتل واحتاطوا بلبس درع تحت ثيابهم وأشاروا على السلطان بركياروق أن يفتك بهم قبل أن يستفحل خطرهم فيعجز عن القضاء عليهم.

وأذن السلطان في قتلهم وتتبعهم في الآفاق، فقتل ثلاثمائة منهم عام (494هـ / 1011م) ، وسرعان ما لاحقهم أمراء الأقاليم، فقتل جاولي سقاوة ما يقارب الثلاثمائة منهم في منطقة خوزستان وأرسل السلطان إلى الخليفة العباسي يشير عليه بملاحقة الموجودين منهم في عاصمته فأمر بالقبض على قوم وقتلهم، كان من بينهم الأمير محمد بن دشمنزیار بن علاء الدولة أبي جعفر بن كاكويه صاحب یزد، وأبو براهيم الأسد بادي الذي كان قد وصل إلى بغداد رسولاً من بركياروق ليأخذ مال مؤيد الملك وكان من أعيانهم، ولم يجرؤ أحد أن يشفع بهم لئلا يتهم بالميل إلى مذهبهم.

وطارد السلطان سنجر الحشيشية في خراسان في عام (497هـ / 1104م) فقتل منهم وحاصرهم في قلعة طبس وغيرها من القلاع والقرى المجاورة ومع ذلك فقد أشار عليه أعوانه بأن يؤمنهم مقابل ألا يبنوا حصناً ولا يشترون سلاحاً، ولا يدعون أحداً إلى مذهبهم ويبدو أنه عجز عن القضاء عليهم فاستجاب لمشورة أعوانه، وقد تعرض للنقد من جانب من نالهم أذى منهم، فنقموا عليه.

والواقع أن الحشيشية لم يحترموا بنود الصلح، فأغاروا في العام التالي على نواحي بيهق وأكثروا القتل والنهب والسبي، ويُعد هذا العام نهاية المرحلة التي قاوم السلاجقة فيها نفوذ الحشيشية بحذر في ظل الصراع الداخلي على السلطة، واستغلال الحشيشية هذا الصراع للتغلغل في صفوف السلاجقة والتسلل إلى المراكز المهمة في دوائر الدولة.

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

شعبة الخطابة الحسينية النسوية تستأنف برامج رابطة خطيبات المنبر الحسيني

شعبة فاطمة بنت أسد تحتفي بتخرج الدفعة الثانية من طالبات المدرسة القرآنية

مع انطلاق العام الدراسي.. العتبة العباسية المقدسة تطّلع على سير العملية التعليمية في مجموعة العميد التربوية

بأربع أوراق بحثية.. قسم الشؤون الفكرية يشارك في المؤتمر العلمي الدولي الرابع عشر بالعتبة الكاظمية

المزيد

الآخبار الصحية

كيف يمكن لحفنة من الجوز أن تؤثر على نومك وتركيزك؟

دراسة: كوب ميلك شيك واحد قد يكون "قنبلة دماغية"

هل يعد "الباراسيتامول" خيارا آمنا للنساء الحوامل؟

دراسة تكشف الرابط بين العلاقات العاطفية والرضا عن الحياة

المزيد

الآخبار التكنلوجية

كارثة صامتة.. "الهواء الملوث" يسرق نور عيون الأطفال

دراسة: رصد أول دليل على وجود "إشعاع هوكينغ"

رسالة بلغة لا تعرفها؟.. "واتساب" يترجمها لك فورا

"إنستغرام".. ميزة جديدة لكشف "الكذب في العمر"

المزيد

مواضيع ذات صلة

خروج طغرل على أخيه السلطان محمود

المشكلات التي واجهت السلطان محمود خلال حياته السياسية

قيام دولة سلاجقة العراق

وفاة السلطان سنجر

ثورة الغز

معركة قطوان

توسع القراخطائيين

الصدامات العسكرية بين السلطان سنجر واتسز

أسباب الصراع بين السلطان سنجر واتسز

تأسيس الدولة القراخطائية

بداية أمر الخوارزميين

المرحلة الأولى والثانية من حكم السلطان سنجر