الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الأنماط البشرية داخل المدينة الأوروبية
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 279 ـ 281
2025-09-06
78
إن الموضع الذي تقوم عليه المدينة ومورفولوجيتها لا يكونان إلا هيكل المدينة ولا يستطيعان ، رغم جاذبيتهما وانعكاسها لثقافة سكانها وإعطاء صورة كافية عن المدينة الأوروبية فالسكان هم أهم عنصر حيوى في هذه المدن.
فالمدينة في أوروبا وغيرها من مناطق الأرض تتميز بعدم التجانس من الناحية البشرية فسكان المدينة يختلفون عن بعضهم فى نواحي حضارية واقتصادية عديدة ففي داخل المدن خلق هؤلاء السكان مناطق متميزة كل منطقة لها مجموعة من الخصائص الاجتماعية الخاصة بها ، ومن سمات التحضر في أي بقعة من بقاع العالم تلك النزعة من قبل سكان المدن إلى التفرقة فى السكن على أساس صفات اجتماعية ، وأحيانا كانت هناك قيود شرعية تتعلق بمكان السكن ولكن مناطق الجوار أو الأحياء ذات الخصائص المميزة تظهر بمساندة القانون أو بدونه لأن هذه الظاهرة لها علاقة بالنمط السلوكي للإنسان.
فقد كان الدين من أقوى العوامل التي تفصل بين الناس داخل المدن الأوروبية ، فكثير من مدن العصورالوسطى كانت بها أحياء لليهود وما زال بعض الشوارع في ألمانيا تحمل أسماء مثل شارع اليهود Juden Strasse ، وحتى الآن فالتفرقة السكنية على أساس الدين موجودة في مدن مثل بالفاست Bellast في ايرلندة الشمالية حيث توجد أحياء كاثوليكية وبروتستانتية مميزة.
والاختلافات اللغوية أيضا كانت سببا في تفرقة الناس داخل المدن في أوروبا وخاصة في المناطق التي تتميز بتنوع لغاتها، ففي العصور الوسطى كانت مدينة برنو Ban الواقعة في مناطق مورافيا التشيكية تتميز بنمط سكني كان الألمان بمقتضاه يسكنون في الجزء الشمالي والتشيكيين في الجزء الجنوبي من المدينة ، كما طورت مدن مثل أرماه Armagh وداون باتريك Dominating في ايرلنده الشمالية أحياء مميزة في القرن السابع عشر كما تشير إلى ذلك أسماء الشوارع مثل : الشارع الانجليزي والشارع الأسكتلندي ، وفي مدينة كارنافرون Carnavion في ويلز إبان العصور الوسطى كان الإنجليز المهاجرون يسكنون داخل الجزء المحاط بالسور بينما كان الوطنيون يتجمعون في منازل خارج السور مباشرة. أما في وقتنا الحالي فإن هناك تجمعات مماثلة للعمال المهاجرين الأجانب حول عديد من مدن غربى أوروبا . فالعمال اليونانيون واليوغسلافيون والإيطاليون وغيرهم يتجمعون في مناطق منفصلة ، من في ألمانيا الغربية وسويسره وفرنسا وغيرها من الدول أما السلالة فلم تكن عامل تفرقة ذى أهمية وذلك لعدم وجود عناصرغير قوقازية كثيرة في المدن الأوروبية ، وفي الأماكن التي تتواجد فيها هذه العناصر فإنهم يميلون إلى التجمع في أجزاء معينة من المدينة التي يعيشون فيها كما يفعل زنوج جزر الهند الغربية في مدينة لندن وباقى المدن البريطانية. ولكن ليس هناك تفرقة على الأقل قانونيا ، وبالصورة التي تمارس في جنوب أفريقيا وأمريكا ، كما أن هنود آسيا والباكستانيين أيضا يتعرضون لتفرقة غير حادة في بريطانيا على غرار تلك التي يتعرض لها الزنوج.
أما الطبقة الاجتماعية فتمثل أقوى أسباب التفرقة السكنية في المدن ، وهذا الوضع يحدده نوع الوظيفة التي يمارسها أفراد طبقة معينة ، ففي العصور الوسطى كان للتجار والحرفيين والفنيين أحياء خاصة يسكنون فيها كما تشير إلى ذلك أسماء الشوارع الحالية ، ففي مدينة ميونيخ نجد مثلا شارع الدباغين Lederstras و شارع الصباغين D Farbergraben و شارع السروجية Sattler Strasse وغيرها ، وهذه الأسماء تشير إلى أماكن عمل هؤلاء الحرفيين الذين كانوا يتخذونها مساكن لهم . وفى مدينة لوبك Lueck كان التجار في العصور الوسطى يعيشون إلى الغرب من شارع رئيسى يجرى من الشمال والجنوب بينما اتخذ الحرفيون مساكنهم إلى الشرق منهم.
ويمكن ملاحظة أنماط التفرقة السكنية المبنية على أساس الوظيفة أو العمل في وقتنا الحالي ، وقد أظهرت دراسة عن مدينة ليفربول الانجليزية Liverpool أن الإداريين وأصحاب المتاجر والموظفين الصغار وأصحاب الوظائف يكونون نسبة عالية من سكان المناطق السكنية البعيدة من مركز أو وسط المدينة بينما تتجمع كبيرة من العمال شبه المهرة وغير المهرة في وسط المدينة، وفي بريطانيا ومعظم الدول الأوروبية يوجد ارتباط بين الطبقة الاجتماعية والرغبة في سكني الأحياء ذات الخصائص المميزة ومن المناظر المألوفة في المدن الصناعية الكبيرة في المملكة المتحدة تلك المناطق السكنية الكتيبة التي يسكنها العمال.
وفى الآونة الأخيرة قامت بعض المدن بتطوير ضواحي جميلة للأثرياء ، ولكن غالبا ما نجد الطبقات الدنيا هم الذين يحتلون المناطق الهامشية من المدن ، وكان الأثرياء قبل تطوير وسائل النقل الجماعي يحتلون أواسط المدن ، وما زال هذا النمط موجودا في بعضها.
وتتميز هذه الأحياء المختلفة التي ذكرناها ببعض الصفات الاجتماعية الأخرى فمثلا نجد أحياء الطبقات الدنيا من المدن أكثر ازدحاما بالسكان بينما ترتبط الاختلافات الدينية أحيانا بالاختلافات فى نسبة المواليد كما في مدينة بالفاست في ايرلنده الشمالية فالأحياء الكاثوليكية منها تتميز بكثرة الأطفال فيها ومن ثم بمتوسط عمر أقل بالنسبة لسكانها . والمعروف أن الكاثوليك لا يؤمنون بتحديد النسل ، وباختصار فان هناك علاقة متبادلة قوية بين الكثافة السكانية والعمر والوظيفة والطبقة والدين والجنس والجنسية ومثل هذه العلاقة تنتج مناطق جوار تختلف عن بعضها في نواحي عديدة.
الاكثر قراءة في الجغرافية التاريخية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
