الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
اللغة والنمط السياسي لأوربا
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 141 ـ 143
2025-08-31
82
هناك ارتباط وثيق في أوروبا بين الحدود اللغوية والسياسية إلى درجة أن القومية أصبحت مرادفة للغة ، وإذا نظرنا إلى الخريطة السياسية ستجدها نسخة من الخريطة اللغوية كما سيتضح من دراستنا للجغرافية السياسية للقارة ، وهنا يمكن أن نكتفي بالقول إن التفاعل بين الدولة واللغة قد لعب دورا هاما في تحديد وتقرير مصيرا والدول في أوروبا ، فقد أصبحت اللغة أساس الشعور القومي عند كثير من الأمم مما نتج عنه وضع غير عادل بالنسبة للأقليات اللغوية التي تزخر بها القارة فامتصاص الأقليات اللغوية داخل الدول الأوروبية وانصهارها فيها عملية مستمرة منذ أكثر من ألف سنة فاللغة الفرنسية تتقدم على حساب اللغات الألمانية في فرنسا ولكنها تتقهقر أمام الألمانية في سويسره ، كما أحدث اللغة القسطلية تحل تدريجيا محل اللغتين الغالية والباسك في أسبانيا ، فى حين أن اللغة السويدية قد خضعت للفنلندية في فنلنده وفي ألمانيا الشرقية تقلص عدد الونديين والصورب Sorbs من 142,000 شخص في عام . 1849 إلى 10,000 الآن وتبع ذلك تقلص تدريجي لحدود لغتهم ومثل هذا الانصهار اللغوي يحدث حتى إذا كانت لغة الأقليات معترفة بها رسميا كما حدث في سويسره وفنلنده كما أنه ينسحب أو ينطبق أيضا على اللهجات واللغات المختلفة تماما فاللهجات الفرنسية والإيطالية واليونانية قد تدهورت إثر توحيد هذه الدول سياسيا.
ويوضح تقلص وتدهور اللغات السلتية ما يحيق بلغات الأقلية من مصير سيء ، في بريطانيا استطاعت الدولة الانجليزية التي أنشأتها القبائل الألمانية المغيرة من إخضاع الملاجئ الجبلية السلتية تحت سيطرتها الواحدة تلو الأخرى ، وبعد الخضوع للحكم الانجليزي لم يبق للسلتين مفر إلا الانصهار فى ثقافة الأقوى وكانت تلك بداية النهاية بالنسبة للغات السلتية ، ففي منتصف القرن الثامن عشر اندثرت اللغة الكورنية Cornish بعد مضي ألف سنة من احتلال الانجليز لمنطقة كورنول Cornwall ولقيت لغة المانكس Manx في جزيرة مان Isle of man نفس المصير كما أن اللغة الغالية Gaclic في شمال أسكتلنده على وشك الانقراض لأن الذين يتكلمون بها لا يزيد عددهم الآن عن ألف شخص أما اللغة الويلزية Welsh فقد أظهرت صموداً أكثر رغم تقلص حدودها وتناقص عدد المتكلمين بها وثنائية لغتهم مما بشير إلى مصير قائم في المستقبل. وفي منطقة بريتاني Britanny الفرنسية أجبرت اللغة البريتانية Breton السلتية على التقهقر أمام اللغة الفرنسية بعد أن خضعت المنطقة للسيطرة السياسية الفرنسية ، وتتلخص المشكلة الأساسية التي تواجه السلتين في حرمانهم من كيان سياسي مستقل في هذه المناطق المذكورة الا في جمهورية أيرلنده حيث أصبحت لغة الأرس Erse السلتية لغة رسمية للدولة تدرس في المدارس رغم أن معظم سكانها يتكلمون اللغة الانجليزية التي ورثوها منذ عهد الاحتلال الانجليزي لها. وتهدف الحكومة الأيرلندية من جعل سكانها ثنائي اللغة تستخدم اللغة الانجليزية في معاملاتها الدولية وتحفظ تراثها الحضاري السلتي من خلال الأرس التي يبلغ عدد المتكلمين بها الآن حوالى نصف مليون شخص.
ومن الأشياء التي تساعد في تدهور اللغات السلتية في بريطانيا وفرنسا وسائل الإعلام الحديثة خاصة الراديو والتلفزيون ، ووسائل الاتصال الإلكترونية التي أنهت الانعزالية التي كانت تساعد في إبقاء اللغات متميزة ومزدهرة فالإذاعات تصل الآن إلى المناطق النائية بسهولة ويسر.
وقد ساعد إنشاء الامبراطوريات في انتشار بعض اللغات كما حدث بالنسبة للغة الرومانسية التي انتشرت في أوروبا على العكس من اللغات الألمانية والسلافية التي حدث انتشارها عن طريق الهجرات الجماعية.ففي حوالى عام 500 ق . م . كانت اللغة اللاتينية قاصرة على عدد من المتكلمين الذين يتواجدون في إقليم صغير يقع عند الطرف الغربي من جبال الأبناين في سهل لا تيوم ( لازيو Lazio الحديثة ) ومع انتصارات الجيش الروماني أخذت هذه اللغة تنتشر، ببطء في البداية إذ استغرق احتلال إيطاليا وحدها زهاء القرنين ثم بسرعة مع توسع الإمبراطورية ، ففي عام 100 ميلادية امتدت الإمبراطورية ومعها اللغة إلى أقصى حدود لها وأصبحت اللغة الرومانسية تسمع في شواطئ أنهار التيمس Thames والراين والدانوب وفى شمال أفريقيا ، ولم تستطع لغة واحدة الصمود في وجه هذه اللغة الطاغية ومقاومتها إلا اللغة اليونانية التي قاومت الانصهار فيها لمكانتها الثقافية المتقدمة ، ومع وسقوط الإمبراطورية الرومانية تقهقرت اللغة الرومانسية ولكنها لم تختف بسقوطها ، فقد أتت القبائل الجرمانية المغيرة بلغتها إلى بريطانيا والشاطئ الغرق من نهر الراين ومنطقة الألب في حين أن السلاف والماغيار اندفعوا نحو البلقان تاركين اللغة الرومانية caster رمزا لعظمة الرومان ووجودهم القوى فى هذه المنطقة ، وفي هذه المناطق المفقودة بقيت اللغة اللاتينية محفوظة في أسماء الأماكن الحالية مثل كلمتي Chester (كما في مانشستر Manchester ولا نكستر Lancaster المشتقة من الكلمة اللاتينية Catria ) وتعنى معسكر جيش Military cumn . أما انقسام اللغة اللاتينية إلى لهجات ولغات منفصلة فقد عجل بها سقوط الإمبراطورية فقد تسبب زوال السلطة السياسية المركزية في الانعزال الإقليمي في مناطق اللغة الرومانسية كما شجعت الانعزالية والأمية والجهل في تحريف اللغة ومفرداتها.
الاكثر قراءة في الجغرافية التاريخية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
