مقاطعات مصر في العهد البطلمي (مقاطعة منيلايت)
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج14 ص 413 ــ 415
2025-08-05
491
نجد اسم هذه المقاطعة للمرة الأولى في الورقة رقم 9 من أوراق «زينون» التي من عهد بطليموس الثاني، وقد جاءت في العبارة التالية: في معبد «منيلاديس» من مقاطعة «فيلايت».1
ومن ثم ليس هناك أي شك في وجود مقاطعة بهذا الاسم في عهد «بطليموس الثاني»، وفضلًا عن ذلك فإن «إسترابون» قد ذكرها أيضًا، ولدينا مصدران هامَّان لتحديد موقع مقاطعة «منيلايت» هذه، وهما برديتان في «برلين» جاء فيهما أن هذه المقاطعة ملاصقة لإقليم الإسكندرية،2 وفي عهد الإمبراطور «جلبا» أي عام 68 ميلادية نقرأ أن في منشور الحاكم «تي» أن «يوليوس، الإسكندر» يقرب كذلك كثيرًا هذه المقاطعة من إقليم الإسكندرية.3
وبعد هذا التاريخ بقليل نجد «بليني» يذكر اسم «منيلايت» بأنها تقع بين «جتيكوبوليتيس» وإقليم الإسكندرية، وعلى أية حال ظل موضوع هذه المقاطعة موضع نقاش إلى أن تناوله الأثري «دارسي»،4 وأخذ يشرح حقيقة أسطورة «كانويوس» بحَّار البطل المُسِنِّ «منيلاوس» الذي ذُكر في «أوديسى» «هومر»، والخلط بين منيلاوس هذا سميه وهو أخو بطليموس الأول مما أدى إلى الخطأ الذي وقع فيه بطليموس الجغرافي، وهو الذي على حسب رأيه تكون «كانوب» عاصمة مقاطعة منيلايت، والواقع أن ما جاء في «إسترابون» من أن «منيلايت» تقع على اليمين؛ أي شمال قناة «كانوب» يحتم علينا أن نضع هذه المقاطعة على الحافة الشمالية الغربية من الدلتا بين فرع كانوب وبحيرة «مريوط» وفيما بعد في عهد «بليني» عندما حدث تقسيم مقاطعة منيلايت مقاطعتين وُجدت مقاطعة جديدة تسمى «ميتليت» ومن ثم نلحظ أن مقاطعة منيلايت قد نقصت مساحتها نقصانا مُحَسًّا، وبذلك انحصرت في الجهة الشمالية القصوى من مقاطعة منيلايت البطلمية، ولكن في العهد الذي كتب فيه إسترابون كانت هذه المقاطعة متصلة بجزء من إقليم الإسكندرية وبجزء آخر من مقاطعتَي «جنيكوبوليتس» المقاطعة الثالثة في قوائم المعابد «هرموبوليس برفا» وعاصمتها «دمنهور» والمقاطعة الساوية (المقاطعة الخامسة سايس)، وكانت تشمل على الأقل الجزء الأعظم من المقاطعة السابعة من مقاطعات قوائم المعابد (مقاطعة الخطاف الغربي ميلتيس فوه)، وعلى ذلك لم تكن عاصمتها قريبة من «كانوب» ولا من «أدكو» على ما يُظن بل كانت تقع عند تل «لوكين» على مسافة 35 كيلومترًا من الجنوب الغربي من «الكريون» وعلى مسافة 32 كيلومترًا من «الإسكندرية» وهذا التل يُمثل لوكيتا (بلد الكلب)، هذا ويضيف «دارسي» إلى ذلك أنه في عهد البطالمة قد تخلت هذه المدينة عن مكانتها بوصفها عاصمة المقاطعة السابعة، غير أنه لم يعطِ براهين على ذلك.
وإذا كانت مقاطعة «منيلايت» تقع في المكان الذي اقترحه «دارسي» فإنه لا يوجد ما يعارض أنها كانت المقاطعة «منيلايت» التي وُجد اسمها ممزَّقًا في السطر السادس من العمود الواحد والثلاثين من ورقة بطليموس الثاني الخاصة بقوانين الإيرادات، وذلك لأننا في هذه الفقرة نجد أنفسنا في الإقليم المناسب لموقع هذه المقاطعة.
أما عن مدينة «منيلاوس» التي جاء ذكرها في فقرة من «إسترابون» وهي غير المتعلقة بمقاطعة «منيلايتيس» الواقعة في وادي النطرون، فإنها تختلف بالتأكيد عن مقاطعة «منيلايت» ومع ذلك فإننا لا زلنا غير متأكدين من موقعها تمامًا.
.........................................................
1- راجع: Edgar, Zenon Papyri in the University of Michigan Collection (Ann. Arbor 1931). P. 69
2- راجع: B. G. U, No. 1123, 1, 2, et No. 1159, 1, 5.
3- راجع: Dittenberger. O. G. I. S. No. 669, 1, 59-60.
4- راجع: Revue d’Egypte Ancienne II, P. 20 sq.
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة