خشية الله تستوجب ترك السيئات وفعل الطاعات
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص377-378.
2025-07-09
563
خشية الله تستوجب ترك السيئات وفعل الطاعات
قال تعالى : {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ } [العنكبوت : 36 - 38].
قال الشيخ الطبرسيّ ( رحمه اللّه تعالى ) : ثم عطف سبحانه على ما تقدم فقال : وَإِلى مَدْيَنَ أي : وأرسلنا إلى مدين أَخاهُمْ شُعَيْباً وهذا مفسر فيما مضى فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ بدأ بالدعاء إلى التوحيد والعبادة وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ أي : وأملوا ثواب اليوم الآخر ، وأخشوا عقابه بفعل الطاعات ، وتجنب السيئات وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ أي : لا تسعوا في الأرض بالفساد .
ثم أخبر أن قومه كذبوه ، ولم يقبلوا منه فعاقبهم اللّه ، وذلك قوله : فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ وقد مر بيانه . فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ أي : باركين على ركبهم ميتين وَعاداً وَثَمُودَ أي : وأهلكنا أيضا عادا وثمودا ، جزاء لهم على كفرهم وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ معاشر الناس كثير مِنْ مَساكِنِهِمْ وقيل : معناه ظهر لكم يا أهل مكة من منازلهم بالحجر واليمن ، آية في هلاكهم .
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ أي : فمنعهم عن طريق الحق وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ أي : وكانوا عقلاء يمكنهم التمييز بين الحق والباطل بالاستدلال والنظر ، ولكنهم أغفلوا ولم يتدبروا . وقيل : معناه أنهم كانوا مستبصرين عند أنفسهم فيما كانوا عليه من الضلالة ، يحسبون أنهم على هدى ، . . . « 1 ».
________________
( 1 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 25 - 26 .
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة