اتباع التقاليد المتوارثة العمياء وترك طريق الحق
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص231-232.
2025-07-04
659
اتباع التقاليد المتوارثة العمياء وترك طريق الحق
قال تعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [المائدة : 104].
قال الشيخ الطوسيّ : أخبر اللّه تعالى عن الكفار الذين أخبر عنهم أنهم لا يعقلون ، والذين جعلوا البحيرة ، والسائبة ، والوصيلة ، والحام ، و الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ * من كفار قريش وغيرهم من العرب بأنه إِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا أي هلموا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ من القرآن واتباع ما فيه ، والإقرار بصحته وَإِلَى الرَّسُولِ وتصديقه ، والاقتداء به وبأفعاله قالُوا في الجواب عن ذلك حَسْبُنا أي كفانا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا يعني مذاهب آبائنا . ثم أخبر تعالى منكرا عليهم فقال : {أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ} أي إنهم يتبعون آباءهم في ما كانوا عليه من الشرك وعبادة الأوثان وإن كان آباؤهم لا يعلمون شيئا من الدين ولا يهتدون إليه . وقيل في معنى لا يَهْتَدُونَ قولان :
1 - الذم بأنهم ضلال .
2 - أنهم لا يهتدون إلى طريق العلم بمنزلة العمي عن الطريق .
وفي الآية دلالة على فساد التقليد ، لأن اللّه تعالى أنكر عليهم تقليد الآباء فدل ذلك على أنه لا يجوز لأحد أن يعمل على شيء من أمر الدين إلّا بحجة .
وفيها دلالة على وجوب المعرفة وأنها ليست ضرورية ، لأن اللّه تعالى بين الحجاج عليهم في هذه الآية ليعرفوا صحة ما دعا الرسول إليه ، ولو كانوا يعرفون الأحق ضرورة لم يكونوا مقلدين لآبائهم وكان يجب أن يكون آباؤهم أيضا عارفين ضرورة ، ولو كانوا كذلك لما صح الإخبار عنهم بأنهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون . وإنما نفى عنهم الاهتداء والعلم معا لأن بينهما فرقا وذلك أن الاهتداء لا يكون إلا عن بيان وحجة . والعلم مطلق وقد يكون الاهتداء ضرورة « 1 ».
_________________
( 1 ) التبيان : ج 4 ، ص 40 .
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة