صلاح حال الشعوب بتقواهم
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص374-375.
2025-06-30
429
صلاح حال الشعوب بتقواهم
قال تعالى : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأعراف: 96 - 98].
قال الشيخ الطبرسيّ : ثم بين سبحانه أن كل من أهلكه من الأمم المتقدم ذكرهم ، إنما أتوا في ذلك من قبل نفوسهم ، فقال {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى} التي أهلكناها بسبب جحودهم وعنادهم ، آمَنُوا ، وصدقوا رسلنا وَاتَّقَوْا الشرك والمعاصي لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ أي : خيرات نامية مِنَ السَّماءِ بإنزال المطر وَ من الْأَرْضِ بإخراج النبات والثمار ، كما وعد نوح بذلك أمته فقال : { يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً } الآيات . وقيل : بركات السماء : إجابة الدعاء ، وبركات الأرض ، تيسير الحوائج وَلكِنْ كَذَّبُوا الرسل فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ من المعاصي والمخالفة ، وتكذيب الرسل ، فحبسنا السماء عنهم ، وأخذناهم بالضيق عقوبة لهم على فعلهم .
{ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى المكذبون لك يا محمّد أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا } أي : عذابنا بَياتاً : ليلا « 1 » . وَهُمْ نائِمُونَ في فرشهم ومنازلهم ، كما أتى المكذبين قبلهم .
أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى أي : عذابنا نهارا عند ارتفاع الشمس وَهُمْ يَلْعَبُونَ أي : وهم في غير ما ينفعهم ، أو يعود عليهم بنفع ، فإن من اشتغل بدنياه ، وأعرض عن آخرته ، فهو كاللاعب . والمعني بأهل القرى كل أهل قرية يقيم على معاصي اللّه في كل وقت وزمان ، وإن نزلت بسبب أهل القرى الظالم أهلها ، المشركين في زمن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وإنما خص سبحانه هذين الوقتين ، لأنه أراد أنه لا يجوز لهم أن يأمنوا ليلا ، ونهارا . . . « 2 ».
__________________
( 1 ) وهو المروي عن الإمام الصادق عليه السّلام .
( 2 ) مجمع البيان : ج 4 ، ص 314 - 315 .
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة