الملك «حرسيوتف» (359–362)
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج13 ص 433 ــ 434
2025-06-23
647
من المحتمل أن الملك «حرسيوتف» هذا هو ابن الملك «أمان-نيتي-يريكي» السالف الذكر، وقد أقام لنفسه هرمًا من الحجر الرملي، على قاعدةٍ مؤلفةٍ من مدماك واحد في جبانة نوري، ويحمل رقم 13، وواجهة الهرم ذات مداميك مدرجة، ويبلغ حجمه 26٫40 مترًا مربعًا، ومما يجب ملاحظتُهُ أن بناء هذا الهرم رديء، وقد تداعى بنيانه بدرجةٍ عظيمة.
وقد أقام صاحبُهُ حوله حرمًا من الحجر الرملي، ورصف المساحة التي بين الحرم والمقصورة من الجهة الشرقية.
ومقصورةُ هذا الهرم مبنيةٌ كذلك من الحجر الرمليِّ، وقد خرب معظمها، وتَدُلُّ شواهدُ الأحوال على أنه كان لها بوابةٌ مستديرٌ أعلاها، وقد لاحظ الأثري «ريزنر» كاشف الهرم أن المقصورة كانت مزينةً بالنُّقُوش الهيروغليفية، وكذلك بصور ملونة بالألوان الأحمر والأزرق والأصفر، وقد عُثر فعلًا على قطعة حجر من هذه المقصورة نُقش عليها جزءٌ من طغراء هذا الفرعون.
ودائع الأساس
تشتملُ ودائعُ هذا الهرم — التي كانت في حُفَر في أركانه الأربعة — على جمجمة وربع ثور، وطاحون من حجر الدم، ومدقة، وجرة من الفخار وصحن عميق، وأطباق، ولوحاتٌ صغيرةٌ من المعدن والحجر والزجاج، وكلها عاريةٌ عن النقوش، كما وُجدت آلاتٌ من النحاس والحديد، وكتلةٌ من النحاس الغفل، ويلفت النظر أن الحفر التي كانت فيها هذه الودائعُ خارجةٌ عن أركان الهرم، مِمَّا يوحِي أنَّ تصميمَ هذا الهرم كان في الأصل أكبرَ مِن هيكل الهرم الحاليِّ.
ويؤدي إلى المبنى السفليِّ لهذا الهرم سلمٌ يقعُ كُلُّهُ شرقي حرم الهرم، ولم يتم كشفُ هذا المبنى السفلي حتى الآن تمامًا؛ لأن مبانيه خطرةٌ وآيلةٌ للسقوط.
وعُثر في حجرة الدفن على غطاءي إصبعين من الذهب، يشتملان على عظام إصبعين، كما وُجد جعران قلب وصورة درة من التي تكون عادة في قبضة «أوزير»، وهي من الذهب؛ يُضاف إلى ذلك بعض قطع مطعَّمة، مما يَدُلُّ على أنه كانت توجدُ مومية بجهازها، ويحتمل أن الصندوق الذي كانتْ فيه كان على صورة إنسان، وقد ترك لنا اللصوصُ بَعْضَ قطع من متاع المتوفَّى من الذهب، نَخُصُّ بالذكر منها جعران قلب مصنوع من الحجر الرملي نقش على قاعدته الفصل الثلاثون من «كتاب الموتى» في عشرة أَسْطُر باسم ملكة لم يُعرف اسمها بعدُ، ونقش على ظهر هذا الجعران اسم الملك «حرسيوتف»، (راجع: Nuri, Ibid. 171, Pl. CXXV. B).
والظاهر أن هذا الجعران كان مخصصًا لهذه الملكة المجهولة، ولكن الملك «حرسيوتف» قد اغتصبه لنفسه، كما يحدث كثيرًا في الآثار المصرية والنوبية، ومما هو جديرٌ بالذكر أنه قد وُجدتْ عدةُ أَجْزَاء مِن جُمْجُمة هذا الملك، وتدلُّ شواهدُ الأحوال على أنه قد مات في سن مبكرة، وأنه كان قَوِيَّ الجُمجمة، وأن سلالته ترجع إلى بقايا الجنس الأبيض الذي كان الشمال الغربي من «إفريقيا»، (راجع: Nuri, Ibid. p. 222)، وقد عُثر لهذا الملك على عدة أوان من الفخار، كما وُجدت قطعٌ من المرمر والفضة والذهب في هرمه مما تركه اللصوصُ، (راجع: Nuri Ibid. pp. 221–224.: J.E.A. Vol. 35, p. 143).
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة