آثار الملك نقطانب الثاني في (الاسكندرية)
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج13 ص 318 ــ 319
2025-06-20
480
تابوت الفرعون «نقطانب» الثاني، عُثر على هذا التابوت في «الإسكندرية»، وهو محفوظٌ الآن بالمتحف البريطاني، وهو مصنوعٌ من حجر البرشيا، ومزيَّن من الداخل بصور آلهة الموتى، ومعظمها الآن قد مُحي، ومن بين هؤلاء الآلهة أولاد «حور» الأربعة وهم «أمستي» و«حابي» و«دواموتف» و«قبح سنوف»، هذا بالإضافة إلى «أنوبيس» إله الموتى والتحنيط.
كما يُشاهَد على التابوت — عند رأس المتوفى وقدميه — صورتا الإلهتين «إزيس» و«نفتيس» ناشرتين أجنحتهما، وكل منهما راكعةٌ على رمز الذهب، ويشاهد حول حافة التابوت مِن أعلى شريطٌ مؤلفٌ من رموز الثبات والحماية، وخارج التابوت مغطًّى بسلسلة مُتُون ورُسُوم منقوشة من الفصول: الأول والثاني والثالث والسادس والثامن والتاسع، من الكتاب الذي يحمل عنوان: «ما يوجد في العالم السفلي»، وهذا الكتاب يُفسر لنا سير الشمس ليلًا في أقسام العالم السفلي الاثني عشر، وقد كان المقصودُ منها أنْ تكون بمثابة مرشد في هذا العالم الآخر، وتساعد أرواح الموتى لتمر من هذا العالم إلى العالم الآخر.
والقسم الأول: قد حفر في رأس التابوت المستدير، وهو يصفُ عالم الآخرة الذي مَرَّ فيه إلهُ الشمس في أول ساعة من ساعات الليل، وهذا الإقليمُ يُسَمَّى «نت رع»، ويشاهد في الصفين اللذَين في الوسط سفينة «رع» ومعه أتباعُهُ من الآلهة، وكذلك سفينة «أوزير» ومعه أتباعُهُ من الآلهة، وفوق هذا المنظر وأسفله نُشاهد آلهةً تغني أناشيد المديح للإله «رع» وهو في رحلته السفلية.
القسم الثاني: ويمثل إقليمًا في العالم السفلي، وهو محفورٌ في الجانب الأيمن من التابوت، ويحتوي على السفن السحرية التي يسبح بها «رع»، وهي تحتوي على القمر ورمز «حتحور» والإله الذي في صورة «ورل» وإلهة الحبوب، وفوق هذا المنظر وأسفله يوجد آلهةٌ مختلفةٌ يُشرفون على فُصُول السنة والحصاد … إلخ، وكذلك الذين يقومون بأداء حاجات إله الشمس، وينيرون طريقَه ويُهلكون أعداءه.
والقسم الثالث: يمثل إقليمًا يُدعَى «نت نب رع خبر أوت» حفر في الجانب الأيسر للتابوت ويحتوي على ثلاثة سُفُن، يوجد فيها آلهةٌ ساعدوا إله الشمس، وفوق هذه السفن وأسفلها يوجدُ الآلهة الذين أهلكوا العدو «سبا» وأتباعه وحرقوا بالنار الخارجة من أجسامهم كُلَّ أولئك الذين حالوا دون طريق إله الشمس، وهذه الآلهة جعلت النيل يجري.
القسم السادس: ويمثل الإقليم الذي يسمى «مجت-مو-نبت-دوات».
وقد حفر في الجانب الأيمن للتابوت بالقرب من موضع القدمين، ويحتوي على مسكن الملوك وأرواح العظماء وحجرات «رع»، والكائنات التي في هذا الإقليم قد عادتْ إلى الحياة عندما سمعتْ كلمات إله الشمس، وقامت له بخدمة.
والقسم الثامن: هو الذي يمثل الإقليم «تبات-تترو-س».
حفر على الجانب الأيسر للتابوت بالقرب من القدمين، ويحتوي على عدة دوائر أو مساكن للآلهة الذين عادوا إلى الحياة عندما ظهر إله الشمس، وأَدَّوْا خدماتهم، وناحوا عاليًا عندما غادرهم.
القسم التاسع: ويمثل الإقليم الذي يسمى «بست-عارو-عنخت-خبرو» وقد حفر على قدم التابوت، وفيه سكنُ الآلهة الذين كانوا يقدمون نورًا جديدًا ونارًا لإله الشمس، وجهزوا صورته المادية لولادة جديدة.
والفصول الستة الباقية من كتاب ما يوجد في عالم الآخرة «دوات»، يحتمل أنها كانت قد نُقشت على غطاء التابوت الذي هشم في الأزمان القديمة.
هذا، ويحتوي الجزء الأسفل من كل جانب من جوانب التابوت — وكذلك عند الرأس والقدم — على منتخب من كتاب المدائح الخاص بأشكال إله الشمس «رع» الخمسة والسبعين، وبه سبعٌ وثلاثون صورة من هذه الأشكال.
وهذا التابوتُ كان قد عُثِرَ عليه في ردهة عمارة بالإسكندرية، وكان قد أُهدي إلى «سنت أثناسيوس St. Athanasius»، حيث كان يستعمل بمثابة حمام منذ مائة سنة مضت، قبل نقله إلى المتحف البريطاني، وقد عمل فيه اثني عشر ثقبًا في جانبيه وطرفيه؛ ليتسرب الطين الذي كان يتخلف من مياه النيل في قاعه من الداخل، ويزنُ هذا التابوت الضخم ستةَ أطنان وحوالي ثلاثة أرباع الطن وطوله 10 أقدام وثلاث بوصات ونصف، وعرضه خمس أقدام وثلاث بوصات وثلاثة أرباع البوصة وارتفاعه ثلاث أقدام وعشر بوصات وثلاثة أرباع البوصة.
راجع: Description de l’Egypte V. Pl. 40-41, X. p. 525–9; Guide Brit, Mus. p. 396, Fig. 219, p. 87 Fig. 33, p. 215 Fig. 115; Guide Brit, Mus. Sculptures, p. 248-9, No. 923 & Pl. XXXII, XXXII; Budge, Egypt, Sculptures in the Brit, Mus. p. 20-21, Pl. XLIV.
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة