آثار الملك نقطانب الثاني (سمنود)
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج13 ص 312 ــ 314
2025-06-18
521
معبد «أنوريس-شو» في «سمنود» جدده «نقطانب» الثاني، احتفظت بلدة «سمنود» باسمها القديم فهو محرف عن المصرية القديمة «ثاب نتر»؛ أي «بلدة العجل المقدس» ومن ثم اشتق الاسم الحالي من «سابنوتي» البابلي والقبطي «تمنوتي» والعربي «سمنود»، و«سمنود» عاصمة المقاطعة الثانية عشرة من مقاطعات الوجه البحري، وكان معبودُها هو الإله «أنحور = أنوريس»، وكان في المدينة معبد لعبادة الإله «أنحور» هذا، وكانت تعبد فيه كذلك الإلهة «حتحور» باسم «حوريت» محبوبة «أنحور»، وكانت أم «أنحور» هي الإلهة «تفنت»، وهو نفسه ابن الإله «شو»، وتدل شواهدُ الأحوال على أنه في هذه المدينة قد أقام الملك «نقطانب» الثاني معبدًا لهذا الإله؛ فقد وجد فيه «نافيل»، (راجع: Naville, Mound of the Jews Pl. VI).
قطعًا من الجرانيت باسم نقطانب الثاني، واحدةٌ منها عليها صورة إله النيل، ووُجدت قطعةٌ باسم هذا الملك، وعليها حامل قربان بنيت في جامع، (راجع: Porter & Moss IV p. 43)، أما الأثري أحمد كمال فقد عثر على قطعتين من الجرانيت الرمادي عرض الأولى 1٫20 مترًا وطولها 0٫80 مترًا وسمكها 0٫60 مترًا، وقد مثل عليها الملك واقفًا يقدم قربانًا ونقش لقبه «سنزم-اب-رع» المختار من «أنحور»، ثم مثل الملك ماشيًا أمامه الحياة والثبات والعافية، ثم بقية ثلاثة أسطُر جاء فيها:
(1) … «شو» ابن «رع» رب «سمنود» إنه يحفر لك …
(2) ...
(3) كل … وكل السلامة وكل فرح القلب مثل «رع» أبديًّا.
والقطعة الثانية: من الجرانيت الرمادي عرضها 1٫25 مترًا وطولها 0٫80 مترًا باسم «نقطانب» الثاني، وقد نُقش عليها لقب هذا الفرعون، ثم قربان يقدمه الملك، ولدينا بعد ذلك ثلاثة أسطر جاء فيها:
(1) نخت حور حبت «محبوب» «أنحور» إنك تعطيه حماية الأراضي عندما يظهر على عرش «رع» عائشًا مثل «رع» أبديًّا.
(2) «حور» قوي الوجه والساعدين القاطن في «نبو» (تل أدفينا)، إنه يمنحك كل شيء طيب يخرج من الأرض.
(3) «سنزم-اب-رع» المختار من «أنحور» لقد أحضر إليك بيت «شو» ابن «رع» رب «سمنود» …
هذا، وقد ذكر «نافيل» (راجع: Rec. trav. X. p. 57)، أنه من بين قطع هذا المعبد يوجد بقايا قائمة بأسماء المقاطعات من عهد الملك «نقطانب» الثاني.
والظاهر من النقوش السالفة الذكر هنا أن المحراب الجديد الذي أقامه هذا الفرعون كان يسمى بيت «شو» وهو بالإغريقية Pherso وفي عهد الملك «نقطانب» الثاني قد عملت إصلاحاتٌ في المعبد القديم، وأُضيف إليه جزءٌ جديد، والظاهرُ أنه كان قد تم الإصلاحُ والإضافة في السنة السادسة عشرة من حكم هذا الفرعون، ولكن قد بقي نقش الرموز الهيروغليفية الخاصة بالمحراب.
والظاهرُ — على حسب القصة الإغريقية — أن الموظف الذي كان مكلفًا بهذه الأعمال قد تَوانى كثيرًا في انجازها، وعلى أثر هذا الإهمال ظهر الإله «أنوريس Ares»، وهو إله الإغريق، في المنام للفرعون وخاطب «إزيس» شاكيًا «ساموس Samous» الذي كان قد وكل إليه أعمال المعبد، وقال الإله إن الحاكم قد أهمل معبدي، وإن أعمال المحراب قد بقيتْ لهذا السبب لم يتم غيرُ نصفها، وعندئذٍ استيقظ الملكُ من نومه وأمر بأن يرسل على وجه السرعة إلى «سمنود» في أعماق الإقليم في طلب الكاهن الأعظم وكاهن «أنوريس»، وعند وصولهما إلى القصر سأله الملك: ما هي الأعمال الباقية التي لم تتم في معبد «فرسو» (معبد شو)؟ فأجابه أن كل شيء قد تم إلا حفر الهيروغليفي على الجدران المصنوعة من الحجر، وبإذن من الملك كلف مهندس العمارة «بتيزيس» أحد مواطني بلدة «أفروديت» بإنهاء هذه الأعمال في مائة يوم، (راجع: Naville, Mound of the Jews p. 25-26, Pl. VI A; Ahmed Kamal A.S. 7 (1907) p. 88-89).
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة