العلاقة بين السياحة والأمن والعوائق التي تواجه الأمن السياحي
المؤلف:
د . مصطفى يوسف كافي
المصدر:
فلسفة اقتصاد السياحة والسفر
الجزء والصفحة:
ص250 - 253
2025-06-15
461
خامساً - العلاقة بين السياحة والأمن:
يعد الأمن السياحي مقوماً هاماً من مقومات السياحة في أي بلد من بلدان العالم، والعمود الفقري تستند عليها الحركة السياحية، كما تعد من متممات الطلب السياحي في أي موقع سياحي من العالم، حيث أن صناعة السياحة اليوم لا تقتصر على الاهتمام بالمنتج السياحي والقدرة على تسويقه وترويجه فحسب، بل، أيضاً، على حماية مستهلكي هذا المنتج وتوفير الأمن والأمان والسلامة لهم.
كما أن العلاقة دائماً طردية بين السياحة والأمن، وأينما يكون الأمن مستتباً تكون السياحة مزدهرة وحيثما يفقد الأمن والاستقرار تتقلص وتتلاشى فرص نجاح السياحة، ولهذا يقال أن السياحة متلازم ومترابط بشكل قوي ومتين مع الأمن وذلك على النحو التالي:
1- إن التقدم والازدهار السياحي يحتاج إلى تخطيط أخلاقي، والتخطيط يعتمد على عدة عوامل منها: الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والطبيعية والبشرية والمقومات السياحية والإمكانات المتاحة والمتوقعة ولا يمكن نجاح التخطيط والتنبؤ بمعرفة مستقبل هذه العوامل في ظل ظروف غير آمنة وغير مستقرة.
2- تنفيذ الخطط يحتاج إلى أمن واستقرار وإلا سيبقى الخطط المنجزة حبراً على ورق إذا لم تترجم إلى واقع ومشروعات قابلة للتنفيذ.
3- العلاقة تبادلية بين السياحة والأمن. حيث انعدام الأمن والأخلاق ينعدم معه قيام وازدهار صناعة السياحة والضيافة الأخلاقية.
4- ثبات الأمن والاستقرار يتيح الفرصة لاستغلال الموارد الطبيعية والبشرية وتوظيفها مما يحقق تقدماً اجتماعياً ونمواً اقتصادياً.
5- استتباب الأمن في أي دولة يشكل عامل جذب للسياح وتكسب الدولة سمعة طيبة عالمياً وإقليمياً ويعزز من مردودها الاقتصادي.
6 ـ ملازمة الأمن لصناعة السياحة، فصناعة السياحة تفرض على أي دولة سياحية ان تؤمن الاحتياجات وإشباع الرغبات المشروعة والخدمات المناسبة للسياح بشكل آمن من لحظة وصولهم إلى لحظة مغادرتهم البلاد.
ويتضح ارتباط الأمن بالسياحة من وجهتين متلازمتين:
الوجهة الأولى: هو انتقال السائح من موطنه إلى الدولة الأخرى بذاته وإن الإنسان بطبيعته يحتاج إلى أن يكون أمناً على نفسه بالذات وكيانه الإنساني، وهذا أغلى ما يملكه الإنسان هو عمره وسلامته.
أما الوجهة الثانية: كون السياحة تقوم على الإنفاق فإن السائح أيضاً يخاف على ماله وينشد السلامة لنفسه ولماله، وكما يقال أن رأس المال جبان أمام الأخطار كالاعتداءات المادية على الممتلكات والأرواح والمنشآت والتأميم والمصادرة وفرض الضرائب الباهظة، كما أن الإرهاب وما يقود معه من حوادث الحريق والتخريب والسرقة والقتل والاختطاف والرشاوي والكوارث والتهريب والتدليس والغش، أصبح يشكل خطراً على السياحة والسائح استثماراً وممارسة.
كما تتجلى العلاقة بين الأمن والسياحة، بأنها علاقة متلازمة، وخاصة في مجال ازدهار السياحة والتنمية الشاملة بشكل عام بما يكفل الاستقرار لكل مشاريع الإنماء السياحي، وزيادة الاستثمارات الاقتصادية وخاصة في قطاع السياحة، وتوفير وتوليد فرص العمل، والتطور الحضاري وخفض تكاليف الجريمة وكل ذلك مرهون بتوفير المناخ الآمن، ولعل أكبر العقبات التي تواجه السياحة هي: الأزمات السياسية والأمنية والاضطرابات الداخلية والأحداث العالمية من حروب ومشاهد الإرهاب الدولي.

سادساً: العوائق التي تواجه الأمن السياحي:
- قلة البحوث والدراسات والاستفتاءات واستطلاعات الرأي عن الأمن السياحي.
- عدم انتشار الثقافة السياحية في المجتمعات العربية بشكل عام فضلاً عن نقص في الكوادر البشرية المؤهلة في هذا المجال.
- ضعف التنسيق بين الدول العربية في قطاع السياحة.
- محدودية التنسيق بين وسائل الإعلام العربي في مجال الإعلام السياحي.
- قصور وسائل الثقافة السياحية على الطبقة المثقفة وعدم التوجه إلى السواد الأعظم من الشعب.
ـ عدم اهتمام برامج الأطفال بنشر الثقافة السياحية.
ـ قلة الاعتمادات المالية لقطاع السياحة.
ـ هناك عوائق أخرى في مجال الأمن السياحي يحتاج لنشر الوعي السياحي بأهمية الأمن السياحي وعمد تناول ذلك في مناهج التربية والتعليم.
ـ نقص في العمالة المدربة في قطاع السياحي.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم الاقتصاد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة