لوحات القنال
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج13 ص 33 ــ 34
2025-05-23
469
لقد عرفت حتى الآن أجزاء متون لوحات ثلاث من عهد الملك «دارا» الفارسي، كانت قد نُصبت على طُول القناة الموصلة بين النيل والبحر الأحمر، وسنُشير اليها هنا بالأرقام 8، 9، 10. وتدلُّ شواهدُ الأحوال على أنه كانت توجد لوحةٌ رابعةٌ، غير أنَّنَا لا نعرف عنها إلا مكانها، وقد عرفت بلوحة السربيوم. وكانت منصوبة في البُقعة الواقعةِ بين «بحيرة التمساح» و«البحيرات المرة»، وقد ظن خطأ مهندسو الحملة الفرنسية أنَّ الخرائبَ التي وُجدت فيها هذه اللوحةُ هي خرائبُ السربيوم التي يتحدث عنها «أنطوان» في دليلة (راجع: descr. De l’egypte antiquites 5, 149-150 et 6, 279) وقد ظل اسم السربيوم يُطلق على هذا المكان حتى الآن، هذا وقد عملت حفائرُ في هذا المكان عام 1884م، قام بها «كليرمون جانو Clermont ganeau»، وفي عام 1886م وصل إلى متحف «اللوفر» 23 أو 25 قطعةٌ صغيرةٌ من اللوحة، عليها نقوشٌ مصرية قديمة، غير أنها اختفتْ بعد ذلك بعامين، وهذه اللوحاتُ الأربعُ كانت مُقامة — بالضبط — على الشاطئ الأيمن للقناة، تجاه البحر الأحمر، على مرتفعات من الأرض، وقد أُقيمتْ بحيث كانت تراها السفنُ التي تسير في القناة، يدلُّ على ذلك كِبَرها وأهمية القواعد التي أُقيمت عليها، وكذلك اختيار الأماكن التي أُقيمت فيها (lepsius, monatsber. K. p. Ak. Der wiss zu berlin, 1866-(1867) 287).
وقد وُجد في كُل موقع من مواقع هذه اللوحات قطعٌ من النقوش الهيروغليفية والمسمارية، ووجدت على اللوحة رقم 9 نقوشٌ هيروغليفية ومسماريةٌ، على الوجهين المقابلين، ومن المحتمل ان هذا الترتيب كان قد اتُّبع في اللوحة رقم 10، غير أنه في اللوحة التي وُجدت في «تل المسخوطة» — وهي اللوحة الثامنة — كان كلٌّ من المتنين الهيروغليفي والمسماري مكتوبًا على لوحة خاصة — كما يقول الأثريُّ جولنشيف (راجع: posener, Ibib p. 50 no. 5).
ويُلحظ أن المتن المسماري كان يحتوي على ثلاث رواياتٍ، واحدةٌ بالفارسية القديمة، والثانيةُ بالبابلية، والأخيرة بالعيلامية، وقد ذكر عليها الألقابُ الملكيةُ والمرسوم الخاص بعقيدة «أهوراماذدا» هذا بالإضافة إلى مختصرٍ خاصٍّ بشق القناة وبسياحة أُسطول مصري إلى «فارس» ولم يبق محفوظًا لنا — بصورة تامة — على وجه التقريب إلا اللوحةُ رقم 9 والظاهرُ أن اللوحتين 8، 10 كانتا مُوَحَّدَتَيْن بالتاسعة (راجع: scheil, rev. d’assyr, 27 p. 93 & 95–97) ولكن الوثائق تعوزنا للتأكُّد من ذلك.
وعندما نَبدأُ بفحص النقوش الهيروغليفية التي على هذه اللوحات؛ تزداد مصاعبُنا في الوُصُول إلى ترجمة مستقيمة؛ وذلك لأنه لم تصل إلينا لوحةٌ واحدةٌ من هذه اللوحات سليمة، ويُلْحَظ أنَّ كُلَّ واحدةٍ منها تحتلُّ في مساحتها ثلاثة أضعاف ما يحتويه المتنُ المسماري، وقد قُسمت ثلاثة صفوف، الصفُّ الأعلى، ويظهر أنه موحَّد في اللوحتين الثامنة والتاسعة، ويحتمل أنه كذلك مُوَحَّدٌ في اللوحة العاشرة، والصف الثاني من اللوحة التاسعة يظهر أنه وُضع فوق الصف الثاني من اللوحة الثامنة.
ولكن نجد هنا أن التقريبَ بين هذا المتن وما جاء على اللوحة العاشرة تقوم في وجههه اعتراضاتٌ، والصف الثالث، وهو الذي يحتوي على ذِكر الحوادث التي احتفل بها؛ وصل الينا في حالةٍ سيئةٍ حتى إنه أصبح من المتعذِّرِ أن نصل إلى أي حدٍّ كان مُوَحَّدًا على اللوحات الثلاث، وكل ما يُمكن الإدلاءُ به في هذا الصدد هو أنَّ الصف الثالث في اللوحات الثلاث يحتوي على رواياتٍ هامة.
التأريخ: نقرأ على اللوحة العاشرة السطر 22 الرقم 24 غير أنه ليس مؤكدًا إذا كان هذا الرقم خاصًّا بتأريخ أم لا؟ وإذا اتخذنا أساسنا كيفية كتابة اسم «دارا» فإن لوحات القناة لا بد أنها كانت بعد السنة السابعة والعشرين من حُكم هذا العاهل، غير أنَّ قيمةَ هذا المعيار فيها شَكٌّ، ويجب أن ترجع الحوادث التي جاء ذكرها في هذه النقوش إلى أوائل حُكم الملك «دارا» ويؤكد لنا ذلك قائمة البلاد التي ذكرت — على ما يظهر في الصف الثاني.
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة