معنى قوله تعالى : فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص61-62.
2025-04-16
605
معنى قوله تعالى : فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ
قال تعالى : {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأنفال : 57].
قال الشيخ الطبرسي : حكم سبحانه في هؤلاء الناقضين للعهود ، فقال لنبيه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ معناه : فإما تصادفنهم في الحرب أي : إن ظفرت بهم وأدركتهم فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ أي : فنكل بهم تنكيلا ، وأثر فيهم تأثيرا ، يشرد بهم من بعدهم ، ويطردهم ، ويمنعهم من نقض العهد ، بأن ينظروا فيهم ، فيعتبروا بهم ، فلا ينقضوا العهد ، ويتفرقوا في البلاد ، مخافة أن تعاملهم بمثل ما عاملتهم به ، وأن يحل بهم ما حل بهم . . . وقيل ، معناه : افعل بهم فعلا من القتل تفرق بهم من خلفهم .
وقيل : إن معنى فَشَرِّدْ بِهِمْ : سمع بهم بلغة قريش ، قال الشاعر :
أطوف في النواطح كل يوم * مخافة أن يشرد بي حكيم « 1 »
{ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } أي : لكي يتذكروا ويتعظوا وينزجروا عن مثل ذلك « 2 » .
_____________
( 1 ) وفي اللسان الأباطح بدل النواطح . وحكيم رجل من بني سليم كانت قريش ولته الأخذ على أيدي السفهاء .
( 2 ) مجمع البيان : ج 4 ، الطبرسي ، ص 484 .
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة