معنى قوله تعالى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص213-214.
2025-04-08
751
معنى قوله تعالى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا
قال تعالى : {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [يونس : 5]
قال أبو ذرّ الغفاري ( رحمه اللّه ) : كنت آخذا بيد النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ونحن نتماشى جميعا ، فما زلنا ننظر إلى الشّمس حتّى غابت ، فقلت : يا رسول اللّه ، أين تغيب ؟
قال : « في السّماء ، ثمّ ترفع من سماء إلى سماء ، حتّى ترفع إلى السّماء السابعة العليا ، حتى تكون تحت العرش ، فتخرّ ساجدة ، فتسجد معها الملائكة الموكّلون بها ، ثمّ تقول : يا ربّ ، من أين تأمرني أن أطلع ، أمن مشرقي أو من مغربي ؟ فذلك قوله عزّ وجلّ : {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } [يس : 38] يعني بذلك صنع الربّ العزيز في ملكه ، العليم بخلقه - قال - فيأتيها جبرائيل عليه السّلام بحلّة ضوء من نور العرش ، على مقدار ساعات النهار ، على طوله في أيّام الصّيف ، أو قصره في الشّتاء ، أو ما بين ذلك في الخريف والرّبيع - قال - فتلبس تلك الحلّة كما يلبس أحدكم ثيابه ، ثمّ ينطلق بها في جوّ السّماء حتّى تطلع من مطلعها » . قال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « فكأنّي بها وقد حبست مقدار ثلاث ليال ، ثمّ لا تكسى ضوءا وتؤمر أن تطلع من مغربها ، فذلك قوله عزّ وجلّ : {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} [التكوير : 1، 2].
والقمر كذلك من مطلعه ومجراه في أفق السّماء ومغربه ، وارتفاعه إلى السّماء السابعة ، ويسجد تحت العرش ، ثمّ يأتيه جبرائيل بالحلّة من نور الكرسي ، فذلك قوله عزّ وجلّ : {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا} [يونس : 5] » . قال أبو ذر ( رحمه اللّه ) : ثم اعتزلت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وصلّينا المغرب « 1 ».
______________
( 1 ) التوحيد : ص 280 ، ح 7 .
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة