معنى قوله تعالى : وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص335-336.
2025-03-23
697
معنى قوله تعالى : وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا
قال تعالى : {وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75) إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ } [القصص: 75 - 78].
قال علي بن إبراهيم - في راية أبي الجارود - قال أبو جعفر عليه السّلام في قوله تعالى : وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً يقول : « من كل فرقة من هذه الأمة إمامها فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ » « 1 ».
وقال علي بن إبراهيم ، في قوله : إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ والعصبة : ما بين العشرة إلى تسعة عشر . قال : كان يحمل مفاتح خزائنه العصبة أولوا القوّة ، فقال قارون كما حكى اللّه : إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي يعني ماله ، وكان يعمل الكيمياء ، فقال اللّه : أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ .
أي لا يسأل من كان قبلهم عن ذنوب هؤلاء « 2 ».
وقال علي بن أبي طالب ( صلوات اللّه عليهم ) ، في قول اللّه عزّ وجلّ : وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا ، قال : « لا تنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك أن تطلب بها الآخرة » « 3 ».
________________
( 1 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 143 .
( 2) تفسير القمي : ج 2 ، ص 143 .
( 3 ) أمالي الصدوق : ص 189 ، ح 10 .
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة