معنى قوله تعالى كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص94-95.
2025-03-17
726
معنى قوله تعالى كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ
قال تعالى : {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ} [الحجر: 89، 90].
قال الشيخ الطبرسيّ ( رحمه اللّه تعالى ) : {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ} ، معناه : وقل إني أنا المعلم بموضع المخافة ليتقي المبين لكم ما تحتاجون إليه ، وما أرسلت به إليكم كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ، قيل : فيه قولان :
1 - إن معناه أنزلنا القرآن عليك كما أنزلنا على المقتسمين ، وهم اليهود والنصارى . الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ أي : فرقوه وجعلوه أعضاء كأعضاء الجزور ، فآمنوا ببعضه ، وكفروا ببعضه ، عن قتادة ، قال : آمنوا بما وافق دينهم ، وكفروا بما خالف دينهم .
2 - وقيل : سماهم مقتسمين ، لأنهم اقتسموا كتب اللّه تعالى فآمنوا ببعضها ، وكفروا ببعضها ، . . . والآخر : إن معناه إني أنذركم عذابا كما أنزلنا على المقتسمين الذين اقتسموا طرق مكة ، يصدون عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، والإيمان به ، قال مقاتل . وكانوا ستة عشر رجلا بعثهم الوليد بن المغيرة أيام الموسم ، يقولون لمن أتى مكة : لا تغتروا بالخارج منا ، والمدعي النبوة ، فأنزل اللّه بهم عذابا ، فماتوا شر ميتة ، ثم وصفهم فقال : الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ أي جزأوه أجزاء ، فقالوا : سحر ، وقالوا : أساطير الأولين ، وقالوا : مفترى . . .
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة