مواساة الله تعالى لأنبيائه
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص14-15.
2025-02-27
871
مواساة الله تعالى لأنبيائه
قال تعالى : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} [إبراهيم : 13، 14].
قال الشيخ الطبرسيّ ( رحمه اللّه تعالى ) : {وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا} أي : من بلادنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا أي :
إلا أن ترجعوا إلى أدياننا ومذاهبنا التي نحن عليها فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ أي : فأوحى اللّه إلى رسله لما ضاقت صدورهم بما لقوا من قومهم : إنا نهلك هؤلاء الظالمين الكافرين وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ، أي : لنسكننكم أرضهم من بعدهم ، يريد : اصبروا فإني أهلك عدوكم وأورثكم أرضهم ، وفي معناه ما جاء في الحديث من آذى جاره ورثه اللّه داره .
ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي ، أي : ذلك الفوز لمن خاف وقوفه للحساب والجزاء بين يدي في الموضع الذي أقيمه فيه ، وأضاف المقام إلى نفسه ، لأنهم يقومون بأمره وَخافَ وَعِيدِ أي : عقابي . وإنما قالوا : أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا وهم لم يكونوا على ملتهم قط ، إما لأنهم توهموا على غير حقيقة أنهم كانوا على ملتهم ، وإما لأنهم ظنوا بالنشوء أنهم كانوا عليها . . . « 1 ».
______________
( 1 ) مجمع البيان : ج 6 ، ص 66 .
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة