الرحمة غير الفضل من ناحية العطية
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج ١، ص350-351
2024-10-28
1348
الرحمة غير الفضل من ناحية العطية
قال تعالى : {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [آل عمران : 74].
قال السيد الطباطبائي : فلما كان الفضل بيد اللّه يؤتيه من يشاء وكان واسعا عليما أمكن أن يختص بعض عباده ببعض نعمه فإن له أن يتصرف في ملكه كيف يشاء وليس إذا لم يكن ممنوع التصرف في فضله وإتيانه عباده أن يجب عليه أن يؤتي كل فضله كل أحد فإن هذا أيضا نوع ممنوعية في التصرف بل له أن يختص بفضله من يشاء .
وقد ختم الكلام بقوله واللّه ذو الفضل العظيم وهو بمنزلة التعليل لجميع المعاني السابقة فإن لازم عظمة الفضل على الإطلاق أن يكون بيده يؤتيه من يشاء وأن يكون واسعا في فضله وأن يكون عليما بحال عباده وما هو اللائق بحالهم من الفضل وأن يكون له أن يختص بفضله من يشاء .
وفي تبديل الفضل بالرحمة في قوله يختص برحمته من يشاء دلالة على أن الفضل وهو العطية غير الواجبة من شعب الرحمة ، قال تعالى : {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 156] ، {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا} [النور: 21] ، وقال تعالى : {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} [الإسراء : 100] « 1 »
______________
( 1 ) تفسير الميزان : ج 3 ، ص 260 السيد الطباطبائي .
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة