استحباب النكاح
المؤلف:
د. السيد مرتضى جمال الدين
المصدر:
فقه المعاملات القرآني
الجزء والصفحة:
ص38-39
2023-11-12
2389
قال الشيخ المفيد في المقنعة: و من سنن الإسلام النكاح و ترك التعزب واجتناب التفرد فمن دعته الحاجة إلى النكاح ووجد له طولا فلم يتزوج فقد خالف سنة النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، و في النكاح فضل كثير لأنه طريق التناسل و باب التواصل، وسبب الألفة والمعونة على العفة و قد حث الله تعالى عليه و دعا عباده إليه فقال:
الاية الاولى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليم} [النور:32]
المقطع الاول: {وَ أَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَ الصَّالِحينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَ إِمائِكُمْ}
تفسير القمي: الأيامى جمع الأيِّم وهي المرأة التي ليس لها زوج[1]، ويطلق على الرجل الذي ليس له زوجه فكانوا في الجاهلية لا ينكحون الأيامى فأمر الله المسلمين أن ينكحوا الأيامى.
قال القطب الراوندي: هذا خطاب من الله تعالى للمكلفين من الرجال و النساء يأمرهم أن يزوجوا الأيامى اللواتي لهم عليهن ولاية وأن يزوجوا الصالحين المستورين الذين يفعلون الطاعات من المماليك و الإماء إذا كانوا ملكا لهم و الأيامى جمع أيم و هي المرأة التي لا زوج لها سواء كانت بكرا أو ثيبا .
قال الشيخ الايرواني: فالأيامى منكم أي من الاحرار، والصالحين من عبادكم أي عبيدكم، وامائكم أي من الاماء الصالحات، ومن ها هنا ورد فضل السعي في التزويج فالخطاب موجه الى المسلمين عامة والى اولياء العقد خاصة ان يتعاونوا على تهيئة مقدمات الزواج، وان كانت هذه الاية من الاوامر التي تدل على الوجوب ولكن اجماع المسلمين ان النكاح من المستحبات الاكيدة.
الكافي: بَابُ مَنْ سَعَى فِي التَّزْوِيجِ.
1- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَفْضَلُ الشَّفَاعَاتِ أَنْ تَشْفَعَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي نِكَاحٍ حَتَّى يَجْمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا.
2- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ: مَنْ زَوَّجَ أَعْزَبَ كَانَ مِمَّنْ يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه واله وسلم) مَنْ عَمِلَ فِي تَزْوِيجِ حَلَالٍ حَتَّى يَجْمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا زَوَّجَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا وَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا عِبَادَةُ سَنَة.
المقطع الثاني: {إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَليم}
من أهم موانع الزواج هو الفقر، لكن الله جل وعلا جعل من ابواب الرزق هو النكاح وهذه سنة قرآنية خفية تحتاج الى ايمان الانسان بكلام الله وحسن الظن بالله، عَنْهُ عَنِ الْجَامُورَانِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفالتَّمِيمِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ (عليهم السلام) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه واله وسلم) مَنْ تَرَكَ التَّزْوِيجَ مَخَافَةَ الْعَيْلَةِ فَقَدْ أَسَاءَ ظَنَّهُ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه، حتى ان الكليني جعل بابا باسم بَابُ أَنَّ التَّزْوِيجَ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ[2].
1- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حَرِيزٍ عَنْ وَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ: مَنْ تَرَكَ التَّزْوِيجَ مَخَافَةَ الْعَيْلَةِ فَقَدْ أَسَاءَ بِاللَّهِ الظَّنَّ، فان هذا يسبب خلل عقائدي .
2- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ص فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ فَقَالَ تَزَوَّجْ فَتَزَوَّجَ فَوُسِّعَ عَلَيْهِ، انظر كيف ان الزواج باب من ابواب الرزق.
3- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [عَنْ أَبِيهِ] عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه واله وسلم) شَابٌّ مِنَ الْأَنْصَارِ فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ فَقَالَ لَهُ تَزَوَّجْ فَقَالَ الشَّابُّ إِنِّي لَأَسْتَحْيِي أَنْ أَعُودَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَلَحِقَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ إِنَّ لِي بِنْتاً وَسِيمَةً فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ قَالَ فَوَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ [قَالَ] فَأَتَى الشَّابُّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه واله وسلم) فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه واله وسلم) يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ عَلَيْكُمْ بِالْبَاهِ[3].
4- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَامُورَانِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الْمُؤْمِنِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) الْحَدِيثُ الَّذِي يَرْوِيهِ النَّاسُ حَقٌّ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ (صلى الله عليه واله وسلم) فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ فَأَمَرَهُ بِالتَّزْوِيجِ فَفَعَلَ ثُمَّ أَتَاهُ فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ فَأَمَرَهُ بِالتَّزْوِيجِ حَتَّى أَمَرَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) [نَعَمْ] هُوَ حَقٌّ ثُمَّ قَالَ الرِّزْقُ مَعَ النِّسَاءِ وَالْعِيَالِ.
[1] تفسير القمي، ج2، ص: 102
[2] الكافي (ط - الإسلامية)، ج5، ص: 330
[3] ذكر في القاموس في( ب و ه) الباه- كالجاه-: النكاح و باهها: جامعها. و ذكر في المهموز اللام الباء: النكاح.( آت)
الاكثر قراءة في المعاملات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة