اقسام الخمس
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص50-51.
2025-10-26
12
اقسام الخمس
قال تعالى : {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنفال : 41].
قال العبد الصّالح عليه السّلام : « الخمس من خمسة أشياء : من الغنائم ، والغوص ، ومن الكنوز ، ومن المعادن ، والملّاحة « 1 » ، يؤخذ من كل هذه الصنوف الخمس ، فيجعل لمن جعله اللّه تعالى له ، ويقسم الأربعة أخماس بين من قاتل عليه وولي ذلك ، ويقسم بينهم الخمس على ستة أسهم :
سهم للّه ، وسهم لرسوله ، وسهم لذي القربى ، وسهم لليتامى ، وسهم للمساكين ، وسهم لأبناء السّبيل.
فسهم اللّه وسهم رسوله لأولي الأمر من بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وراثة ، فله ثلاثة أسهم : سهمان وراثة ، وسهم مقسوم له من اللّه ، وله نصف الخمس كملا ، ونصف الخمس الباقي بين أهل بيته ، فسهم ليتاماهم ، وسهم لمساكينهم ، وسهم لأبناء سبيلهم ، يقسم بينهم على الكتاب والسنّة ، ما يستغنون به في سنتهم ، فإن فضل منهم شيء فهو للوالي ، وإن عجز أو نقص عن استغنائهم كان على الوالي أن ينفق من عنده بقدر ما يستغنون به ، وإنما صار عليه أن يمونهم لأن له ما فضل عنهم .
وإنما جعل اللّه هذا الخمس خاصة لهم دون مساكين النّاس وأبناء سبيلهم ، عوضا لهم عن صدقات الناس ، تنزيلها من اللّه لهم لقرابتهم من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وكرامة من اللّه لهم عن أوساخ الناس ، فجعل لهم خاصة من عنده ، وما يغنيهم به من أن يصيّرهم في موضع الذّلّ والمسكنة ، ولا بأس بصدقة بعضهم على بعض .
وهؤلاء الذين جعل اللّه لهم الخمس هم قرابة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، الذين ذكرهم اللّه فقال : {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء : 214] وهم بنو عبد المطّلب أنفسهم ، الذكر منهم والأنثى ، ليس فيهم من أهل بيوتات قريش ، ولا من العرب أحد ، ولا فيهم ولا منهم في هذا الخمس من مواليهم ، وقد تحلّ صدقات الناس لمواليهم ، وهم الناس سواء ، ومن كانت أمّه من بني هاشم وأبوه من سائر قريش فإنّ الصدقات تحل له ، وليس له من الخمس شيء ، لأن اللّه تعالى يقول : {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب : 5] » « 2 ».
وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : فنحن واللّه الذين عنى اللّه بذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ، فينا خاصّة ، ولم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيبا ، وأكرم اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأكرمنا أن يعطينا أوساخ الناس ، والحمد للّه ربّ العالمين » « 3 ».
__________________
( 1 ) الملّاحة : منبت الملح . « الصحاح - ملح - 1 : 408 » .
( 2 ) الكافي : ج 1 ، ص 453 ، ح 4 .
( 3 ) كتاب سليم بن قيس : ص 126 .
الاكثر قراءة في المعاملات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة