مراتب الولاية ثلاثة: الشيعي، الموالي، المحب
المؤلف:
د. السيد مرتضى جمال الدين
المصدر:
فقه القرآن الميسر
الجزء والصفحة:
ص58
2023-09-05
3372
الشيعي : من المشايعة والمتابعة، والموالي ممن يتولى محمد وآل محمد، والمحب هو ممن يجب اهل البيت ولكن لم يتولوهم بحيث يأخذون معالم دينهم منهم، واليك هذا النص المحكم الذي يفرق بين الشيعي والموالي، كما ورد في تفسير الامام العسكري نأخذ جزأ منه.
تفسير الامام العسكري: [بَيَانُ مَعْنَى الشِّيعَةِ] وقَالَ الْإِمَامُ (عليه السلام) قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه واله وسلم): [يَا رَسُولَ اللَّهِ] فُلَانٌ يَنْظُرُ إِلَى حَرَمِ جَارِهِفَإِنْ أَمْكَنَهُ مُوَاقَعَةُ حَرَامٍ لَمْ يَنْزِعْ عَنْهُ! فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه واله وسلم) وقَالَ: ائْتُونِي بِهِ فَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ مِنْ شِيعَتِكُمْ مِمَّنْ يَعْتَقِدُ مُوَالاتَكَ ومُوَالاةَ عَلِيٍّ، ويَتَبَرَّأُ مِنْ أَعْدَائِكُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه واله وسلم): لَا تَقُلْ إِنَّهُ مِنْ شِيعَتِنَا فَإِنَّهُ كَذِبٌ، إِنَّ شِيعَتَنَا مَنْ شَيَّعَنَا وتَبِعَنَا فِي أَعْمَالِنَا، ولَيْسَ هَذَا الَّذِي ذَكَرْتَهُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مِنْ أَعْمَالِنَا.
وَقِيلَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ [وإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، ويَعْسُوبِ الدِّينِ، وقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، ووَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ: إن فُلَانٌ مُسْرِفٌ عَلَى نَفْسِهِ بِالذُّنُوبِ الْمُوبِقَاتِ، وهو مَعَ ذَلِكَ مِنْ شِيعَتِكُمْ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) : قَدْ كُتِبَتْ عَلَيْكَ كَذِبَةٌ أَو كَذِبَتَانِ، إِنْ كَانَ مُسْرِفاً بِالذُّنُوبِ عَلَى نَفْسِهِ، يُحِبُّنَا ويُبْغِضُ أَعْدَاءَنَا، فَهو كَذِبَةٌ وَاحِدَةٌ، هو مِنْ مُحِبِّينَا لَا مِنْ شِيعَتِنَا وإِنْ كَانَ يُوَالِي أَو لِيَاءَنَا ويُعَادِي أَعْدَاءَنَا، ولَيْسَ [هو ] بِمُسْرِفٍ عَلَى نَفْسِهِ [فِي الذُّنُوبِ] كَمَا ذَكَرْتَ فَهو مِنْكَ كَذِبَةٌ، لِأَنَّهُ لَا يُسْرِفُ فِي الذُّنُوبِ وإِنْ كَانَ [لَا][1] يُسْرِفُ فِي الذُّنُوبِ ولَا يُوَالِينَا ولَا يُعَادِي أَعْدَاءَنَا، فَهو مِنْكَ [كَذِبَتَانِ][2].
وقَالَ رَجُلٌ لِامْرَأَتِهِ: اذْهَبِي إِلَى فَاطِمَةَ (عليها السلام) بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه واله وسلم) فَسَلِيهَا عَنِّي، أَنَا مِنْ شِيعَتِكُمْ، أَو لَسْتُ مِنْ شِيعَتِكُمْ فَسَأَلَتْهَا، فَقَالَتْ (عليها السلام): قُولِي لَهُ: إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ بِمَا أَمَرْنَاكَ، وتَنْتَهِي عَمَّا زَجَرْنَاكَ عَنْهُ فَأَنْتَ مِنْ شِيعَتِنَا، وإِلَّا فَلَا.
فَرَجَعْتُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: يَا وَيْلِي ومَنْ يَنْفَكُّ مِنَ الذُّنُوبِ والْخَطَايَا، فَأَنَا إِذَنْ خَالِدٌ فِي النَّارِ، فَإِنَّ مَنْ لَيْسَ مِنْ شِيعَتِهِمْ فَهو خَالِدٌ فِي النَّارِ فَرَجَعَتِ الْمَرْأَةُ فَقَالَتْ لِفَاطِمَةَ (عليها السلام) مَا قَالَ لَهَا زَوْجُهَا.
فَقَالَتْ فَاطِمَةُ (عليها السلام): قُولِي لَهُ: لَيْسَ هَكَذَا [فَإِنَ] شِيعَتَنَا مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وكُلُّ مُحِبِّينَا ومُوَالِي أَو لِيَائِنَا، ومُعَادِي أَعْدَائِنَا، والْمُسَلِّمُ بِقَلْبِهِ ولِسَانِهِ لَنَا- لَيْسُوا مِنْ شِيعَتِنَا إِذَا خَالَفُوا أَو امِرَنَا ونَوَاهِيَنَا- فِي سَائِرِ الْمُوبِقَاتِ، وهُمْ مَعَ ذَلِكَ فِي الْجَنَّةِ، ولَكِنْ بَعْدَ مَا يُطَهَّرُونَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ بِالْبَلَايَا والرَّزَايَا، أَو فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ بِأَنْوَاعِ شَدَائِدِهَا، أَو فِي الطَّبَقِ الْأَعْلَى مِنْ جَهَنَّمَ بِعَذَابِهَا- إِلَى أَنْ نَسْتَنْقِذَهُمْ- بِحُبِّنَا- مِنْهَا، ونَنْقُلَهُمْ إِلَى حَضْرَتِنَا.
[1] ( 1). استظهرها في« ص» وهو الصّحيح.
[2] ( 2). عنه البحار والبرهان المتقدّمين.
الاكثر قراءة في العبادات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة