علي بن أحمد بن سلك الفالي
المؤلف:
ياقوت الحموي
المصدر:
معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة:
ج3، ص541-543
29-06-2015
5895
بالفاء.
وليس بأبي علي القالي بالقاف ذلك آخر اسمه إسماعيل له ترجمة في بابه. وكنية هذا
أبو الحسن يعرف بالمؤدب من أهل بلدة فالة موضع قريب من أيدج انتقل إلى البصرة
فأقام بها مدة وسمع بها من عمر بن عبد الواحد الهاشمي وغيره وقدم بغداد فاستوطنها،
وكان ثقة له معرفة بالأدب والشعر ومات فيما ذكره الخطيب في ذي القعدة سنة ثمان
وأربعين وأربعمائة ودفن بمقبرة جامع المنصور. وكان يقول الشعر ومنه: [الطويل]
(تصدر للتدريس كل مهوس ... بليد يسمى بالفقيه المدرس)
(فحق
لأهل العلم أن يتمثلوا ... ببيت قديم شاع في كل مجلس)
(لقد هزلت حتى بدا من هزالها ... كلاها وحتى
سامها كل مفلس)
وكتب
عنه الخطيب:
قال أبو زكرياء يحيى بن علي الخطيب التبريزي:
أنشدنا أبو الحسن الفالي لنفسه: [الكامل]
(لما تبدلت المنازل أوجها ... غير الذين عهدت من
علمائها)
(ورأيتها محفوفة بسوى الألى ... كانوا ولاة
صدورها وفنائها)
(أنشدت بيتا سائرا متقدما ... والعين قد شرقت
بجاري مائها)
(أما الخيام فإنها كخيامهم ... وأرى نساء الحي
غير نسائها)
وحدث أبو زكرياء التبريزي قال: رأيت نسخة لكتاب
الجمهرة لابن دريد باعها أبو الحسن الفالي بخمسة دنانير من القاضي أبي بكر بن بديل
التبريزي وحملها إلى تبريز فنسخت أنا منها نسخة فوجدت في بعض المجلدات رقعة بخط
الفالي فيها: [الطويل]
(أنست بها عشرين حولا وبعتها ... فقد طال شوقي
بعدها وحنيني)
(وما كان ظني أنني سأبيعها ... ولو خلدتني في
السجون ديوني)
(ولكن لضعف وافتقار وصبية ... صغار عليهم تستهل شئوني)
(فقلت ولم أملك سوابق عبرة ... مقالة مشوي
الفؤاد حزين)
(وقد تخرج الحاجات يا أم مالك ... كرائم من رب
بهن ضنين)
فأريت
القاضي أبا بكر الرقعة والأبيات فتوجع وقال: لو رأيتها قبل هذا لرددتها عليه وكان
الفالي قد مات.
قال المؤلف والبيت الأخير من هذه الأبيات تضمين
قاله أعرابي فيما ذكره الزبير بن بكار عن يوسف بن عياش قال: ابتاع حمزة بن عبد
الله بن الزبير جملا من أعرابي بخمسين دينارا ثم نقده ثمنه فجعل الأعرابي ينظر إلى
الجمل ويقول: [الطويل]
(وقد تخرج الحاجات يا أم مالك ... كرائم من رب
بهن ضنين)
فقال له حمزة: خذ جملك والدنانير لك. فانصرف
بجمله وبالدنانير. وله أرجوزة في عدد آي القرآن أولها: [الرجز]
(قال علي مذ أتى من فاله ... قصيدة واضحة المقاله)
وأنشد
السمعاني في ((المذيَّل)) بإسناد له
لأبي الحسن الفالي: [السريع]
(فرجت صبياني ببستانكم ... فأكثروا التصفيق والرفصا)
(فقلت يا صبيان لا تفرحوا ... فبسرهم في نخلهم يحصى)
(لو قدم الليث على نخلهم ... لكان من ساعته يحصا)
(لو أن لي من نخلهم بسرة ... جعلتها في خاتمي فصا)
وأنشد أبو القاسم الدمشقي الحافظ بإسناد له لأبي
الحسن الفالي:
(رمى رمضان شملنا بالتفرق ... فيا ليته عنا تقضى
لنلتقي)
(لئن سر أهل الأرض طرا قدومه ... فإن سروري
بانسلاخ الذي بقي)
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة