الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
التلميح
المؤلف:
علي بن نايف الشحود
المصدر:
الخلاصة في علوم البلاغة
الجزء والصفحة:
ص96
26-03-2015
5382
هو الإشارةُ إلى قصةٍ معلومةٍ(1)، أو شعرٍ مشهورٍ أو مثلٍ سائرٍ، من غير ذكرهِ،
فالأول-وهو الإشارةُ إلى قصة معلومةٍ نحو قول الشاعر (2):
يا بَدْرُ أهلكَ جارُوا ... وعلَّموكَ التجَرِّي
وقبَّحوا لكَ وَصْلي ... وحَسَّنُوا لكَ هَجْري
فلْيَفْعَلوا ما يشاءوا .. . فإنَّهمْ أَهلُ بدرِ (3)
وكقوله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام : {قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} سورة يوسف(64)، أشار يعقوبُ في كلامٍ هنا لأولاده، بالنسبة إلى خيانتهِم السابقةِ في أمر أخيهم يوسفَ عليه السلام . وهو قوله تعالى : {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ} سورة يوسف (13-14).
ونحو قول الشاعر (4):
فردتْ علينا الشمسُ والليلُ راغمٌ بشمسٍ لهم منْ جانب الخدرِ تطلعُ
فواللهِ ما أدري أأحلامُ نائمٍ أَلَمَّتْ بنا أَمْ كانَ في الرَّكْبِ يُوشَعُ (5)
والثاني- وهو الإشارةُ إلى شعرٍ مشهورٍ، نحو قول أبي تمام (6):
لعمروٌ مع الرمضاءِ والنارُ تلتظي أَرَقُّ وأَحفَى منكَ في ساعة ِ الكَرْبِ
والرمضاءُ: الأَرض الشديدةُ الحرّ، وأحفى: من حَفِيَ فلان، إِذا بالغ في إكرامه، وأظهر السرور والفرح، وأكثر السؤال عن حاله. والشاهدُ فيه: التلميحُ إلى البيتِ المشهورِ، وهو:
المُسْتَجيرُ بعَمْرٍو وعند كُرْبَتِهِ ... كالمستجير من الرَّمْضاءِ بالنَّارِ(7)
يضربُ لطالب الشيءِ بعد فوتهِ.
والثالث- وهو الإشارةُ إلى مثلٍ سائرٍ من غير ِذكره،ِ نحو قول الشاعر (8):
من غابَ عنكم نسيتموه وقلبهُ عندكم رهينه
أظنُّكم في الوفاءِ ممن صُحبتُه صُحبةَ السفينة
فهو يشير إلى مثل وضعه أبو نواس في بيت شعر وهو (9):
و من غابَ عن العينِ، فقدْ غابَ عنِ القَلْبِ
__________
(1) - نهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 304) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 131) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 431) وكتاب الكليات ـ لأبى البقاء الكفومى - (ج 1 / ص 463)
(2) - نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب - (ج 2 / ص 666) وزهر الأكم في الأمثال و الحكم - (ج 1 / ص 157) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 433) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 18)
(3) - أخرج القصة البخارى في صحيحه برقم( 3007 ) عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى رَافِعٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا - رضى الله عنه - يَقُولُ بَعَثَنِى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ قَالَ « انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً وَمَعَهَا كِتَابٌ ، فَخُذُوهُ مِنْهَا » . فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَةِ ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ فَقُلْنَا أَخْرِجِى الْكِتَابَ . فَقَالَتْ مَا مَعِى مِنْ كِتَابٍ . فَقُلْنَا لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ . فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا ، فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِى بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « يَا حَاطِبُ ، مَا هَذَا » . قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لاَ تَعْجَلْ عَلَىَّ ، إِنِّى كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِى قُرَيْشٍ ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا ، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ ، يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِى ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِى ، وَمَا فَعَلْتُ كُفْرًا وَلاَ ارْتِدَادًا وَلاَ رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلاَمِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « لَقَدْ صَدَقَكُمْ » . قَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِى أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ . قَالَ « إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ » -العقاص : جمع عقيصة أو عقصة وهى الضفائر
(4) - تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 110) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 13 / ص 433) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 84) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 431) وكتاب الكليات ـ لأبى البقاء الكفومى - (ج 1 / ص 463) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 18)
(5) - يشير إلى قصة يوشع بن نون عليه السلام ، فقد رواها أحمد في مسنده برقم( 8538) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلاَّ لِيُوشَعَ لَيَالِىَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ » وهو حديث صحيح .
(6) - العمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 139) والعمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 139) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 13 / ص 478) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 132) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 433) وكتاب الكليات ـ لأبى البقاء الكفومى - (ج 1 / ص 222)
(7) - معاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 433) وفصل المقال في شرح كتاب الأمثال - (ج 1 / ص 378) وتفسير أبيات المعاني من شعر أبي الطيب المتنبي - (ج 1 / ص 37) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 15)
(8) - الكشكول - (ج 1 / ص 197) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 18)
(9) - جمهرة الأمثال - (ج 1 / ص 194) وخزانة الأدب - (ج 4 / ص 181) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 31 / ص 30)
الاكثر قراءة في البديع
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
