الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
منزلة الشاعر في الجاهلية
المؤلف:
جرجي زيدان
المصدر:
تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة:
ج1، ص87-88
22-03-2015
26683
كان للقبيلة عدة شعراء، تقدم واحدا منهم تسمية شاعر القبيلة. وهي تهتم بإعداد الشاعر، كما تهتم بإعداد القائد والخطيب.. فيقال ان قائد القبيلة الفلانية فلان وفارسها فلان وشاعرها فلان (1) لان الشعراء حماة الاعراض وحفظة الاثار ونقلة الأخبار. وربما فضلوا نبوغ الشاعر فيهم على نبوغ الفارس، ولذلك كانوا اذا نبغ فيهم شاعر من قبيلة.. أتت القبائل الأخرى فهنأتها به وصنعت الأطعمة واجتمع النساء يلعبن بالمزاهر كما يصنعن في الاعراس، وتتباشر الرجال والولدان لاعتقادهم انه حماية لأعراضهم ودفاع عن احسابهم وتخليد لمآثرهم واشادة لذكرهم (2). وفي الواقع ان ما بقي لنا من اخبار عرب الجاهلية وآدابهم وعلومهم واخلاقهم، انما هو منقول عن اشعارهم.
وكانوا يتخذون الشعراء واسطة في الاسترضاء او الاستعطاف او يجعلونهم وسيلة لإثارة الحروب، فيكون الشاعر لسان حال القبيلة يعبر عن غرها وينطق بلسانها شأن الصحف الرسمية اليوم .. فان الصحيفة الرسمية اذا قالت قولا، علم الناس ان المحاكمة تريده. وهذا هو سبب ما كان يظهر من تأثير الشعر في السياسة. ولذلك فالقبيلة مطالبة برعاية شاعرها، والقيام بما يحتاج إليه واكرامه وتقديمه.
ولم يكونوا يقدمون الشاعر لأنه يدافع عنهم فقط، ولكنهم كانوا يجلون الشعر نفسه لما كان له من الوقع في نفوسهم .. يدلك على ذلك تعليق المعلقات بأستار الكعبة اجلالا لها (3) وسنعود الى ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الاغاني ج4
(2) المزهر ج3
(3)العقد الفريد ج3