1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

أخرى

علوم اللغة العربية : علم اللغة : مستويات علم اللغة : المستوى الصوتي :

أصوات العلة "الحركات"

المؤلف:  د. رمضان عبد التواب

المصدر:  المدخل الى علم اللغة

الجزء والصفحة:  ص91- 100

25-11-2018

8314

 

أصوات العلة "الحركات":
تحدثنا فيما مضى، عن الأصوات الصامتة، فعرفنا مخارجها وصفاتها وكيفية حدوثها، وعرفنا الموجود منها في العربية الفصحى، وما أصابه التطور من هذه الأصوات. ونتحدث الآن عن أصوات العلة أو الحركات، وقد سبق لنا أن عرفناها من قبل، فقلنا: إنها هي الأصوات المجهورة، التي يحدث في تكوينها، أن يندفع الهواء في مجرى مستمر، خلال الحلق والفم، وخلال الأنف، معهما أحيانا، دون أن يكون هناك عائق يعترض مجرى الهواء اعتراضا تاما، أو تضييق لمجرى الهواء، من شأنه أن يحدث احتكاكا مسموعا.
ويعرفها "دانيال جونز" بأنها "أصوات مجهورة يخرج الهواء عند النطق بها، على شكل مستمر من البلعوم والفم، دون أن يتعرض لتدخل الأعضاء الصوتية، تدخلا يمنع خروجه، أو يسبب فيه احتكاكا مسموعا"(1).
فأصوات العلة على هذا أصوات مجهورة كلها، بمعنى أن الأوتار الصوتية تهتز عند حدوث أي صوت منها، وإن كان الدكتور أيوب، يزعم أن هناك حركات مهموسة، فيقول: "اشترط جونز في تعريف الحركة أن تكون مجهورة. وسبب هذا الشرط، أن الحركة صوت لا تتدخل عند النطق به، أعضاء النطق العليا على الإطلاق، أو تتدخل تدخلا لا يحدث احتكاكا مسموعا. وعلى ذلك فلولا الجهر الذي هو تدخل الأوتار الصوتية، لمر الهواء

ص91

من الرئتين إلى الخارج، دون تدخل يذكر، تماما كما يحدث عند الزفير. وقد قال بضرورة الجهر في الحركات، حتى تكون الحركة صوتا مسموعا، ولا تكون مجرد زفير. ولكن شرط جونز هذا لا مبرر له، فنحن في دراسة الأصوات دراسة وصفية نصف الواقع، فلو أن هناك حركة مهموسة، تقوم بوظيفة في الكلمة، فإنه يجب أن ندخلها في حسابنا، سواء أشبهت الزفير أو لم تشبهه. وفي اللهجة المصرية مثلا، يمكن مقارنة الكلمة: "سك" بمعنى أقفل، والكلمة: "مقاسك"، وسنلاحظ أن فتحة السين في: "مقاسك" مهموسة، بينما هي في: "سك" مجهورة، وما دام هذا الفرق واقعيا، فلا بد للواصف من اعتباره، والقول حينئذ بوجود فتحة مهموسة"(2).
وتتحدد أنواع الحركات، بحركة مقدمة اللسان نحو سقف الحنك، أو حركة مؤخرة اللسان نحو سقف الحنك كذلك، فإن كان اللسان مستويا في قاع الفم، مع انحراف قليل في أقصاه نحو أقصى الحنك، وتركت الهواء ينطلق من الرئتين، ويهز الأوتار اصوتية وهو مار بها، نتج عن ذلك صوت الفتحة "a" فإذا تركت مقدمة اللسان تصعد نحو وسط الحنك الأعلى بحيث يكون الفراغ بينهما كافيا لمرور الهواء، دون أن يحدث في مروره بهذا الوضع أي نحو من الاحتكاك والحفيف، وجعلت الأوتار الصوتية تهتز مع ذلك، نتج صوت الكسرة الخالصة "i"، ولو صعدت مقدمة اللسان أكثر من ذلك، نحو وسط الحنك، بحيث يحدث احتكاك للهواء المار بهذا الموضع، نتج عن ذلك صوت "الياء"، ولذلك يعد علماء الأصوات "الياء" صوتا شبيها بالحركة "Semivowel"، وذلك لأن وضع مقدمة اللسان مع "الياء" أقرب إلى سقف الحنك، من وضعها مع الكسرة، والفراغ بينهما أقل، بحيث يسمح

ص92

للهواء المار بالاحتكاك، فيحدث الحفيف الذي يسمع مع صوت "الياء" ولا يسمع مع صوت الكسرة.
وبين وضعي اللسان في صوتي الفتحة والكسرة، أو بمعنى آخر بين وضعه في قاع الفم، وارتفاع مقدمته نحو وسط الحنك بحيث تحدث الكسرة الخالصة أوضاع كثيرة، تحدث بسببها أنواع متعددة من الحركات، أبرزها في أذهاننا صوت الكسرة الممالة: "e".
أما إذا ارتفع أقصى اللسان نحو سقف الحنك، بحيث لا يحدث للهواء المار بهذه المنطقة، أي نوع من الحفيف، مع حدوث ذبذبة في الأوتار الصوتية، فإن الصوت الذي ينتج عن ذلك هو صوت الضمة الخالصة: "u"، فإذا ارتفع أقصى اللسان نحو سقف الحنك، أكثر من هذا، بحيث يسمح للهواء الخارج بالاحتكاك، وإحداث نوع من الحفيف، نتج عن ذلك صوت: "الواو"، ولذلك يعد علماء الأصوات صوت "الواو" من الأصوات الشبيهة بالحركات "Semivowel" كذلك لأن الفرق بينه وبين الضمة الخالصة، في قرب أقصى اللسان من سقف الحنك مع الواو، أكثر منه مع الضمة.
وبين وضع اللسان في صوت الفتحة، ووضعه في صوت الضمة، أو بعبارة أخرى بين وضع اللسان في قاع الفم وارتفاع مؤخرته نحو سقف الحنك، بحيث تحدث الضمة الخالصة، أوضاع كثيرة تحدث عنها حركات متعددة، أبرزها في أذهاننا صوت الضمة الممالة: "o".
ولا شك أن الشفتين لهما أثر في إحداث كل حركة من هذه الحركات جميعها، لا يمكن إغفاله، فهما منفرجتان مع بعض هذه الحركات، ومستديرتان مع بعضها الآخر. وتختلف درجة الانفراج والاستدارة في صوت عن الآخر.

ص93

وفيما يلي تخطيط يبين وضع اللسان مع الحركات المختلفة:
صورة سكانر
ويطلق علماء الأصوات على صوت الفتحة اسم "صوت العلة المتسع"، كما يطلقون على صوتي الضمة والكسرة، اسم: "أصوات العلة الضيقة". وهذا التقسيم له أهميته فيما يصيب هذه الأصوات كلها من تطور أو تغيير؛ إذ إنه من الملاحظ أن ما يصيب الضمة يجري مثله في الغالب على صوت الكسرة؛ لأن كلا منهما من أصوات العلة الضيقة.
وعلى ذلك ليست الضمة عدوة للكسرة، كما يتردد في بعض كتب العربية، بل هما من فصيلة واحدة، وذلك على العكس من صوت الفتحة، الذي يعد قسيما للضمة والكسرة، له ظواهره وأحكامه الخاصة.
وقد فطن بعض علماء العربية، إلى علاقة القربى بين الكسرة والضمة من جهة، وبين ياء المد وواوه "وهما تطويل للكسرة والضمة" من جهة أخرى، قال ابن درستويه: "كل ما كان ماضيه من الأفعال الثلاثية، على فَعَلت، بفتح العين ولم يكن ثانيه ولا ثالثه من حروف اللين ولا حروف الحلق، فإنه يجوز في مستقبله: يفعُل، بضم العين، ويفعِل بكسرها، كقولنا: ضَرَبَ يَضْرِب، وشَكَرَ يَشْكُر. وليس أحدهما أولى به من الآخر، ولا فيه عند العرب إلا الاستحسان والاستخفاف. فمما جاء وقد استعمل فيه

ص94

الوجهان، وقولهم: ينفُر وينفِر، ويشتُم ويشتِم، فهذا يدلكم على جواز الوجهين فيه، وأنهما شيء واحد؛ لأن الضمة أخت الكسرة"(3).
وهكذا نرى القرابة بين الضمة والكسرة، هي السبب في جواز وقوع إحداهما مكان الأخرى، في عين المضارع، ولذلك كانت القبائل العربية القديمة، لا تثبت على حال واحدة، في ضبط عين المضارع بواحدة منهما "قال أبو زيد: طفت في عليا قيس وتميم مدة طويلة، أسأل عن هذا الباب صغيرهم وكبيرهم، لأعرف ما كان منه بالضم أولى، وما كان منه بالكسر أولى، فلم أعرف لذلك قياسا، وإنما يتكلم به كل امرئ منهم على ما يستحسن"(4).
وقد نص ابن جني صراحة على علاقة القربى، بين ياء المد وواوه، فقال: "إن بين الياء والواو قربا ونسبا، ليس بينهما وبين الألف، ألا تراها تثبت في الوقف، في المكان الذي تحذفان فيه، وذلك قولك: هذا زيد، ومررت بزيد، ثم تقول: ضربت زيدا، وتراهما تجتمعان في القصيدة الواحدة ردفين، في نحو قول امرئ القيس:
قد أشهد الغارة الشعواء تحملني ... جرداء معروقة اللحيين سرحوب
ثم قال فيها:
كالدلو بتت عراها وهي مثقلة ... وخانها وذم منها وتكريب(5)

ص95

ولهذه العلاقة القوية بين هاتين الحركتين: الضمة والكسرة، تطورت كل واحدة منهما في الجعزية، وهي الحبشية القديمة إلى الكسرة الممالة "e"، مما يدل على أنهما كانتا في أذن الحبشي شيئا واحدا، أو كالشيء الواحد.
والفرق بين الحركات القصيرة والطويلة، فرق في الكمية لا في الكيفية، بمعنى أن وضع اللسان في كليهما واحد، ولكن الزمن يقصر ويطول في كل صوت، فإذا قصر كل الصوت قصيرا وإذا طال كان الصوت طويلا. والذي يحدد الطول والقصر هنا، هو العرف اللغوي عند أصحاب اللغة.
ويقول "كانتينو" في المدى الذي يستغرقه طول الحركة: "يطلق اسم حركات طويلة، على الحركات التي يمتد فيها إخراج النفس امتدادا، يصير معه مدى النطق بها، مساويا لمدى النطق بحركتين بسيطتين، وقد يتعدى ذلك"(6).
ولقد كانت هذه العلاقة بين الطويل والقصير، من الحركات، معروفة عند بعض القدماء، يقول الخوارزمي: "الرفع عند أصحاب المنطق من اليونانيين واو ناقصة، وكذلك الضم وأخواته. والكسر وأخواته عندهم ياء ناقصة. والفتح وأخواته عندهم ألف ناقصة. وإن شئت قلت: الواو الممدودة اللينة ضمة مشبعة، والياء الممدودة اللينة كسرة مشبعة، والألف الممدودة فتحة مشبعة. وعلى هذا القياس الروم والإشمام نسبتهما إلى هذه الحركات، كنسبة الحركات إلى حروف المد واللين، أعني الألف والواو والياء"(7).

ص96

وطول الحركة أو قصرها، ليس محدودا بزمن معين في أية لغة من اللغات، وإنما هو أمر نسبي مرهون بسرعة الأداء وبطئه "ومن الطبيعي أن يقل طول الأصوات عندما تزيد سرعة الأداء، وأن تزيد طول الأصوات القصيرة عندما تقل، ومع ذلك لا بد من الاحتفاظ بالفرق بين الأصوات الطويلة والقصيرة، مهما زادت السرعة أو قلت. وبهذا المعنى يمكن أن نقول: إن طول الصوت أمر نسبي، لا أمر مطلق فالصوت الطويل هو الذي يكون أطول من غيره في نفس اللغة، ولو كان هذا الصوت الطويل، ينطق أقصر منه أحيانا أخرى"(8).
وعلى ذلك فكل صوت من أصوات الحركة السابقة، يمكن أن يطول معه الزمن، فيصير طويلا، فإذا طال الزمن مع صوت الفتحة مثلا، نتج عنه ما يسمى بألف المد "a" وإذا طال مع الكسرة الخالصة، نتج عن ذلك ما يسمى بياء المد "i" وإذا طال مع الضمة الخالصة، نتج عنها ما يسمى بواو المد "u" وكذلك الحال مع الكسرة الممالة "e" والمة الممالة "o".
وليس أمر الطول والقصر خاصا بالأصوات المتحركة وحدها، بل إن الصوامت تطول وتقصر كذلك، وإن ما نعرفه باسم الحرف المشدد، أو الصوت المضعف، ليس في الحقيقة صوتين من جنس واحد، الأول ساكن والثاني متحرك كما يقول نحاة العربية، وإنما هو في الواقع صوت واحد طويل، يساوي زمنه زمن صوتين اثنين.
ولذلك يرى "ماريو باي" أن "اصطلاح الصامت المضعف double consonant" هو اصطلاح مضلل حقا؛ لأنه قد استعير من طريقة الكتابة،

ص97

ففي النطق، يمد الصوت الصامت، بتطويل مدة النطق به، إذا كان هذا المد ممكنا. ويكون هذا ممكنا إذا لم يكن الصوت الصامت انفجاريا وبما أن الانفجاري لا يمكن مده عند نقطة مخرجه، فإن ما يسمى تطويلا بالنسبة له، يكون عن طريق إطالة مدة قفل الطريق أمام الصوت قبل تفجيره"(9).
ويعرف "كانتينو" الحروف المضعفة بأنها "هي التي يمتد النطق بها، فيضاهي مداها مدى حرفين بسيطين تقريبا. وترسم هذه الحروف عادة في الأبجدية الأوربية بحرفين متتابعين "bb" أو "mm" وهكذا"(10).
وقد شرح "فندريس" فكرة الصوت المضعف، وأنه ليس إلا صامتا واحدا طويلا، فقال: "ففي كل صامت انفجاري ثلاث خطوات متميزة: الإغلاق أو الحبس، والإمساك الذي قد يكون طويل المدى أو قصيره، والفتح أو الانفجار عند إصدار صامت بسيط مثل التاء، فإن الانفجار يتبع الحبس مباشرة، والإمساك يضؤل إلى مدى لا يكاد يحس.
"وعلى العكس من ذلك تظهر الخطوات الثلاث بوضوح، فيما يسمى بالصوامت المضعفة، وهي ليست إلا صوامت طويلة، كما أنها تنطق بقوة أشد مما في حالة القصيرة، فإذا تركنا مسألة الشدة جانبا، وجدنا أن مجموعة مثل "atta أَتَّ" تتميز عن المجموعة "ata أَتَ" بوجود مسافة بين الحبس والانفجار، يمكن للأذن أن تقدرها. ومن الخطأ أن يقال بأنه يوجد ساكنان في atta وساكن "صامت" واحد في ata، فالعناصر المحصورة بين الحركتين في كلتا المجموعتين واحدة: عنصر انحباسي، يتبعه عنصر انفجاري. ولكن بينما نجد

ص98

العنصر الانحباسي في ata يتبعه العنصر الانفجاري مباشرة، نجده في atta ينفصل عنه بإمساك، يطيل مدى الإغلاق"(11).
ولم تكن هذه الفكرة خافية على بعض قدامى اللغويين العرب، فهذا ابن جني يقول: "الحرف لما كان مدغما، خفي فنبا السان عنه وعن الآخر بعد نبوة واحدة، فجريا لذلك مجرى الحرف الواحد"(12). كما يقول أيضا: "إدغام الحرف في الحرف، أخف عليهم من إظهار الحرفين، ألا ترى أن اللسان ينبو عنهما معا نبوة واحدة"(13).
كما يقول صاحب مراح الأرواح: "الإدغام إلباث الحرف في مخرجه مقدار إلباث الحرفين"(14)، كما يقول أيضا: "المشدد زمانه أطول من زمان الحرف الواحد، وأقصر من زمان الحرفين"(15).
ولعل الذي دعا النحاة العرب، إلى اعتبار المشدد حرفين، أنه يقوم في اللغة أحيانا، بوظيفة صوتين، فقول العرب مثلا: "يذكر"، الذال الطويلة فيه تنوب مناب التاء والذال في: يتذكر.

ص99

هذا، وليست كل الأصوات الإنسانية على السواء في نسبة الوضوح السمعي، فبعضها أوضح من بعض. ويمكن أن تقسم إلى الأقسام التالية، متدرجة من الانخفاض إلى ارتفاع:
1- المهموسة الانفجارية، مثل: ت/ ك/ ب.
2- المهموسة الاحتكاكية، مثل: ش/ س/ ث/ ف.
3- المهموسة المزدوجة، مثل: تش.
4- المجهورة الانفجارية، مثل: ب/ د/ الجيم القاهرية.
5- المجهورة الاحتكاكية، مثل ف/ ذ/ ز/ الجيم الشامية.
6- المجهورة المزدوجة، مثل: الجيم الفصيحة.
7- الأصوات الأنفية، مثل: م/ ن.
8- الأصوات التكرارية والجانبية، مثل: ر/ ل.
9- الحركات الضيقة، مثل: الضمة والكسرة.
10- وأوضح الأصوات جميعا هي الحركات المتسعة كالفتحة المفخمة.
ومعرفة ذلك كله يفيد في النواحي التطبيقية، ففي الحديث التليفوني، وفي التسجيل الإذاعي، لا يكاد المرء يميز الأصوات المهموسة الانفجارية، كالتاء والكاف، ولكنه عن طريق السياق أو المعنى العام يفترض وجودها. ويتم هذا الفرض دون شعور متعمد منه، أي أنه يعوض فقدانها في الحقيقة بوجودها في خياله.
ولهذا يجدر بالمغنين ومؤلفي الأغاني، أن يتحاشوا مثل هذه الأصوات في أغانيهم، كلما أمكن ذلك، فهي أصوات لا تكاد تصلح للغناء، وهي في نفس الوقت معرضة للسقوط أو الاختفاء في التسجيل الصوتي(16).

ص100


__________
(1) انظر كتابه: D Jones An Outline 97.
(2) أصوات اللغة 176.
(3) تصحيح الفصيح لابن درستويه 105 وانظر المزهر 1/ 207.
(4) تصحيح الفصيح لابن درستويه 110 وانظر المزهر 1/ 207.
(5)سر صناعة الإعراب 1/ 23 وانظر ديوان امرئ القيس 225-227.
(6) دروس في علم أصوات العربية 145.
(7) مفاتيح العلوم للخوارزمي 31.
(8)أصوات اللغة للدكتور أيوب 149.
(9) أسس علم اللغة 146.
(10) دروس في علم أصوات العربية 25.
(11) اللغة لفندريس 48.
(12)الخصائص 1/ 92.
(13) الخصائص 2/ 227 وانظر كذلك: المقتضب للمبرد 1/ 197.
(14) مراح الأرواح 82.
(15) مراح الأرواح 83.
(16) انظر: اللغة بين القومية والعالمية 28، 29.


 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي