Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون

منذ 3 اسابيع
في 2025/10/29م
عدد المشاهدات :344
د.أمل الأسدي
(أحياءٌ) كلمةٌ مُحمَّلةٌ بالفاعلية والاستمرار، وهي تقابل (الأموات) وكأنها وردت لتنسف تخوف الإنسان من الموت، وتزيل ذلك التهيّب  من ذكره، تبدد رائحته  التي تباغتك حتی وأنت تتحدث عنه  وقد نهانا الله تعالی أن ننعت الشهداء الذين مضوا في سبيله بأنهم أموات
وألزمنا  بحياتهم حين قال:((وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ )) سورة البقرة،الآية: ١٥٤
هكذا جاء السياق ناهيا( لاتقولوا)
لمن  يارب لمن يُقتل
أي أنهم أحياء، ونحن نحاورهم،فلم يرد السياق مثلا: لاتقولوا عن الذين قُتلوا في سبيل الله
بل ورد بهذه الصيغة: لا تقولوا لمن يُقتل
وكأن هذه اللام اللصيقة بـالاسم الموصول (مَن) وقربها منه، هي عينها المسافة بيننا وبين الشهداء في هذه الحياة
وكذلك  استعمال الاسم الموصول(من) الذي أضاف نوعا من السعة والشمول لجميع الشهداء، من عصر النص إلی عصرنا، ثم مجيء الفعل (يُقتل) المبني للمجهول،  عضّد معنی الشمول والسعة، وأضاف إليهما تصورا عن  تعدد طرق التضحية وتغير وسائلها بحسب الزمان والمكان والقضايا، وكذلك يعطينا معنی آخر، وهو أن التركيز هنا علی المقتول(الشهيد) وليس علی القاتل وهذا فيه تسلية لذوي الشهيد من جهة، وضمان من الله بأنه  هو ولي الدم، وهو المنتقم من جهة أخری؛لهذا بُني الفعل للمجهول، فهو مجهول بالنسبة إلينا، وهيّن ومُحَاط به عند الله تعالی
فالله هو الضامن لحق الشهيد الذي مضی في سبيله، وهو حي،وقد أثبت السياق لهم الحياة باستعماله( بل) وكأنها  جاءت كمطرقةٍ لتعدّل ما صدر من المتكلم  الذي ينعت الشهداء بالأموات فتخيل قوة الضدية بين(أمواتٌ، أحياءٌ) وكأنها نسقٌ يركض بك سريعا ليصحح ويعبد الطريق، فحذف المبتدأ(هم) وأبقی الخبر(أمواتٌ)، وقلب الصورة التي فرضها الناس (المتكلمون) من الموت الی الحياة، بسرعةٍ وقوة، وحذف المبتدأ(هم) وأبقی الخبر(أحياء)
ولاحظ المد المتصل في كلمة (أحيااااااء)  وكأنه مدٌّ في حياتهم، أو إعلان حياة ممتدة فلا سبيل للسامع  أن يتصور أنهم أموات بعد إعلان حياتهم(أحيااااااء)
وحياتم ثابتة بثبات الجمل الاسمية، ولكن لا تشعرون وقد جسد الفعل المضارع(تشعرون) استمرارية عدم شعورنا  بحياتهم، تلك الحياة التي يحفظها الله عنا وعن الدنيا، فهي حياة علوية، لا إحباط فيها ولا انزلاق ولا تغير فهم يرون مانراه، ويرون ما لانراه
إن حياة الشهداء  مصدرٌ للأمان، للأنس، فالموت يوحش أغلب البشر، وهولاء الشهداء السعداء، مصدر أمان؛لأنهم أحياءٌ بأمر الحي القيوم
ثم تعالوا معي لنستذكر موقف ذلك الشاب العلوي الذي ضحی بنفسه في سبيل الله، إنه القاسم بن موسی بن جعفر(عليه السلام) حين  هاجر فداء للإمام الرضا، وكان يبحث عن الأمان، ترُی أي البقاع ستكون له مصدر الأمان وماهو الأمان الذي ينتظره
وحين دخل قرية( باخمری) في الحلة  في العراق، سمع حوار فتاتينِ قرب الغدير، فقالت إحداهما مقسمة: لا وحق صاحب بيعة الغدير
فكان هذا القسم مفتاح الأمان للقاسم،فهذا البلد يحب الإمام علي ويواليه، وأهله من شيعة علي بن أبي طالب،إذن هو الأمان فحب محمد وآل محمد هو أمان ورعاية إلهية
وهكذا  أيها القارئ، تخيل أنك تبحث عن الأمان،عن الحياة التي تناقض الموت أين ستجد ذلك
ستجده هنا، في العراق الذي جاد بهذه الأرواح،استبدل حياتهم الدنيوية بأخری  علوية
استبدل الخوف والقلق بالأمان فأنت حين تقطع شارع القناة، تكاد تشعر بحياتهم، فوجوههم ترحب بك وتشع أمانا، وابتساماتهم طازجة، وأحلامهم محلقة حول صورهم وكأنهم يصافحونك وأحدا تلو الآخر، ومصافحتهم هذه، تشبه قسم تلك الفتاة، ابنة شيخ باخمری  وبما أنهم  مضوا من أجل كلمة الحق، وحركهم في ذلك إيمان راسخ، بصاحب  بيعة الغدير، وملح راسٍ في دمائهم من هذه الأرض الطيبة، فهم مصدر أمانٍ للساكنين والقادمين، من لحظة استشهادهم الی ما لا نهاية  وهذه ليست أمنية أو استنتاج،هذا  قانون إلهي ، ثبته النص القرآني، فهم أحياء، ونحن لا نشعر بهم
ولكن صدقوني في شارع القناة، تكاد تشعر بهم
حيث هذه الصور التي تصافحك وتجود عليك بالأمان، ولاسيما في أيام عاشوراء، تشعر أنهم يحملون هذه الرايات الحسينية، وأنهم علی أهبة الاستعداد للخدمة الحسينية صحيح، أنهم  شهداء وقد ضمن الله لهم الحياة الأبدية، ولكنهم يحنون لتلك الخدمة، يحنون لرؤية دموع الزائرين، يحنون لرؤية الملايين الذين يحجون  إلی كربلاء
وكأنهم يقولون لنا:  في هذه النقطة فقط، نتمنی  أن نكون مثلكم نتمنی أن نبقی علی قيد الخدمة الحسينية
وكأن الله لبی لهم، وحقق أمنيتهم، وجعلهم مصدر أمانٍ لزائري الإمام الحسين(ع)من كل بقاع العالم.
حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 15 ساعة
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 15 ساعة
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
منذ 15 ساعة
2025/11/16
في عالم سريع الإيقاع يزداد فيه الضغط والعمل والسهر أصبحت مشروبات الطاقة جزءاً من...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )