ناقش الباحث الدكتور عو ديشو ملكو آشيث، بحثًا بعنوان (ذاكرة الألم في العراق -الآشوريّون المسيحيّون حالة للدراسة-). جاء ذلك في الجلسة البحثية المسائيّة من اليوم الثاني لمؤتمر (ذاكرة الألم في العراق) الدوليّ السنويّ، الذي يقيمُه المركزُ العراقيّ لتوثيق جرائم التطرُّف التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العبّاسية المقدّسة، بالتعاون بين كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في كلية الآداب - جامعة بغداد، ومؤسّسة الشهداء، ومؤسّسة السجناء السياسيِّين، والهيأة الوطنية العُليا للمساءلة والعدالة، وجامعة بغداد. واستعرض الباحث المظلوميّة التي تعرّض لها المكوّن الآشوري المسيحي في العراق عبر حقبة البعث وما قبلها، مستذكرًا مذبحة سميل، وآثارها الكبيرة على المكوّن. وأكّد الباحث في دراسته على ضرورة تشريع قوانين تحمي المكوّنات العراقية وتُنصف الضحايا الذين تعرّضوا للظلم والاضطهاد، إبّان تعاقب الأنظمة التي استهدفت الأقلّيات في العراق، وإرجاع الجنسية العراقية إلى الذين سُحِبت منهم بعد تهجيرهم خارج البلاد. وأشار الباحث إلى أن المكوّن الآشوري جزءٌ أصيل من مكوّنات الشعب العراقيّ، وهو يفخر بهذا الانتماء ذي البُعد الحضاريّ والتاريخيّ.
ويهدف المؤتمر إلى تجاوز الماضي ببناء هُويّةٍ وطنيَّة عراقيَّة مناهضة للتطرُّف؛ من أجل ضمان مستقبلٍ آمن للأجيال القادمة خالٍ من الألم، وتدوين جرائم التطرُّف وعرضها أمام الرأي العام الدَّوْلي؛ للمساهمة في معالجة الآثار الاجتماعيَّة والنفسيَّة للعنف والإبادات الجماعية والجرائم والانتهاكات.