ضمن سلسلة الندوات التي يُقيمها مركزُ العميد الدوليّ للدراسات والبحوث أقام مؤخّراً ندوةً حواريةً بالتعاون مع مركز الدراسات الأفريقية التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة توسّمت بعنوان: (الدراسات الأفريقية.. واقعها وسبل النهوض بها)، وتأتي هذه الندوة توافقاً مع نهج العتبة المقدّسة الهادف الى إثراء الساحة المعرفيّة بمشاريع بحثية هدفها النهوض بالواقع المعرفيّ.
مديرُ المركز الأفريقيّ للدراسات الأفريقية السيد هاشم العوّادي بيّن من جانبه: "الندوة تأتي من أجل إنشاء علاقة تواصلٍ مع المجتمع الأفريقيّ والقارّة الأفريقية لتنشأ عملية تعارف بين المجتمع العراقيّ والمجتمع الأفريقيّ، وإنّ جلّ المداخلات التي ذكرها أساتذة الجامعات أشارت الى نقطةٍ أساسية وهي مجهوليّة القارّة الأفريقية وهو ممّا يؤسف له، وأشار الأساتذة الى أنّ الإشكالية هي قلّة الدراسات العلمية والبحثية المتخصّصة في شؤون القارّة الأفريقية وتحديداً جنوبها".
مضيفاً: "نحن بحاجة أوّلاً الى أن نؤسّس قاعدةً تعارفية ومعرفية بين المجتمعين على مستوى المؤسّسة الدينيّة وعلى مستوى الجامعات الأكاديمية وحتى على مستوى المؤسّسات الأخرى غير الرسمية، وذلك من خلال تبادل الزيارات والخبرات والنشاطات بيننا وبين المجتمع الأفريقيّ لنستطيع أن نقدّم نفسنا الى الآخر ونفهم الآخر ما هو، عند ذلك يُمكن أن نحدّد نقاط الاشتراك التي نتّفق عليها ونجعلها نقطة الانطلاق في نقل التراث العراقيّ والمعرفة العراقيّة الى القارّة الأفريقية".
يُذكر أنّ قسم الشؤون الفكرية والثقافية في الأمانة العامة للعتبة العباسيّة المقدّسة قد أعلن عن تأسيس مركزٍ للدراسات الأفريقية يعنى بالتبليغ الدينيّ في القارّة الأفريقية ويرتبط بالقسم المذكور، وقد تأسّس المركزُ بعد موافقة مجلس إدارة العتبة المقدّسة على ذلك في اجتماعٍ خاصٍّ بهذا الموضوع بعد دراسة معمّقةٍ للأهداف وإمكانات التنفيذ وسبل إنجاح العمل.
وإنّ المركز يتكوّن من عددٍ من الأقسام الفنية والإدارية التي تعنى بإعداد المبلِّغين بعد استقدامهم من بلدانهم في أفريقيا، وإدخالهم في دورات مكثّفة في العلوم الدينيّة ضمن مدارس وحلقات الدرس للحوزة العلمية في النجف الأشرف، ثمّ إرسالهم الى بلدانهم للتبليغ بلغاتها في مواسم التبليغ الرئيسية في شهر رمضان أو محرّم أو صفر، كما تعنى هذه الأقسام بتأسيس ومتابعة موقعٍ للمركز على الشبكة الدولية للمعلومات (الأنترنت)، والنشر الإعلامي للنشاطات التبليغية ومتابعة شؤون المبلّغين، وإصدار الكراسات التي توثّق أعمالهم.