مع تصاعد وتيرة الزائرين المتوافدين، تعلو أصوات الأذان في رحاب الإمامين الكاظمين "عليهما السلام"، وتنطلق قوافل الإيمان لتتلاقى الأرواح في صلوات الجماعة، تلك التظاهرة الإيمانية التي تنبع من مشروع تبليغي يعزز رسالة الدين ويؤكد على أهمية الصلاة في تزكية النفس وتهذيبها، حيث التأمت جموع الموالين بقلوب مُفعمة بمحبة الله تعالى لأداء صلاة الجماعة في تلك الرحاب الطاهرة وفي أكثر من مكان، وهم يتضرعون إلى الباري العلي القدير بأن يحفظ العراق وأهله وزوّار الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام".
وتأتي هذه الصلوات المباركة ضمن التظاهرة الإنسانية الإيمانية للمشروع التبليغي الحوزوي السنوي الذي لازم مسيرة التوافد لزيارة الإمامين الجوادين "عليهما السلام" والتأكيد على الالتزام بأداء الصلوات والمحافظة عليها للفوز بثوابها لأنها رسالة حق لتصحيح سلوك الإنسان وذلك عن طريق ارتباطه الوثيق وصلته بالله تعالى، عملاً بقوله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ).
إن هذه الأجواء الإيمانية التي تحتضنها العتبة الكاظمية المقدسة تعكس عظمة هذه المناسبة وعمق ارتباط المؤمنين بهذه المحطة الروحية المتجددة التي تزخر بمعاني الإيمان والتلاحم الإنساني.