وسط مظاهر الفرح والبهجة والسرور التي تعيشها الأمة الإسلامية بولادة ثامن الحجج، شمس الشموس وأنيس النفوس المدفون بأرض طوس الإمام المرتجى علي بن موسى الرضا "عليه السلام"، تلك الولادة التي عطرت جبين التاريخ أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وبرعاية كريمة من قبل أمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر الشمّري احتفالاً مركزياً بهيجاً في رحاب الصحن الكاظمي الشريف ضمن منهاج كبير أعد لهذه المناسبة المباركة، بحضور نائب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة المهندس سعد محمد حسن، وأعضاء مجلس الإدارة الموقّر، ووفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، وعدد من القيادات الأمنية البطلة ونُخبة من السادة الأجلاء والمشايخ الفضلاء، وعدد من الشخصيات الرسمية والاجتماعية وجمع غفير من وجهاء وشيوخ مدينة الكاظمية المقدسة، ومسؤولي دوائرها الأمنية والخدمية وزائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام" الذين جاءوا لتعمهم الرحمة الإلهية في إحياء هذه المناسبة المباركة.
استهل الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم عطَّر بها أجواء الصحن الكاظمي ومسامع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة السيد عبد الكريم قاسم، بعدها ارتقى منبر الحفل الشاعر محمد الفاطمي ليتحف الحضور بقصيدة رائعة بعنوان: ( شباك الرضا ) ومنها هذه الأبيات:
صيادُ هذا الدهرِ صادَ مَسرّتي *** وشكوت أحزاني لشبلِ المرتضى
وندبتُ يا سلطانُ بالضلع الذي *** في الطفِ من تلكَ الحوافر رُضرِضا
قُضِيت ثلاثُ حوائج وغزالتي *** قالت هنيئاً بالزيارة من حظى
تلاها مشاركة لمواكب مدينة الكاظمية بمراسم ولائية مرددين خلالها الهتافات والردات، كما تخلل الحفل مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين، ومشاركة الشاعر والرادود الحُسيني علي الموسوي، فضلاً عن مشاركة الرادود الحُسيني عمار الكناني بمجموعة من الأهازيج الذي تَرنَّمَت بفيض كرم الإمام الرضا "عليه السلام" ومناقبه وفضائله وسجاياه العظيمة وبحب آل بيت المصطفى "صلوات الله عليهم"، واختتم الحفل بتوزيع الهدايا والشهادات التقديرية على المشاركين في مسابقة حفظ أربعين وصية من وصايا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب "عليه السلام" والذي بلغ عددهم(199) مشاركاً من البنين والبنات حاز على درجة (100) مائة (56) مشاركاً وهذه المسابقة تقع ضمن توجهات العتبة المقدسة في تشجيع أبنائنا على حفظ القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ليكونوا قريبين من الثقلين وكتاب الله وعترة النبي (صلوات الله عليهم أجمعين) .