ظهر في أعماق القاع الصخري في القطب الشمالي بكندا، ما يبدو أنه أقرب دليل على بداية الحياة على الأرض.
كشف علماء أن الأحافير المجهرية التي عثر عليها تمثل أقدم الفطريات المعروفة على وجه الأرض، وقالوا خلال الدراسة الجديدة التي نشرت يوم الأربعاء 22 مايو، في مجلة "Nature" إنهم اكتشفوا كيف تعيش الفطريات متعددة الخلايا في بيئة يصب فيها نهر أو مجرى مائي بين 900 مليون إلى مليار عام.
وأطلق العلماء على هذه الفطريات اسم "Ourasphaira giraldae"، وأشاروا إلى أنها ما تزال محفوظة بشكل مدهش ومعقد.
وحتى الآن، كانت أقدم حفريات فطرية معروفة تلك التي عثر عليها في إسكتلندا والتي يعود عمرها إلى  410 ملايين، مما يجعل الفطريات التي اكتشفت حديثا أكبر منها بما لا يقل عن 400 مليون عام، أي بنحو الضعف تقريبا.
ويلقي هذا الاكتشاف الضوء على أصول فرع مهم في شجرة حياة الأرض، وتمكن العلماء من فحص الفطريات المتحجرة تحت المجهر، ووجدوا أن أطوال أبواغها لا تتجاوز عُشر المليمتر، متصلة ببعضها البعض عبر شبكة من خيوط متفرعة.
ومن المعروف أن الفطريات تلعب دورا حاسما في النظم البيئية العالمية كما في عملية التحلل العضوي، وهي تنتمي إلى مجموعة واسعة من الكائنات الحية، تسمى "حقيقيات النوى" والتي تحتوي على نواة محددة بوضوح وتشمل الحيوانات والنباتات.
وبسبب وجود علاقة تطورية وثيقة بين الفطريات والحيوانات، يشك العلماء في أن الأشكال المبكرة للحياة الحيوانية المجهرية ربما تكون قد عاشت في الوقت نفسه الذي عاشت فيه فطريات "Ourasphaira giraldae".
ويقول كورينتين لورون، عالم الحفريات بجامعة لييغ في بلجيكا، والمؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة "Nature": "إن الفطريات واحدة من أكثر المجموعات تنوعا في حقيقيات النوى المعروفة اليوم، وعلى الرغم من ذلك، فإن سجلها الأحفوري القديم نادر للغاية".
وتعود الحفريات المجهرية، المكتشفة حديثا في الصخر الزيتي من الأقاليم الشمالية الغربية لكندا، إلى عصر البروتيروزويك قبل ظهور أشكال الحياة المعقدة.
وأضاف لورون إن السجل الأحفوري من تلك الحقبة "ما يزال لغزا غامضا، وقد أضفنا قطعة جديدة إليه".