أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-5-2016
![]()
التاريخ: 31-01-2015
![]()
التاريخ: 18-10-2015
![]()
التاريخ: 25-01-2015
![]() |
الشهادة الثالثة في الأذان هي أن يقال «أشهد أنّ علياً ولي الله» أي الشهادة بالولاية لأمير المؤمنين (عليه السلام) بعد الشهادة بالتوحيد والشهادة بالنبوة للنبي الأكرم (صلى الله عليه واله).
ومن الشائع اليوم أن ترفع هذه ال شهادة في الأذان والاقامة في جميع المناطق التي يقطنها الشيعة.
ويمكن استشفاف التاريخ لمعرفة أنّ هذه الشهادة رفعت في الأذان منذ عهد النبي (صلى الله عليه واله) وقد أقرها النبي وأمضاها.
روى الشيخ المراغي المصري في كتاب «السلافة في أمر الخلافة»: إنّ سلمان الفارسي ذكر في الأذان والاقامة الشهادة بالولاية لعلي بعد الشهادة بالرسالة في زمن النبي (صلى الله عليه واله)، فدخل رجل على رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال: يا رسول الله سمعت أمراً لم أسمع قبل ذلك؟!
فقال (صلى الله عليه واله): ما هو؟
فقال: سلمان قد يشهد في أذانه بعد الشهادة بالرسالة الشهادة بالولاية لعلي؟
فقال (صلى الله عليه واله): سمعتم خيراً.
وروى هو أيضاً في نفس الكتاب المذكور: إنّ رجلاً دخل على رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال: يا رسول الله؛ إنّ أبا ذر يذكر في الأذان بعد الشهادة بالرسالة الشهادة بالولاية لعلي ويقول: «أشهد أنّ علياً ولي الله».
فقال (صلى الله عليه واله): كذلك، أو نسيتم قولي في غدير خم «من كنت مولاه فعلي مولاه» فمن ينكث فانما ينكث على نفسه .
ومن هنا نعلم أنّ الشهادة الثالثة لها جذور عريقة وممتدة إلى عهد النبي (صلى الله عليه واله) ويستفاد من قول النبي (صلى الله عليه واله) إمضاؤها، فهي اذن من سننه (صلى الله عليه واله) لأنّ السنة هي قول المعصوم أو فعله أو إمضاؤه.
أضف إلى ذلك أنّ سلمان وأبا ذر ليسا ممن يقدما على عمل دون استئذان النبي (صلى الله عليه واله) - سيما إذا كان العمل عبادياً - وهما بالمنزلة التي لا تخفى على أحد حيث قال النبي في سلمان «سلمان منا أهل البيت» .
وقال في أبي ذر: «ما أظلت الخضراء ولا أقلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر» .
أما في العهد الأموي والعباسي فان الشيعة كانوا في شدّة وتحت ضغوط لا ترحم، فلم يتسنى لهم أن يعلنوا شعارهم - الشهادة الثالثة - بأي حال من الأحوال، ولو كان فيهم من يتفوه بها فانما يقدم على ذلك ضمن ظروف التقية المشدّدة، في ثنايا الخفاء الذي لا يتعدى جدران التستر والحيطة، بل كان الأمر في ذينك العهدين على العكس تماماً حيث كان سبّ أمير المؤمنين (عليه السلام) فرماناً ظالماً أصدره معاوية وعممه في جميع الاصقاع؛ ليكون سنة أموية في الأذان والقنوت وخطبة الجمعة، وكان المرتزقة يتزلفون بذلك للنظام الحاكم إلى عهد عمر بن عبد العزيز حيث رفع السبّ رسمياً، ولقي في ذلك تصلّباً وعنتاً من أشياع الأمويين، فاضطر إلى استخدام القوة أحياناً كما حدث في إصفهان يومذاك.
فلما رأى الشيعة عناد خصومهم وتعنتهم رفعوا الشهادة الثالثة كشعار لهم في الأذان والاقامة، فصدحت بها مآذنهم ومنائرهم في كلّ يوم خمس مرات، فامتزجت هذه السنة الحسنة الموروثة من عهد النبي (صلى الله عليه واله) من أمثال سلمان وأبي ذر بالثقافة الشيعية، وصارت جزءً من شعائرهم التي توارثتها الأيدي كابراً عن كابراً ضمن السيرة العلمائية المقدسة الممتدة.
وبالرغم من معارضة جملة من المتحذلقين فانّ الشيعة استمروا على ذلك ولم يروا فيها أي إشكال شرعي، ولم يجدوا أي ردع من الشارع يمنعنهم عنها، بل الأمر بالعكس تماماً؛ لأنّ الشهادة الثالثة «أشهد أنّ علياً ولي الله» إنّما هي مفاد ما قاله النبي (صلى الله عليه واله) في حجة الوداع في حديث «غدير خم» المتواتر عند الفريقين «من كنت مولاه فهذا علي مولاه».
إضافة إلى الحثّ والتأكيد الصريح الوارد عن الأئمة المعصومين حيث أمروا بالحاق الشهادة بالتوحيد والشهادة بالنبوة بالشهدة بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام):
1 - فقد روى الطبرسي في الاحتجاج في حديث قاسم بن معاوية عن الصادق (عليه السلام) - في حديث -: فاذا قال أحدكم: لا إله إلّا الله محمد رسول الله، فليقل: «علي أمير المؤمنين».
قال المجلسي: فيدلّ على استحباب ذلك عموماً والأذان من تلك المواضع .
2 - وعن ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه واله) في حديث:.. من أراد أن يتمسك بالعروة
الوثقى فليقل: «لا اله الا الله محمد رسول الله علي ولي الله» .
أضف إلى هاتين الروايتين الروايات الكثيرة التي تؤكد على عدم إمكان التفكيف بين الشهادة بالولاية والشهادة بالرسالة وأنّهما متلازمان تمام التلازم، نذكر طائفة منها على سبيل المثال:
3 - روى ال كليني في الكافي مسنداً عن سنان بن طريف عن أبي عبد الله يقول:
قال: إنا أول أهل بيت نوّه الله بأسمائنا، إنّه لما خلق السماوات والأرض أمر منادياً فنادى: «أشهد أن لا إله إلّا الله» - ثلاثاً - «أشهد أنّ محمداً رسول الله» - ثلاثاً - «أشهد أنّ علياً أمير المؤمنين حقاً» - ثلاثاً - .
4 - عن ابن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم وقال: الحمد لله، فأوحى الله - تعالى - اليه؛ حمدتني عبدي - وعزتي وجلالي - لو لا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك.
قال: إلهي فيكونان مني؟
قال: نعم يا آدم؛ ارفع رأسك وانظر. فرفع رأسه فاذا مكتوب على العرش: «لا إله إلّا الله، محمد رسول الله نبي الرحمة، وعلي ولي الله مقيم الحجة، من عرف حقّ علي (عليه السلام) زكى وطاب وطهر، ومن أنكر حقّه كفر وخاب، أقسمت بعزتي أن أدخل الجنة من أطاعه وإن عصاني وأقسم بعزتي أن أدخل النار من عصاه وإن أطاعني» .
5 - سئل النبي (صلى الله عليه واله) عن لواء الحمد فقال:
... مكتوب فيه ثلاثة أسطر الأول: بسم الله الرحمن الرحيم.
الثاني: الحمد لله ربّ العالمين.
الثالث: لا الله إلّا الله محمد رسول الله علي ولي الله... .
6 - عن ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه واله) في حديث طويل:... لما أسري بي إلى السماء قال لي جبرئيل: قد أمرت الجنة والنار أن تعرض عليك، فرأيت الجنة وما فيها من النعيم، ورأيت النار وما فيها من العذاب....
فقال لي جبرئيل: اقرأ يا محمد ما على الأبواب، فقرأت ذلك... فعلى أول باب منها مكتوب «لا إله إلّا الله محمد رسول الله علي ولي الله»... .
7 - عن زيد الشهيد عن الامام علي بن الحسين: أنّ نقش خاتم النبي (صلى الله عليه واله): «لا إله إلّا الله محمد رسول الله علي ولي الله» .
وروى الحافظ أبو محمد ابن أبي الفوارس في «كتاب الأربعين» مثله عن طرق العامة .
وقد وردت في الشهادة الثالثة في خصوص الأذان والاقامة أحاديث ذكرنا حديثين منها في صدر البحث ونذكر الآن حديثين آخرين، ومما يؤسف له أنّ نص هذين الحديثين لم تصل الينا بأسانيدها وإنّما وصلت إلى العلماء المتقدّمين كالصدوق والطوسي، قال الطوسي في المبسوط:
«فأمّا قول «أشهد أنّ علياً أمير المؤمنين وآل محمد خير البرية» على ما ورد في شواذ الأخبار فليس بمعمول عليه في الأذان. ولو فعله الانسان لم يأثم به» .
والحديث الشاذ يطلق على الحديث الصحيح الذي يرويه الثقاة بطريق واحد، ولكنه يبتلى بروايات معارضة أخرى ، أو أنّه - كمكا قال المجلسي - كالخبر الصحيح المخالف للمشهور .
وليت الصدوق والطوسي رضوان الله عليهما رويا الحديث بسنده تاماً كاملاً لنأخذه ونحدد تكليفنا على أساسه مع ملاحظة الأخبار المعارضة، فقد يفتح الله علينا اليوم ما كان مبهماً بالأمس.
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
اللجنة التحضيريّة تعلن انتهاء الاستعدادات لإقامة مؤتمر (ذاكرة الألم في العراق)
|
|
|