المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



التفسير ومناهج المفسرين  
  
9723   03:33 مساءاً   التاريخ: 21-09-2015
المؤلف : فارس علي العامر
الكتاب أو المصدر : دروس في القران وعلومه ومناهج المفسرين
الجزء والصفحة : ص18-25.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / مواضيع عامة في المناهج /

 تعريف التفسير : هو الطريقة التي يسلكها مفسر كتاب الله عزوجل ، على وفق خطوات مرتبة يسير عليها للوصول الى تحقيق تفسير الكتاب وفقاً لمجموعة من الأفكار يعنى بتطبيقها ، وإبرازها من خلال تفسيره .

وقد سلك المفسرون مناهج مختلفة في تفسير القرآن الكريم ، نذكر أهمها باختصار :

ويشمل هذا المنهج

اولا : تفسير القرآن بالقرآن

وهو أفضل منهج ، وقد نشأ منذ عصر النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) والى يومنا هذا .

لقد سلك النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) هذا المنهج في التفسير ، والأئمة المعصومون (عليهم السلام) من بعده ، وتابعهم الصحابة والتابعون ، ثم سلكه جمهور المفسرين .

لقد تتبع المفسرين الآيات التي يفسر بعضها بعضا ، ليظهروا من خلالها بالمعاني المرادة ؛ لأن القرآن وحدة متكاملة ؛ يكمل بعضه بعضاً ويوضح بعضه بعضاً ؛ وذلك لما فيه من إيجاز وإطناب ، وإطلاق وتقييد ، وتعميم وتخصيص ، وإبهام وتوضيح ...

فقصة موسى (عليه السلام) وقومه ، وعيسى (عليه السلام) والحواريين ، وآدم (عليه السلام) وسجود الملائكة ، وإبليس وتكبره ، قد أوجزت في مواضع ، وفصلت في مواضع أخرى ، وأجملت في سور وبينت في سور أخر ، وهكذا في الوقائع ، والأحكام ، وغيرها .

والأمثلة على ذلك كثيرة لا حصر لها ، منها :

أ – لقد أجمل { يوم الدين } في قوله تعالى {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة : 4] ولكنه تبارك وتعالى بينه في سورة الانفطار بقوله تعالى : {يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الانفطار : 15 - 19] .

ب ـ وفي قوله تعالى : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان : 3] ، ابهم سبحانه وتعالى زمان تعيين تلك الليلة ، ولكنه رفع الإبهام بقوله عز من قائل : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } [القدر : 1] فالليلة المباركة إذن هي " ليلة القدر " ؛ لأن الإنزال واحد .

ج – لقد أجملت بعض الأحكام الشرعية في مواضع ، وفسرت في مواضع أخرى ، فالقصاص أجمل في قوله تعالى :  { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس }[المائدة : 45] ، وفسر مبينا في قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى ...}[ البقرة : 178] .

د ـ وفي حلال اللحوم وحرامها قال تعالى : { أحلت لكم بهيمة الانعام إلا ما يتلى عليكم } [المائدة : 1] مبهم مجمل ، أوضحته وبينته آية أخرى ، وهي قوله تعالى : { حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب ...}[المائدة : 3] .

هـ - ذكرنا فيما سبق بأن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) كان يفسر القرآن بالقرآن ، وتبعه على ذلك الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ؛ حيث كانوا يستنبطون الأحكام الشرعية من خلال ذلك ومن الأمثلة ما رواه الفخر الرازي من أن رجلاً جاء الى الامام علي (عليه السلام) ، فقال : تزوجت جارية بكرا ، وما رأيت بها ريبة ، ثم ولدت لستة أشهر.

فقال الإمام علي (عليه السلام) : قال تعالى : { وحمله وفصاله ثلاثون شهراً }[الاحقاف : 15] ، وقال تعالى : {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين }[البقرة : 233] فالحمل ستة أشهر ، الولد ولدك (1) .

وأمثلة استنباط النبي (صلى الله عليه واله وسلم) والأئمة الهداة عليهم السلام للأحكام الشرعية من خلال تفسير القرآن بالقرآن كثيرة ، لا يسعنا المجال هنا لذكر المزيد منها .

ثانياً : تفسير القرآن بالسنة

وهو المعبر عنه بالتفسير " الروائي " وقد اعتمده المفسرون كمصدر من مصادر تفسيرهم .

وكما هو معلوم ان السنة عند الشيعة الامامية تعني : اقوال ، وأفعال ، وتقارير النبي (صلى الله عليه واله وسلم) والائمة الاثني عشر المعصومين من أهل بيته (عليهم السلام) ، أما عند الشيعة فهي محصورة بأقوال ، وأفعال ، وتقارير النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فقط ، لأنه لا معصوم عندهم غير النبي (صلى الله عليه واله وسلم) .

ثالثا ً : تفسير القرآن بأقوال الصحابة

وهو الطريق الثالث لأصحاب التفسير الأثري بعد الكتاب المجيد والسنة الشريفة .

ولتفسير الصحابي الذي شهد التنزيل مما لا مجال للرأي فيه له حكم " المرفوع " الى رسول (صلى الله عليه واله وسلم) .

وأما ما يكون لرأي الصحابي فيه مجال فهو " موقوف عليه " ما دام لم يسنده الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) .

ومن المعلوم أن المرفوع هو ما أسند الى المعصوم ، كأن يقول الصحابي : سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول : كذا ... ، أو رأيته يفعل كذا ، أو فعل فلان كذا ، ولم ينكره .

والموقوف هو : المروي عن الصحابي مع عدم وصل السند الى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) .

وعليه فإن " الموقوف " ليس بحجة ؛ لأن الحجة هو قول المعصوم فقط .

وقد حشد تفسير الطبري " جامع البيان " والسيوطي " الدر المنثور " بالموقوفات ، اي بأقوال الصحابة حول الآيات القرآنية .

رابعاً : تفسير القرآن بأقوال التابعين

يرجع المفسرون الى هذا الطريق ان لم يجدوا تفسيرا في الكتاب او السنة ، أو اقوال الصحابة .

والملاحظ أن هذا الطريق هو قبيل التفسير بالرأي عند نفس أهل السنة .

ومن المهم التأكيد على أن المأثور عند الشيعة الامامية هو – كما أشرنا في صدر الحديث – ما جاء في القرآن الكريم ، وما ورد عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ، وعن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ، وفي هذا يقول الشيخ أبو جعفر الطوسي (قدس سره) في كتابه " التبيان " : " أن الرسول عليه الصلاة والسلام ، حث على قراءة القرآن ، والتمسك بما فيه ، ورد ما يرد من اختلاف الأخبار في

الفروع إليه " . ثم قال : إن أصحابنا – يعني الامامية – ذكروا بأن تفسير القرآن لا يجوز إلا بالأثر الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام ، وعن الأئمة عليهم السلام ، الذين هم قولهم حجة ، كقول النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ؛ وذلك لما تواتر من وصية الرسول عليه الصلاة والسلام فيهم : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

واما ما نقل عن الصحابة والتابعين فليس بحجة عند الامامية . ومن أمثلة كتب التفسير بالمأثور عند الامامية : تفسير محمد بن مسعود العياشي ، وتفسير فرات الكوفي ، وتفسير علي بن إبراهيم القمي ، وتفسير هاشم البحراني " البرهان في تفسير القرآن " ، وغيرهما ، وعند السنة : الدر المنثور للسيوطي ، وجامع البيان لمحمد بن جرير الطبري ، وغيرهما .

_________________

1- التفسير الكبير ، الفخر الرازي ، ج5 ، ص127 ، وقد ورد هذا المثال وغيره في مصادر أخرى غير التفسير الكبير للفخر الرازي ، كالإرشاد للشيخ المفيد ، وقضاء أمير المؤمنين للتستري ، وكتب التفاسير .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .