أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-2-2017
![]()
التاريخ: 1-3-2017
![]()
التاريخ: 11-5-2017
![]()
التاريخ: 2-3-2017
![]() |
قال تعالى : {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } [البقرة: 215]
{يسألونك} يا محمد {ماذا} إلى أي شيء ينفقون والسؤال عن الإنفاق يتضمن السؤال عن المنفق عليه فإنهم قد علموا أن الأمر وقع بإنفاق المال فجاء الجواب ببيان كيفية النفقة وعلى من ينفق فقال قل يا محمد {ما أنفقتم من خير} أي مال فدل على أن له مقدارا وأنه مما ينتفع به لأن ما لا ينتفع به لا يسمى خيرا {فللوالدين والأقربين} والمراد بالوالدين الأب والأم والجد والجدة وإن علوا لأنهم يدخلون في اسم الوالدين والمراد بالأقربين أقارب المعطي {واليتامى} أي كل من لا أب له مع صغره {والمساكين} الفقراء {وابن السبيل} المنقطع به.
واختلفوا في هذه النفقة فقال الحسن المراد به نفقة التطوع على من لا يجوز وضع الزكاة عنده والزكاة لمن يجوز وضع الزكاة عنده فهي عامة في الزكاة المفروضة وفي التطوع وقال السدي الآية واردة في الزكاة ثم نسخت ببيان مصارف الزكاة والأول أظهر لأنه لا دليل على نسخها واتفق العلماء على أنه لا يجوز دفع الزكاة إلى الأب والأم والجد والجدة وإلى الأولاد فأما النفقة فلا خلاف أن النفقة على الوالدين إذا كانا فقيرين واجبة وأما النفقة على ذي الرحم فلا يجب عندنا وعند الشافعي ويجب عند أبي حنيفة وقوله {وما تفعلوا من خير} أي من عمل صالح يقربكم إلى الله {فإن الله به عليم} يجازيكم به من غير أن يضيع منه شيء لأنه تعالى لا يخفى عليه شيء .
___________________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج2، ص70-71.
{ يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ} . الخطاب موجه للرسول الأعظم ( صلى الله عليه واله ) .
{قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ}. المراد بالخير المال {فَلِلْوالِدَيْنِ} المراد بهما الأب والأم والجد والجدة ، لأنهم يدخلون في اسم الوالدين {والأَقْرَبِينَ} هم أرحام المعطي{ والْيَتامى} كل من لا أب له {والْمَساكِينِ } الفقراء {وابْنِ السَّبِيلِ} المسافر المنقطع عن أهله ووطنه ، ولا نفقة له .
وتسأل : ان ظاهر الآية يدل على ان القوم سألوا عن نوع النفقة ، لا عن مصرفها ، وعمن ينفقون عليه ، فجاء الجواب عن المصرف ، لا عن النوع ، فما هو الوجه ؟ .
أجاب أكثر المفسرين عن ذلك بأن القصد من الجواب هو تنبيه السائلين إلى انه ينبغي ان يسألوا عمن ينفقون عليه ، لا عن نوع ما ينفقون . . ونقل الرازي عن القفال جوابا آخر ، وهوان السؤال وان كان بلفظ ( ما ) الا ان المسؤول عنه هو مصرف النفقة ، لا نوعها ، لأن النوع معلوم . . وأيده الشيخ محمد عبده بقوله : ان علماء المنطق هم الذين قالوا : السؤال بما يختص بالماهية والحقيقة ، أما العرب فإنهم يسألون بما عن الماهية وعن الكيفية . . والقرآن لا يجري على مذهب أرسطو في منطقه ، وانما هو بلسان عربي مبين . . وهذا الجواب أرجح من الأول وان كانت النتيجة واحدة .
سؤال ثان : هل الإنفاق على من ذكرتهم الآية واجب أم مستحب ؟ .
الجواب : تجب نفقة الأولاد على الوالدين ، وبالعكس إذا كان أحدهما قادرا على الإنفاق ، والآخر عاجزا عن الإنفاق على نفسه ، ولوعن طريق الكسب . .
وهذه النفقة لا تحسب من أصل الزكاة ، لأن النفقة على الآباء والأبناء تجب وجوبا مستقلا عن وجوب الزكاة ، أما اليتامى والمساكين وأبناء السبيل فيجوز اعطاؤهم من الزكاة الواجبة ، كما يجوز إعطاء الجميع من الصدقات المستحبة ، والصدقة المستحبة تعطى لكل محتاج ، مسلما كان أو غير مسلم ، لأن لكل كبد حرى أجرا ، كما جاء في الحديث .
_______________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج1، ص320-321.
قوله تعالى: {يسئلونك ماذا ينفقون} ، قل: ما أنفقتم من خير، قالوا: إن الآية واقعة على أسلوب الحكمة، فإنهم إنما سألوا عن جنس ما ينفقون ونوعه، وكان هذا السؤال كاللغو لمكان ظهور ما يقع به الإنفاق وهو المال على أقسامه، وكان الأحق بالسؤال إنما هومن ينفق له: صرف الجواب إلى التعرض بحاله وبيان أنواعه ليكون تنبيها لهم بحق السؤال.
والذي ذكروه وجه بليغ غير أنهم تركوا شيئا، وهو أن الآية مع ذلك متعرضة لبيان جنس ما ينفقونه، فإنها تعرضت لذلك: أولا بقولها: {من خير}، إجمالا، وثانيا بقولها: {وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم}، ففي الآية دلالة على أن الذي ينفق به هو المال كائنا ما كان، من قليل أو كثير، وأن ذلك فعل خير والله به عليم، لكنهم كان عليهم أن يسألوا عمن ينفقون لهم ويعرفوه، وهم: الوالدان والأقربون واليتامى والمساكين وابن السبيل.
ومن غريب القول ما ذكره بعض المفسرين: أن المراد بما في قوله تعالى: {ماذا ينفقون} ليس هو السؤال عن الماهية فإنه اصطلاح منطقي لا ينبغي أن ينزل عليه الكلام العربي ولا سيما أفصح الكلام وأبلغه، بل هو السؤال عن الكيفية، وأنهم كيف ينفقونه، وفي أي موضع يضعونه، فأجيب بالصرف في المذكورين في الآية، فالجواب مطابق للسؤال لا كما ذكره علماء البلاغة!.
ومثله وهو أغرب منه ما ذكره بعض آخر: أن السؤال وإن كان بلفظ ما إلا أن المقصود هو السؤال عن الكيفية فإن من المعلوم أن الذي ينفق به هو المال، وإذا كان هذا معلوما لم يذهب إليه الوهم، وتعين أن السؤال عن الكيفية، نظير قوله تعالى: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا} [البقرة: 70] ، فكان من المعلوم أن البقرة بهيمة نشأتها وصفتها كذا وكذا، فلا وجه لحمل قوله: ما هي على طلب الماهية، فكان من المتعين أن يكون سؤالا عن الصفة التي بها تمتاز البقرة من غيرها، ولذلك أجيب بالمطابقة بقوله تعالى: {إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ} [البقرة: 71].
وقد اشتبه الأمر على هؤلاء، فإن ما وإن لم تكن موضوعة في اللغة لطلب الماهية التي اصطلح عليها المنطق، وهي الحد المؤلف من الجنس والفصل القريبين، لكنه لا يستلزم أن تكون حينئذ موضوعة للسؤال عن الكيفية، حتى يصح لقائل أن يقول عند السؤال عن المستحقين للإنفاق: ما ذا أنفق: أي على من أنفق؟ فيجاب عنه بقوله: للوالدين والأقربين، فإن ذلك من أوضح اللحن.
بل ما موضوعة للسؤال عما يعرف الشيء سواء كان معرفا بالحد والماهية، أو معرفا بالخواص والأوصاف، فهي أعم مما اصطلح عليه في المنطق لا أنها مغايرة له وموضوعة للسؤال عن كيفية الشيء، ومنه يعلم أن قوله تعالى: {يبين لنا ما هي} وقوله تعالى: {إنها بقرة لا ذلول}، سؤال وجواب جاريان على أصل اللغة، وهو السؤال عما يعرف الشيء ويخصه والجواب بذلك.
وأما قول القائل: إن الماهية لما كانت معلومة تعين حمل ما على السؤال عن الكيفية دون الماهية فهومن أوضح الخطأ، فإن ذلك لا يوجب تغير معنى الكلمة مما وضع له إلى غيره.
ويتلوهما في الغرابة قول من يقول: إن السؤال كان عن الأمرين جميعا: ما ينفقون؟ وأين ينفقون فذكر أحد السؤالين وحذف الآخر، وهو السؤال الثاني لدلالة الجواب عليه! وهوكما ترى.
وكيف كان لا ينبغي الشك في أن في الآية تحويلا ما للجواب إلى جواب آخر تنبيها على أن الأحق هو السؤال عن من ينفق عليهم، وإلا فكون الإنفاق من الخير والمال ظاهر، والتحول من معنى إلى آخر للتنبيه على ما ينبغي التحول إليه والاشتغال به كثير الورود في القرآن، وهومن ألطف الصنائع المختصة به كقوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً } [البقرة: 171] وقوله تعالى: { مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ } [آل عمران: 117] وقوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ} [البقرة: 261]، وقوله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89] ، وقوله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} [الفرقان: 57] ، وقوله تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ } [الصافات: 159، 160] ، إلى غير ذلك من كرائم الآيات.
قوله تعالى: {وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم} ، في تبديل الإنفاق من فعل الخير هاهنا كتبديل المال من الخير في أول الآية إيماء إلى أن الإنفاق وإن كان مندوبا إليه من قليل المال وكثيره، غير أنه ينبغي أن يكون خيرا يتعلق به الرغبة وتقع عليه المحبة كما قال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] ، وكما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ } [البقرة: 267].
وإيماء إلى أن الإنفاق ينبغي أن لا يكون على نحو الشر كالإنفاق بالمن والأذى كما قال تعالى: { ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى} [البقرة: 262] ، وقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ } [البقرة: 219].
_______________________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج2، ص135-137.
يتعرّض القرآن الكريم في آيات عديدة إلى الإنفاق والبذل في سبيل الله، وحثّ المسلمين بطرق عديدة على الإنفاق والأخذ بيد الضعفاء، وهذه الآية تتناول مسألة الإنفاق من جانب آخر، فثمة سائل عن نوع المال الذي ينفقه، ولذلك جاء تعبير الآية بهذا الشكل {يسألونك ماذا ينفقون}.
وفي الجواب بيّنت الآية نوع الإنفاق، ثمّ تطرّقت أيضاً إلى الأشخاص المستحقّين للنفقة، وسبب نزول الآية كما مرّ يبيّن أنّ السؤال اتّجه إلى معرفة نوع الإنفاق ومستحقّيه.
بشأن المسألة الاُولى : ذكرت الآية كلمة «خير» لتبيّن بشكل جامع شامل ما ينبغي أن ينفقه الإنسان، وهو كلّ عمل ورأسمال وموضوع يشتمل على الخير والفائدة للناس، وبذلك يشمل كلّ رأسمال مادّي ومعنوي مفيد.
وبالنسبة للمسألة الثانية : ـ أي موارد الإنفاق ـ فتذكر الآية أولاً الأقربين وتخصّ الوالدين بالذكر، ثم اليتامى ثم المساكين، ثم أبناء السبيل، ومن الواضح أنّ الإنفاق للأقربين ـ إضافة إلى ما يتركه من آثار تترتّب على كلّ إنفاق ـ يوطّد عرى القرابة بين الأفراد.
{وما تفعلوا من خير فإنّ الله به عليم}.
لعلّ في هذه العبارة من الآية إشارة إلى أنّه يحسن بالمنفقين أن لا يصرّوا على اطّلاع الناس على أعمالهم، ومن الأفضل أن يسرّوا انفاقهم تأكيداً لإخلاصهم في العمل، لأنّ الذي يجازي على الإحسان عليم بكلّ شيء، ولا يضيع عنده سبحانه عمل عامل من البشر.
__________________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج1، ص520-521.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|