أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-20
![]()
التاريخ: 1-2-2017
![]()
التاريخ: 2-2-2017
![]()
التاريخ: 2-2-2017
![]() |
جديس إحدى قبائل العرب البائدة، وتختلط في تاريخها الحقائق بالأساطير، ومن العسير معرفة أخبارها على وجه اليقين.
وقد اختلف النسابون العرب في نسب جديس، فنسبها بعضهم إلى لاوذ بن سام بن نوح، ونسبها آخرون إلى غاثر (أو جاثر) بن إرم بن سام بن نوح، ويقترن اسم جديس باسم قبيلة أخرى من العرب البائدة هي طسم، ولم يرد لهاتين القبيلتين ذكر لا في القرآن الكريم ولا في التوراة ولا في المصادر الكلاسية القديمة (اليونانية والرومانية) ولا في الكتابات والنقوش القديمة. على أن بعض الباحثين الغربيين رجح أن اسم Jodisitae أو Jolistae الوارد في جغرافية بطلميوس إنما يراد به قبيلة جديس، وأن هذه القبيلة كانت معروفة في سنة 130 بعد الميلاد.
وليس ثمة ما يستند إليه في معرفة أخبار جديس غير ما رواه الأخباريون العرب، وكثير منها لا تطمئن النفس إلى صحته. وقد جنح بعض الباحثين الغربيين إلى إنكار وجودهما لعدم وجود وثائق تتصل بأخبارهما، على أن من المرجح أنهما كانتا موجودتين، فقد ورد ذكر طسم في أشعار الجاهليين، ومنها بيت لطرفة بن العبد، وخبر طسم وجديس كان معروفاً للعرب القدماء، وقد ذكر الأعشى خبر زرقاء اليمامة وقومها في قصيدة له وهو قوله:
وقبلـهم غـالـت المنـايــا طسماً ولم ينجها الحذار
وحل بالحي من جديس يوم من الشر مستطار
وورد كذلك خبر هلاك طسم على يد جديس في رجز لرؤبة بن العجاج وهو قوله:
بوار طسم بيدي جديس.
ذكر الأخباريون العرب أن قبيلتي طسم وجديس كانتا تنزلان اليمامة، وذكر بعضهم أن طسماً وجديساً كانتا تنزلان قديماً مدينة بابل، ثم نزحت طسم عن موطنها الأول ولحقت بها جديس، والخبر موضع شك، وجمهور الأخباريين على أنهما كانتا تنزلان بلاد اليمامة، ويذكرون أن ديارهما كانت من أخصب بلاد العرب فيها البساتين والنخل وكانت عامرة بالقصور والأبراج العالية.
وحول هلاك هاتين القبيلتين ذكر الأخباريون خبراً مطولاً خلاصته أن طسماً كانت لها، السيادة على جديس، وأن أحد ملوك طسم، واسمه عمليق أو عملوق، كان مستبداً جائراً، وقد أمر أن لا تزف عروس إلى زوجها إلا بعد أن تبيت معه، وقد ضاقت جديس بهذا الأمر، واتفق أن عمليقاً افترع عفيرة بنت عبّاد (أو غفار) التي يقال لها الشموس، وكانت أخت شريف من جديس اسمه الأسود بن عبّاد، فاستغاثت المرأة بقومها وأرتهم ما صنع بها عمليق، فغضب أخوها وعزم على قتل عمليق وأصحابه فشاور قومه ودبروا خطة لقتله، فصنع أخوها طعاماً ودعا عمليقاً وأصحابه، وكانوا قد دفنوا السيوف في الرمال. فلما قدم عمليق ودخل ديار جديس، أخرجوا السيوف وانقضوا بها عليه وعلى من كان معه، فقتلوهم عن آخرهم، وقد وضع الأخباريون على لسان عفيرة وأخيها الأسود أشعاراً زعموا أنها قيلت في تلك المناسبة، وقد استطاع أحد رجال طسم الفرار فمضى إلى اليمن واستغاث بملك حمير حسان بن تبع وحرضه على غزو جديس ورغبه بالمغانم، فاستجاب له حسان ووجه جيشاً إلى جديس، وقبل أن يتوجه الجيش إلى جديس حذر أحد أعوان الملك من أن يفطن القوم لقدومه فيستعدوا لقتاله، لأن امرأة من جديس تعرف باليمامة ـ ويسميها الأخباريون زرقاء اليمامة ـ كانت تعرف بحدة النظر، وهي خليقة بأن ترى الجيش قادماً فتحذر قومها، وقد ذكر الأخباريون أنها كانت تبصر إلى مسيرة ثلاثة أيام، وقد ضرب المثل بحدة بصرها فقالوا: (أبصر من زرقاء اليمامة) وقد أشار الرجل على ملكه بأن يحمل الجند معهم أشجاراً يتوارون خلفها، ففعل، وقد بصرت بهم زرقاء اليمامة وهم على مسيرة ثلاثة أيام فحذرت قومها ولكنهم لم يصدقوها، فاجتاحهم حسان وأبادهم جميعاً، وأخذ الزرقاء فشق عينيها. وتذكر الأخبار أن الأسود بن عباد استطاع النجاة من القتل ولجأ إلى جبلي أجأ وسلمى قبل أن تنزل بهما طيئ، وقد شعر الطائيون بقدومه فلحقوا به حتى الجبلين وقتلوه ونزلوا الجبلين منذ ذلك الحين.
والخبر في جملته من المرويات التي تفتقر إلى ما يؤيدها. وقد عرفت طائفة من المواضع التي كانت لطسم وجديس باليمامة. وكانت تعرف قديماً باسم (جو) ثم أطلق عليها لفظ اليمامة، وهي في قول بعض الأخباريين اليمامة بنت سهم بن طسم، وحاضرة اليمامة بلدة (حجر) معناها القرية بلغة أهل اليمن، وقد نزلتها فيما بعد قبيلة حنيفة. وقد زعموا أن الذي اكتشفها بعد هلاك طسم وجديس رجل من بني حنيفة، وأنه وجد فيها آطاماً (حصوناً) ونخيلاً، وقد أورد الهمداني (ت334هـ) في كتابه (صفة جزيرة العرب) بعضاً من مواطن طسم وجديس ومنها (الأقصر العادي) أي القديم بالأثل، وذكر أنه بني أول الأمر من طين ثم بني عليه حصن، ومن مواطنهم ما عرف في زمن الهمداني بالقرية الخضراء، وكانت تنزلها طسم، وكانت جديس تنزل «الخضرمة» وفي هذين الموضعين آثار طسم وجديس وبقايا قصورهم وبتلها (البتيل بناء مربع مثل الصومعة) ومن بتلهم ما بلغ ارتفاعه خمسمئة ذراع. وزعموا أن زرقاء اليمامة نظرت من أحدها إلى جيش حسّان الحميري.
لم يتفق المؤرخون حول زمن هلاك طسم وجديس، فجرجي زيدان يجعل نهايتهما في القرن الخامس للميلاد. ويخالفه الباحث الفرنسي كوسان دو برسفال فيجعل هلاكهما قبل ذلك بزهاء ثلاثة قرون، نحو عام 250 للميلاد.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|