وهو عبد الله بن عثمان، وكان اسم أبي بكر في الجاهلية عبد الكعبة، فسماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبد الله (1) وأمه سلمى بنت صخر من بني تيم. وقد سمي عتيق لرقة بشرته، إذ جاء في كتاب الطبري في وصف أبي بكر: وأما علي بن محمد فإنه قال في حديثه الذي ذكرت إسناده قبل: إنه كان أبيض يخالطه صفره، حسن القامة، نحيفا أحنى رقيقا عتيقا، أقنى، معروق الوجه، غائر العينين (2). وجاء في أقرب الموارد: رقت بشرته بعد الجفاء والغلظ فهو عتيق (3). ولا يوجد دليل بأن النبي (صلى الله عليه وآله) قد سماه عتيقا، ولكن عائشة قالت: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: هذا عتيق الله من النار! (4) وكان أبوه يناديه بعتيق: يا عتيق هؤلاء القوم فأحسن صحبتهم (5). وقال جبير بن مطعم بن عدي لعبده وحشي: إن أنت قتلت حمزة عم محمد بعمي طعيمة بن عدي، فأنت عتيق (6)، وسمي من أعتق من العرب عتيق، واسم

أبي بكر في الجاهلية عتيق. وقد قال الشاعر: وما بنو تيم  إلا أعبد وإماء وكان أبو سفيان قد قال عن خلافة أبي بكر: ما بال هذا الأمر في أقل قريش مكة، وأذلها ذلة (7). وليس في هذا شك من أن العرب تستخدم كلمة عتيق لمن تحرر من العبودية ولقد وسم الحجاج في يد أنس بن مالك عبارة: عتيق الحجاج (8) لظنه بموالاته لعبد الرحمن بن الأشعث.

_______________

(1) المعارف، ابن قتيبة 167.

(2) تاريخ الطبري 2 / 615.

(3) أقرب الموارد 2 / 741.

(4) تاريخ الطبري 2 / 615.

(5) طبقات ابن سعد 3 / 187.

(6) السيرة الحلبية 2 / 217.

(7) أخرجه الحاكم وصححه الذهبي، تاريخ الخلفاء، السيوطي 66.

(8) مختصر تاريخ دمشق، ابن عساكر 5 / 74.