المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18790 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



مسائل ابن الازرق مع عبد الله بن عباس  
  
13404   01:56 صباحاً   التاريخ: 14-11-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص213-219.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / مواضيع عامة في المناهج /

 لعل اوسع ما اثر عن ابن عباس في هذا الباب هي مسائل نافع بن الازرق الخارجي (1) ، جاء لـيـسـال حبر الامة تعنتا لا تفهما وكان متقنا للعربية وامير قومه وفقيههم ، فحاول افحام مثل ابن عباس استظهارا لمذهبه .
والقصة كما رواها السيوطي في الاتقان ، فيها شيء من الغرابة ، ولعل فيها زيادة وتحريفا ، غير انها على كل حال تحدد من اتجاه ابن عباس اللغوي في التفسير ، واضطلاعه بالأدب الرفيع .
قـال جلال الدين السيوطي : قد روينا عن ابن عباس كثيرا من استشهاده بالشعر لحل غريب القرآن ، واوعـب مـارويناه عنه مسائل ابن الازرق ـ وساقها تماما حسب استخراجه من كتاب الوقف لابن الانباري ، والمعجم الكبير للطبراني ـ (2) ولنذكر منها طرفا : قال بينا عبد اللّه بن عباس جالس بفنا الكعبة ، قد اكتنفه الناس يسالونه عن تفسير القرآن ، واذا بنافع بـن الازرق قال لنجدة بن عويمر (3) : قم بنا الى هذا الذي يجترئ على تفسير القرآن بما لا عـلـم له به ، فأتياه وقالا : نريد ان نسالك عن اشياء من كتاب اللّه ، فتفسرها لنا ، وتأتينا بمصادقة من كلام العرب ، فان اللّه انما انزل القرآن بلسان عربي مبين قال ابن عباس : سلاني عما بدا لكما.
فـسـالـه نـافع عن قوله تعالى : {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} [المعارج : 37] ؟ قال : العزون : الحلق الرقاق قال نافع : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، اما سمعت عبيد بن الابرص وهو يقول :
فجاؤوا يهرعون اليه حتى ـــــ يكونوا حول منبره عزينا.
قال الراغب : عزون ، واحدته عزة ، واصله من : عزوته فاعتزى ، اي نسبته فانتسب .
وقـال الـطـبـرسي : عزون ، جماعات في تفرقة ، واحدتهم عزة وانما جمع بالواو والنون ، لانه عوض ، مثل سنة وسنون واصل عزة عزوة من : عزاه يعزوه ، اذا اضافه الى غيره فكل جماعة من هذه الجماعات مضافة الى الاخرى (4) .
وساله عن قوله : {إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} [الأنعام : 99] ؟ قال : نضجه وبلاغه واستشهد بقول الشاعر :
اذا مشت وسط النسا تأودت ـــــ كما اهتز غصن ناعم النبت يانع (5) .
وسـالـه عـن {الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ } [الشعراء : 119] ؟ قال : السفينة الموقرة الممتلئة واستشهد بقول ابن الابرص :
شحنا ارضهم بالخيل حتى ـــــ تركناهم اذل من الصراط (6) .
وساله عن {زَنِيمٍ } [القلم : 13] ؟ قال : ولد زنى واستشهد بقول الخطيم التميمي :
زنيم تداعته الرجال زيادة ـــــ كما زيد في عرض الاديم الاكارع (7) .
قال الراغب : الزنيم : الزائد في القوم وليس منهم وهو المنتسب الى قوم هو معلق بهم لا منهم .
وساله عن {جَدُّ رَبِّنَا } [الجن : 3] ؟ قال : عظمة ربنا واستشهد بقول امية بن ابي الصلت :
لك الحمد والنعماء والملك ربنا ـــــ فلا شيء اعلا منك جدا وامجدا.
وكان يبحث عن لغات القبائل ويترصد اخبارهم ، استطلاعا للغريب من الفاظهم الواقعة في القرآن ، وكـان اذا اشكل عليه فهم كلمة ارجاها حتى يتسمع قول الاعراب ليعثر على معناها ، طريقة متبعة لدى اهل التحقيق .
اخرج الطبري باسناده الى ابن ابي يزيد قال : سمعت ابن عباس ، وهو يسال عن قوله تعالى : {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج : 78] ، قال : ما هاهنا من هذيل (8) احد؟ فقال رجل : نعم ، قال : ما تعدون الحرجة فيكم ؟ قال : الشي الضيق قال ابن عباس : فهو كذلك (9) .
واخـرج مـن طـريـق قـتـادة عـن ابـن عـبـاس ، قـال : لـم اكن ادري ما {افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ } [الأعراف : 89] حتى سمعت ابنة ذي يزن تقول لزوجها : تعال افاتحك ، تعني اقاضيك (10) .
واخـرج ابـو عـبـيـد فـي الـفضائل من طريق مجاهد عن ابن عباس ، قال : كنت لا ادرى ما {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [فاطر : 1] حـتـى اتـانـي اعرابيان يختصمان في بئر ، فقال احدهما : انا فطرتها ، يقول : انا ابتدأتها (11) .
وفـي تفسير الزمخشري ـ عند قوله تعالى : {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ } [الانشقاق : 14] ـ : وعن ابن عباس : ما كنت ادري ما معنى (يحور) حتى سمعت اعرابية تقول لبنية لها : حوري ، اي ارجعي . واستشهد الزمخشري بقول لبيد :
وما المر الا كالشهاب وضوئه ـــــ يحور رمادا بعد اذ هو ساطع (12) .
وقد جاء نفس الاستشهاد في مسائل ابن الازرق ايضا (13) .
وهكذا استطاع بثقافته اللغوية ان يحيط بلغات القبائل ، ويميز عن بعضها البعض . روي عـنـه في قوله تعالى : {وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} [الفتح : 12] انه قال : البور ، في لغة اذرعات الفاسد ، فأما عند العرب فانه لا شيء (14) .
وقال في قوله تعالى : {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} [النجم : 61] السمود : الفنا ، وهي يمانية . وفي قوله تعالى : {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} [الصافات : 125] قال : ربا ، بلغة اهل اليمن . وفي قوله : {كَلَّا لَا وَزَرَ} [القيامة : 11] قال : الوزر : ولد الولد ، بلغة هذيل . وفـي قـولـه : {فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الإسراء : 58] قال : مكتوبا ، وهي لغة حميرية ، يسمون الكتاب اسطورا (15) .
بـل نـراه لـم يـقـتصر على الاحاطة بلغات القبائل ، حتى ضم اليها التعرف الى الكلمات الوافدة الى الـعـربـية من لغات الامم المجاورة قال في قوله تعالى : (ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا) بلسان الحبشة ، اذا قام الرجل من الليل قالوا : نشأ (16) .
وقال في قوله تعالى : (فرت من قسورة ) هو بالعربية الاسد ، وبالفارسية شار (شير) ، وبالقبطية اريا ، وبالحبشية قسورة (17) .
هـذا ، مـضـافا الى معرفته بداب سائر الامم ورسومهم ، كان يقول في قوله تعالى : (يود احدهم لو يعمر الف سنة ) هو قول الاعاجم : (زه ، نوروز ، مهرجان حر) (18) .
وعـن تلميذه سعيد بن جبير : هو قول بعضهم لبعض اذا عطس : زه هزار سال ، وفي رواية عن ابن عـبـاس : هـو قـول احـدهـم : زه هزار سال ، يقول : عش الف سنة (19) (زه ) و(زى ) بالفارسية بمعنى الدعاء بطول العمر ، من (زيستن ) بمعنى الحياة .
اضف الى ذلك معرفته بالتاريخ والجغرافية ، وما جرت على جزيرة العرب من حوادث وايام ، وقد اتـاح لـه حـظا وافرا من هذه الثقافة ، تنقله في البلاد ، بين مكة والمدينة ، ثم ولايته على البصرة واشـتراكه في غزوة افريقية ، بل وتنقله بين انحاء الجزيرة في طلب العلم ، اذ كان يهتم الاهتمام كله بـتـعرف قصة كل اسم او موطن او موضع جرى له ذكر في القرآن ، ان مبهما او صريحا يقول : ( الاحقاف ، المذكور في الكتاب العزيز : واد بين عمان وارض مهرة ) وارض مهرة هي حضرموت كما جاء في كلام ابن اسحاق وقال قتادة : الاحقاف : رمال مشرفة على البحر بالشحر من ارض اليمن قال ياقوت : هذه ثلاثة اقوال غير مختلفة في المعنى (20) .
وقال ـ في البحرين ـ : روي عن ابن عباس : البحرين من اعمال العراق ، وحده من عمان ناحية جر فار ، واليمامة على جبالها (21) .
وقال ـ في عرفة ـ : وقال ابن عباس : حد عرفة من الجبل المشرف على بطن عرنة الى جبالها الى قصر آل مالك ووادي عرفة (22) .
وقـال ـ فـي تـحـديد جزيرة العرب ـ : واحسن ما قيل في تحديدها ما ذكره ابو المنذر هشام بن مـحمد بن السائب الكلبي مسندا الى ابن عباس ، قال : اقتسمت العرب جزيرتها على خمسة اقسام قال : وانـمـا سـمـيت بلاد العرب جزيرة ، لإحاطة الانهار والبحار بها من جميع اقطارها واطرافها ، فصاروا منها في مثل الجزيرة من جزائر البحر (23) . الـى غـيرها من موارد تدلك على سعة معرفة ابن عباس بالأوضاع والاحوال التي تكتنفه ، شان اي عالم ومحقق خبير.
وبعد فان احاطته باللغة وبالشعر القديم ، لتدلك على قوة ثقافته البالغة حدا لم يصل اليه غيره ، ممن كان في طرازه ذلك العهد ، الامر الذي جعله بحق زعيم هذا الجانب من تفسير القرآن ، حتى لقد قيل فـي شـانـه : هو الذي ابدع الطريقة اللغوية في التفسير (24) فضلا عن كونه ابا للتفسير في جميع جوانبه ومجالاته .
وبـذلـك كان قد كشف النقاب عن وجه كثير من آيات احاطت بها هالة من الابهام ، لولا معرفة سبب النزول . مـثـلا نـتـسال : ما هي العلاقة بين (ذكر اللّه وذكر الاباء) في قوله تعالى : {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} [البقرة : 200] والسياق وارد بشان احكام الحج ومناسكه ؟.
وهـنا يأتي ابن عباس ليوضح من موضع هذه العلاقة قال : (ان العرب كانوا عند الفراغ من حجتهم بـعـد ايـام الـتـشريق ، يقفون بين مسجد منى وبين الجبل ، ويذكر كل واحد منهم فضائل آبائه في الـسـماحة والحماسة وصلة الرحم ، ويتناشدون فيها الاشعار ، ويتكلمون بالمنثور من الكلام ، ويـريـد كـل واحـد مـنـهم من ذلك الفعل ، حصول الشهرة والترفع بمثر سلفه فلما انعم اللّه عليهم بالإسلام امرهم ان يكون ذكرهم لربهم كذكرهم لابائهم او اشد ذكرا) (25) .

وهـكـذا لـما تسال بعضهم : ما وجه قوله تعالى : {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة : 158] اي لا حـرج عـلـيـه ولا مأثم في السعي بين الصفا والمروة وظاهره نفي الباس ، اي عدم المنع ، وهو لا يـقـتـضـي الـوجوب ، مع ان قوله تعالى ـ في صدر الاية ـ : (ان الصفا والمروة من شعائر اللّه ) يستدعي الوجوب ، لانه خبر في معنى الامر؟
وقـد كـان ذلك موضع تساؤل منذ او ل يومه اخرج الطبري باسناده الى عمرو ابن حبيش قال : قلت لـعـبـد اللّه بن عمر : (ان الصفا والمروة من شعائر اللّه ، فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما) ، قال : انطلق الى ابن عباس فأساله فانه اعلم من بقي بما انزل على محمد(صلى الله عليه واله ).

قـال : فأتيت ابن عباس فسالته ، فقال : انه كان عندهما اصنام ، فلما اسلموا امسكوا عن الطواف بينهما حتى انزلت {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة : 158] (26) .

كـان الـمـشـركون قد وضعوا على الصفا صنما يقال له : (اساف ) ، وعلى المروة (نائلة )فلما اعتمر رسول اللّه (صلى الله عليه واله)عمرة القضاء تحرج المسلمون عن السعي بينهما ، زعما منهم ان السعي بينهما شيء كـان صـنـعـه الـمـشركون تزلفا الى الصنمين ، فانزل اللّه ان لا حرج ولا موضع لما وهمه اناس (27) .
__________________________________
1- نـافـع بـن الازرق الـحـنـفي الحروري ، راس الازارقة من الخوارج واليه نسبتهم هلك سنة (65ه).

2- راجع الاتقان ، ج2 ، ص 56 ـ 88.

3- نـجـدة بـن عـامـر الـحـنـفي الحروري ، راس الفرقة النجدية كان من اصحاب الثورات ذلك العهد هلك سنة ( 69) ه.

4- مجمع البيان ، ج10 ، ص 357.

5- اود وتأود : اعوج وانحنى .

6- شحن المدينة بالخيل : ملاها.

7- تداعوا الشي : ادعوه تداعى القوم : دعا بعضهم بعضا والاديم : وجه الارض واكارع الارض : اطرافها القاصية .

8- تروى الاخبار ان هذيلا كانت احسن القبائل ثقافة واوسعها في اللغة ، ومن ثم تمنى عثمان ـ عـنـد مـا رفع اليه المصحف ورأي فيه شيئا من اللحن ـ قال : لو كان المملئ من هذيل ، و الكاتب من ثقيف ، لم يقع فيه هذا (مصاحف السجستاني ، ص 32 ـ 33). ويـروى ان عمر قرا على المنبر : (او يأخذهم على تخوف )النحل / 47 ، ولم يدر ما معنى التخوف هـنا هل تعرف العرب ذلك ؟ قال الشيخ : نعم ، يقول الشاعر : تخوف الرحل منها تامكا قردا كما تخوف عود النبعة السفن . والسفن : الحديدة التي يبرد بها خشب القوس والقرد : الكثير القردان والتامك : العظيم السنام يقول : ان الرحل تنقص سنام الناقة كما تأكل الحديدة خشب القوس . (فـجـر الاسلام لأحمد امين ، ص 196 عن الموافقات ، ج2 ، ص 57 و58 والذهبي ، ج1 ، ص 74 ، عنه ج1 ، ص 88).

9- تفسير الطبري ، ج17 ، ص 143.

10- الـطـبـري ، ج9 ، ص 3 وفـي روايـة : انـطـلـق افاتحك ، تعني اخاصمك وراجع : الاتقان ، ج2 ، ص 5و جـات الـقـصـة فـي تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ، ج1 ، ص 48 محرفة وراجع : ايضا مناهج التفسير للصاوي ، ص 34.

11- الاتقان ، ج2 ، ص 4.

12- الكشاف ، ج4 ، ص 727.

13- الاتقان ، ج4 ، ص 64.

14- رواه ابـن قتيبة مسندا له الى ابن عباس (تأويل مشكل القرآن ، ج2 ، ص 133) وفيه شيء من التصحيف ، صححناه على تفسير الطبري (ج26 ، ص 49) من غير ان ينسبه الى ابن عباس .

15- الاتقان ، ج2 ، ص 89 ـ 91.

16- تفسير الطبري ، ج1 ، ص 6 ، المزمل / 6.

17- المصدر نفسه ، المدثر/ 51. 

18- الطبري ، ج1 ، ص 340 ، البقرة / 96.

19- الطبري ، ج1 ، ص 340 والدر المنثور ، ج1 ، ص 89.

20- معجم البلدان ، ج1 ، ص 115.

21- المصدر نفسه ، ج1 ، ص 347.

22- معجم البلدان ، ج4 ، ص 104.

23- معجم البلدان ، ج2 ، ص 137.

24- التفسير والمفسرون ، ج1 ، ص 75 عن مذاهب التفسير الاسلامي لجولد تسيهر ، ص 89.

25- الفخر الرازي ، ج5 ، ص 183. 

26- تفسير الطبري ، ج2 ، ص 28 ، الدر المنثور ، ج1 ، ص 159 ، البقرة / 158.

27- مجمع البيان للطبرسي ، ج1 ، ص 240.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .