أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-6-2017
![]()
التاريخ: 30-12-2020
![]()
التاريخ: 3/9/2022
![]()
التاريخ: 2024-02-13
![]() |
( ما معنى قول النبي (صلّى الله عليه و آله) : الشقي من شقي في بطن أمّه والسعيد من سعد في بطن أمّه)(1).
ـ الجواب :
قد يتراءى من هذه الرواية للوهلة الأولى ان الإنسان مسيّر في اعماله وليس بمخيّر، وانه مجبور على اختيار الأعمال الشقيّة او الخيّرة إلى آخر عمره، لأنه مكتوب له ذلك منذ ان تكوّن في بطن امّه!.
والصحيح انه لا يمكن حمل هذه الرواية على طبق نظرية الجبر؛ لأنها من النظريات التي اثبت البرهان بطلانها، لأنها تستلزم نسبة الظلم الصادر من الناس إلى الله تبارك وتعالى والحال ان الله عادل لا يظلم أحدا، وأيضا تستلزم بطلان الثواب والعقاب على الأعمال، لأنه لا يثاب ولا يعاقب الا المختار، واما المجبور فعقابه ظلم وثوابه لا معنى له، ويكفي في بطلان نظرية الجبر ما نحسه بوجداننا وعلى نحو اليقين ان الإنسان صاحب ارادة واختيار في اعماله.
والصحيح هو حمل الرواية على (ما في علم الله تعالى) كما ورد عن الإمام الكاظم(عليه السلام) عندما سئل عن معنى هذه الرواية، فقال:(الشقي من علِم الله وهو في بطن امه انه سيعمل أعمال الاشقياء، والسعيد من علِم الله وهو في بطن امه انه سيعمل أعمال السعداء)(2).
وعليه فان هذه الرواية تكشف بعض جوانب علم الله سبحانه، كيف وهو العالم المطلق الذي يعلم السر واخفى وكل ما يجري في هذا العالم من الذرّة إلى المجرّة هو بعلمه تعالى؟!.
ان الله يعلم بالشقي والسعيد منذ كان في بطن امه بل قبل ذلك وهو في عالم النطف، فيعلم ان هذا الفرد هو من السعداء الذين سيختارون الأعمال السعيدة بإرادتهم واختيارهم وكذلك الحال بالنسبة إلى الفرد الشقي.
ان هذا العلم الإلهي لا يستلزم الجبر بحال من الاحوال.
ورواية الشقي والسعيد هذه تشبه إلى حد كبير قول الرسول (صلّى الله عليه و آله):(اعملوا فكلٌّ مُيسّرٌ لما خُلِق له)(3).
فان كلمة (اعملوا) ظاهرة بطلب الفعل الاختياري من المكلفين وكلمة (كل ميسر لما خلق له) تشير إلى الهدف الذي من اجله خلق الإنسان وهو العمل بعبادة الله سبحانه، ولذا ورد عن الإمام الكاظم (عليه السلام) عندما سئل عن هذا الحديث قوله : ان الله (عزّ وجلّ) خلق الجن والانس ليعبدوه، ولم يخلقهم ليعصوه، وذلك قوله (عزّ وجلّ):{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، فيسّر كلا لما خلق له، فالويل لمن استحب العمى على الهدى)(4).
_________
1ـ ميزان الحكمة، ج5 ص131.
2ـ المصدر السابق.
3ـ ميزان الحكمة، ج5 ص131.
4ـ المصدر السابق.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
تضاريس شبيهة بـ"الجبنة السويسرية".. حفرة غامضة على المريخ
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|