أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-19
![]()
التاريخ: 9-11-2021
![]()
التاريخ: 2023-12-03
![]()
التاريخ: 2023-06-11
![]() |
للمرأةِ كرامتها الإنسانيّة في القرآن ، وقد جَعلها الله في مستوى الرجل في الحَظوة الإنسانيّة الرفيعة ، حينما كانت في كلّ الأوساط المتحضّرة والجاهلة مُهانةً وَضيْعَةَ القَدْرِ ، لا شأن لها في الحياة سِوى كونها لُعبةَ الرجل وبُلغتَه في الحياة ، فجاء الإسلام وأخذ بيدها وصَعد بها إلى حيث مستواها الرفيع الموازي لمستوى الرجل في المجال الإنساني الكريم { لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} [النساء : 32] ، {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة : 228].
القرآن عندما يتحدّث عن الإنسان ـ وليس في حقيقة الإنسانيّة ذكورةٌ ولا أُنوثةٌ ـ إنّما يتحدّث عن الجنس ذكراً وأنثى على سواء ، وعندما يتحدّث عن كرامةِ الإنسان وتفضيلِه على كثير ممَّن خلق (1) وعن الودائع التي أَودَعَها هذا الإنسانَ (2) وعن نَفخِ روحه فيه (3) وعندما يباركُ نفسَه في خَلقِه لهذا الإنسان (4) إنّما يتحدّث عن الذات الإنسانيّة الرفيعة المشتركة بين الذَّكر والأُنثى من غير فرقٍ .
هو عندما يقول : {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم : 39] وعندما يقول : {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات : 13] وإلى أمثالها من تعابير لا يُفرِّق بين ذكرٍ وأُنثى : {أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران : 195] ، ولا مَيْزَ بينهما ولا تَفارُق فيما يَمتاز به الإنسان في أصل وجوده وفي سعيه وفي البلوغ إلى مراتب كماله ، {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ } [الأحزاب : 35].
وقد جاء قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} [الحجرات : 13] دليلاً قاطعاً على موازاة الأُنثى مع الذكر في أصالة النوع البشري ، ولا تزال هذه الأصالة مُحتَفَظاً بها عِبر تناسل الأجيال .
نعم ، هناك خصائص نفسيّة وعقليّة ميّزت أحدهما عن الآخر في تكوينِهما الذاتي ممّا أوجب تَفارقاً في توزيع الوظائف التي يقوم بها كلٌّ منهما في حقل الحياة ، توزيعاً عادلاً يتناسب مع معطيات ومؤهّلات كلّ من الذكر والأنثى ، الأمر الذي يؤكِّد شمول العدل في التكليف والاختيار ، ولنَنَظر في هذه الفوارق الناشئة من مقام حكمته تعالى في الخلق والتدبير .
______________
(1) الإسراء 17 : 70 .
(2) الأحزاب 33 : 72 .
(3) السجدة 32 : 9 .
(4) المؤمنون 23 : 14 .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|