أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-12-2020
![]()
التاريخ: 18-10-2018
![]()
التاريخ: 2023-05-28
![]()
التاريخ: 11/12/2022
![]() |
من المشاكل الكبيرة التي تحصل في عملية التربية , مشكلة عدم تمييز الهدف الصحيح من وراء التربية الإسلامية , فإن غالبية الأهل تراهم يسعون من خلال عملية التربية الى أن يكون ولدهم من البارزين في المجمع في كثير من المستويات لا يدخل في ضمنها أن يكون ابنهم متدينا مؤمنا , أو عبدا صالحا , فإذا سألتهم ماذا تريدون لابنكم مستقبلا ؟ تراهم يجيبونك أنهم يرغبون في أن يكون ابنهم طبيبا , أو مهندسا , أو دكتورا في الجامعة , ولا يلتفتون أو يهتمون الى أنهم يرغبون أن يكون ابنهم متدينا , وإذا عرض البعض لذلك تراه يعرض له على أساس أنه هدف ثانوي لا هدفا أساسيا , فالسعي لأن يكون ابنهم طبيبا مثلا هو الأساس وهو الذي يدفعهم الى إرسال ابنهم الى مدارس قد لا تكون من المدراس التي تربي تربية دينية سليمة , بل قد تكون من المدارس التي تربي على غير ديننا , أو على أساس لا ديني كما في المدارس العلمانية , فإذا قلت لهم : إن ذلك يشكل خطرا على دين الولد أجابوك إن المدرسة الإسلامية لا تعطي الدراسة كما تعطيها هذه المدراس , ومسألة الدين يمكن تعويضها من خلال البيت وأيام العطل , ولكن الذي بطباع رفاقه , أو مدرسته ويشكل ذلك خطرا على عقيدته , فصحيح أن ربح مستوى علميا كبيرا ولكنه خسر دينه واتجه إما الى دين آخر , أو الى العلمانية واللادين وسبب ذلك يعود أساسا الى أن هدف الأهل كان الحصول على العلم من دون التفات الى الدين أو أن يكون الدين أمرا ثانويا بالنسبة لأهلهم .
نحن لا ندعو هنا لأن نترك العلم , أو أن لا يكون من ضمن أهدافنا أن يكون أولادنا من أفضل النوعيات في المجتمع , وأن يصبحوا من العناصر المفيدة لمجتمعهم من خلال علمهم , بل إننا ندعوا الى التعلم والتفوق في ذلك غير أن ما ندعوا إليه هنا هو أن لا يكون التفوق العلمي هو الهدف الأول والأخير , بحيث إنه في حال التعارض بينه وبين الدين أن تكون الأولوية للعلم حتى لو أدى الى خسارة الدين , بل إننا نقول إن مستوى مقبول من العلم مع المحافظة على الدين أفضل بكثير من مستوى عال من العلم من دون دين .
لذلك فإننا نقول إننا نرغب في أن يكون هدف أسرنا أن يسعوا الى أن يكون أولادهم عبادا صالحين , ثم بعد ذلك أن وفقوا لأن يكونوا علماء متفوقين فهذا أمر ممتاز .
هذا من جهة ومن جهة أخرى ليست مدارسنا الإسلامية بهذا المستوى الضعيف ولكن انبهارنا بالمدارس الإرسالية , أو التي لا تراعي الدين يجعلنا نزحف نحوها تاركين التجربة الإسلامية المتألقة الساعية لبناء مدارس مهمة تصل الى مصاف المدارس الأخرى إن لم يكن أفضل منها . المهم إن الإسلام دعانا أولا وفي الأساس للسعي الى أن نقدم للمجتمع أبناء صالحين مؤمنين متدينين , وقد ورد في ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه و آله) قوله:(الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة)(1) .
فالسعي الى ولد صالح كي يكون ريحانة من رياحين الجنة يعتبر هدفا مهما لا يجوز تجاوزه أو التغاضي عنه .
ولكي يصبح الولد عبدا صالحا لا بد من اعتماد أسلوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معه , وتكليفه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يعتبر تكليفا شرعيا لكل مسلم ومسلمة لا يجوز لهم أن يتركوه .
وإذا تركوه فإن الله سبحانه وتعالى حذرنا من ان ذلك سيؤثر على مجتمعنا ويوجهه نحو الانحراف والضياع .
وأولى الناس بأن نأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر هم أولادنا وأهلنا لأنهم إضافة الى كونهم مشمولين لعموم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فهم أيضا مسؤولين منا وإذا ما انحرفوا وكان ذلك بسبب عدم اكتراثنا , أو عدم أدائنا لدورنا , أو فشلنا فيه , فإن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا على تقصيرنا في أداء دورنا وقيامنا بواجبنا حسابا عسيرا .
فكثيرا ما يقع أولادنا بأخطاء , وبدلا من قيامنا بتنبيههم وتعليمهم ما هو الصواب نقوم بتبرير هذا الفعل منهم , أو عدم إظهار الامتعاض مما يرتكبون, وهذا لوحده كاف في تشجيعهم على الاستمرار في غيهم وضلالهم .
كما يجب علينا أن نتعالم مع الآخرين في موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن لجهة التدرج في ذلك أو اختيار الأسلوب الأفضل , فكذلك يجب أن يكون الأمر مع أولادنا وأهلنا بل هو هنا مطلوب بشكل أكبر .
____________
1ـ بحار ا لأنوار الجزء 101 ص90 .
|
|
تحذير من "عادة" خلال تنظيف اللسان.. خطيرة على القلب
|
|
|
|
|
دراسة علمية تحذر من علاقات حب "اصطناعية" ؟!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تحذّر من خطورة الحرب الثقافية والأخلاقية التي تستهدف المجتمع الإسلاميّ
|
|
|