المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



حفظ الصحة في فصل الصيف  
  
2199   11:56 صباحاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : السيد علي عاشور
الكتاب أو المصدر : آداب وقوانين الجسم الطبّي والنصائح عند أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص194-196
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-14 477
التاريخ: 2024-09-07 563
التاريخ: 28-1-2016 1874
التاريخ: 2024-10-10 633

قال صاحب الجواهر: قرأت مقالة في حفظ الصحة في أول فصل الصيف سنة 1916 بقلم عظيم من أعاظم الأطباء النطاسيين فجعلتها نظماً. وها هي ذه:

أرجوزة في الطب للإخوان           نظمتها أيام الامتحان

من بعد ما قرأتها تكرارا                       لكي أزيد فهمها استبصارا

ليحفظوا صحتهم في الصيف         فحرّه مثل غرار السيف

للصيف حر يلفح الوجوها             ويزهق النفوس إذ يغزوها

والشمس مهما قتلت جرثوما         فإنها تحيي سواه دوما

ما أفتك الجرثوم بالأطفال             فإنها مكثرة الإسهال

تسطو بحماها على الأولاد            فتحتسي بفلذ الأكباد

إن اتقاء المرض المخوف            أفضل من علاجه الموصوف

فنظف الطعام والشرابا                والجسم والمكان والثيابا

كذلك الحدائق الغناء                   وكل مجرى كان فيه الماء

فأنها حمالة للداء                                تقذفه في داخل الأحشاء

فلتحترس من طائف الذباب           فإنه أعدى من الذئاب

يعدي الذي يلقى بلا ارتياب           ويجعل الأحياء في تباب

مثل الذباب فعل الناموس                      فإنه لمرض جاسوس

فاجعل له وقاية تقيكا                  على السرير حيث لا يرديكا

يا ربة المنزل يا ذات الأدب          حفظ الصغار صحة مما وجب

فارعي رعاك الله عين الطفل        وفمه وأذنه بالغسل

لا يشربن لبناً أو ماءً                  حتى تزيل النار منه الداء

كذلك الفواكه اطبخيها                 حتى يزول الداء مما فيها

وليستحم الرجل الكبير                والطفل والطفلة والصغير

بكل ماء فاتر نظيف                  منظف للجسم في الصيف

وليأخذ القوي ماء باردا               إذا أراد حيث لا يخشى ردى

وقلل المأكول والمشروبا                       ولا تطع من أكلوا ضروبا

وكل ما تشربه مبرّدا                  يبرد الأحشاء حتى تخمدا

والثلج والكازوزة المعروفه          وشبهها على الأذي معكوفه

ولا تطع قول الذين قالوا             الثلج يروي إنهم جهال

وخذ من البقول والفواكه             والخضر ما تهواه غير واله

وأقلل اللحوم والمغلظا               فهل تحب أن تكون في لظى

خير الثياب البيض عند الحر        وشبه بيض مثلها كالسمر

ثم لتكن واسعة الأطراف                      كالردن والقباب والأعطاف

واجعل شعار الجسم لبس الصوف  لمصّ ريح العرق المعروف

كذاك أما كنت في عرا               ليلاً فخص الصوف بالغطا

ومن يكن ذا عرق في الصيف       فشرب مثلوج له كالسيف

وكل تيار من الهواء                 يدعوه للبأساء والضراء (1).

_____________

1ـ تفسير الجواهر:13/70.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.