ان الخريطة تعتبر أقرب تمثيل للواقع المكاني أو جزء منه  بحيث يمكن قياسه بسهولة ويسر ، أي أنها وسائل القياس المختلفة ⁽¹⁾ والتي تستغرق وقتا طويلاً لو أراد الإنسان القياس به في الحقل أو الميدان.

وهنا سنعرض  كمثال الخريطة الكنتورية ⁽²⁾ كأحد انواع الخرائط التي يمكن ان نعتمد عليها في تسهيل وسائل القياس دون الرجوع إلى المصدر أو الميدان ، فالخريطة الكنتورية غالباً ما تصمم بشكل دقيق ، وذلك نظراً لكبر مقياس رسمها. انظر شكل (1) والذي يوضح كنموذج لخريطة كنتورية تظهر عليها بعض الأودية، ويمكن استخدام هذه الخريطة في التعرف على مقياس رسمها إذا ما عرفنا طول المسافة بين النقطتين أ ، ب في الطبيعة ، وذلك انطلاقاً من أن المسافة بين نفس النقطتين السابقتين يمكن قياسهما على الخريطة. ويمكن تصميم مقياس رسم خريطة بقيمة مقياس الرسم المستخرجة ، وأيضاً يمكن تحديد معدل الانحدارودرجته بين أي نقطتين على الخريطة مثل س ، ص وذلك بتطبيق المعادلتين التاليتين وهما :

                             الفاصل الراسي

معدل الانحدار =   ____________

                           المسافة الافقية

                              الفاصل الأسي ×60

دراسة الانحدار = _______________
                         

                               المسافة الافقية

وعلى الرغم من أن قراءة خطوط الكنتور وما إذا كانت متقاربة ام متباعدة تعطى انطباعاً عن درجة الانحدار إلا ان معرفة درجة الانحدار بشكل دقيق من خلال تطبيق المعادلة والقياس من الخريطة يكون بشكل دقيق ، ويمكن الوثوق به، وتفيد هذه المعلومات في تحديد أنماط استخدام الارض المثالية وأيضاً في شق الطرق وإقامة الجسور والانفاق، كما يمكن أيضاً من خلال تصميم القطاعات العرضية المختلفة الأنواع  التعرف على أشكال سطح الأرض المختلفة وتحديد المراحل العمرية لهذه الاشكال (شباب ، نضج ، شيخوخة) وأهم العمليات التي تأثرت بها , وتبدو أهمية هذه الخريطة فيما لو قارنا بين إتمام العمل السالف الذكر في الميدان أو الحقل وبين إتمامه في المكتب واستخدام الخرائط في القياسات المختلفة.

_________________

(1) تعني وسائل القياس المختلفة معرفة درجة الانحدار والمبالغة الرأسية وتحديد مكان مجهول بمعلومية زاويتيس ، وتحديد إمكانية الرؤية ،ورسم القطاعات الطويلة والعرضية . . . الخ.

(2) راجع: محمد صبري محسوب وأحمد الشريعي ، الخريطة الكنتورية، دار الفكر العربي ، 1995م.